بدأت الدراسة في المدارس والجامعات وتوجه 20 مليون طالب وطالبة الأسبوع الماضي إلي مدارسهم وجامعاتهم ولكن بدأت المشكلات الدراسية الموسمية أيضا. فبعد انتهاء رمضان وشراء مستلزمات العيد واحتياجاته استعدت الأسر المصرية لشراء لوازم المدارس وتوجهوا للمكتبات والأسواق الخاصة ببيع لوازم المدارس فوجدت أسعارا مرتفعة لم تسمع بها من قبل. وأصبح أولياء الأمور في مأزق هل يتقبلون هذه الأسعار التي تزلزل كيان أي أسرة أم يمتنعون عن الشراء مما يؤثر علي مستقبل أبنائهم وحسن أدائهم التعليمي؟ "الأسبوعي" تجولت في أسواق الأدوات المدرسية في محاولة لمعرفة أسباب هذا الارتفاع الفاحش للأدوات الدراسية. ولأن شارع الفجالة هو المقصد الأول لمن يرغب في شراء الأدوات الدراسية فكان هو بداية الجولة. فالفجالة المجاورة لميدان رمسيس بالقاهرة أصبحت هادئة إلي حد كبير عن كل عام هذا التوقيت وقد يكون بسبب أزمة الكتب الخارجية وعدم توافرها ولكن كان لارتفاع الأسعار عامل كبير أيضا. وفي لقاء مع صلاح العشري صاحب إحدي المكتبات قال إن مستلزمات المدارس التي بسعر الجملة أصبحت مرتفعة وبالتالي ارتفعت علي المستهلك (أولياء الأمور) فقد ارتفعت أسعار الورق في مايو الماضي ارتفاعا وصل إلي 20% للطن الواحد متأثرة بتراجع الكميات المنتجة من الدول الكبري المنتجة للورق مثل (شيلي وفنلندا) مما أدي إلي هذا الارتفاع وأضاف أن ما تم تصنيفه في عرض مستلزمات مدرسية قل المعروض منه فالخامات جميعها مستوردة يتم تجميعها في مصر ولا تتجاوز ال 10% من حجم المعروض في السوق والمنتجات الصينية أغرقت السوق وأصبح المعروض منها 85% من حجم السوق. فاختلطت الصناعة الجيدة بالرديئة وتراوحت الأسعار منها المنخفض ومنها المرتفع ولكن جميعها ارتفع بنسبة 15% عن العام الماضي، موضحا أن سعر دستة القلم الجاف وصل إلي 6 جنيهات مقابل 5 جنيهات العام الماضي وتباع للمستهلك ب 7 إلي 9 جنيهات حسب التاجر والمحل. وسعر دستة القلم الرصاص ب12 جنيها مقابل 10 جنيهات العام الماضي والمساطر من 5 إلي 17 حسب الخامة والاساتيك لها تصميمات جديدة وأشكال مغرية خاصة للأطفال وهي بسعر 12 جنيها للجملة وتباع من 120 قرشا حتي 220 قرشا للمستهلك والطقم الهندسي المكون من برجل ومثلثين ومسطرة ومنقلة واستيكة يباع بسعر يتراوح من 5 إلي 15 جنيها حسب الخامات، أما الحقائب المدرسية فتبدأ من 45 إلي 150 جنيها. ويضيف صلاح العشري أن المنتجين والمستوردين الكبار هم السبب الرئيسي في زيادة الأسعار واضافة هامش ربح كبير وكل ذلك علي حساب المستهلك. منجات مغشوشة ويقول مسعود محمد بائع بإحدي المكتبات بالفجالة إنه لم ير سوق الفجالة منذ عشرين عاما بهذا الهدوء في بداية العام الدراسي، فأزمة الكتب الخارجية جعلت مكتبات كثيرة تغلق وكذلك انخفاض عدد المستهلكين، فأولياء الأمور فضلوا هذا العام الشراء من المكتبات القريبة من منازلهم والمستهلك الذي يأتي ليشتري من هنا لم يعد يهتم أن يأخذ بالدست ولكنه يشتري المطلوب فقط أو أقل، أي أقل بكثير من احتياجاته المعتادة كل عام. ويضيف مسعود أن هناك أدوات مدرسية مغشوشة لا تصلح للاستخدام إلا لمدة بسيطة ويضطر المستهلك إلي استبدال أخري بها، فالسعر في هذه الحالة ليس مغريا، وأسعار أسواق الفجالة غير موجودة بالمكتبات الموجودة في أنحاء القاهرة، لأنها دائما أقل بكثير لأنها جملة وليست تجزئة، مشيرا إلي أن سبب ارتفاع الأسعار هو احتكار بعض المكتبات لبعض اللوازم الدراسية، كما أن المصانع والتجار هما من يقومان برفع الأسعار ومن المستحيل شراء السلع بسعر غال ونقوم ببيعها بسعر منخفض، وأن المكتبات في سوق الفجالة أغلبها ضيق المساحة ولا يستوعب الأعداد اليومية التي تتوافد عليها والممرات الضيقة التي تزدحم.