هذا التجمع الكبير لم يضم فنانة من نجمات السينما مثل منى زكى أو منة شلبى أو نيللى كريم، ويسرا وإلهام شاهين (قيل إنها تلقت دعوة للحضور ولكنها نفت). نفس التجمع خلا من الفنانين الأقباط أيضا، لا أحد يعرف هل الأمر مقصود أم لا، خصوصا فى ظل التعتيم الإعلامى على آلية اختيار طاقم المبدعين والفنانين الذين التقوا الرئيس محمد مرسى ظهر أول من أمس (الخميس)، لكن هناك سمة واحدة ميزت تصريحات من شاركوا فى اللقاء الذى امتد لما يقارب الثلاث ساعات فى قصر الاتحادية (نفس المكان الذى قابل فيه مبارك الفنانين قبل عامين). أنهم مرتاحون ومتفائلون بمستقبل الفن مع الرئيس المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين. الانطباع نفسه ميز تصريحات الجميع بمن فيهم هؤلاء الذين كانوا من بين من قابلوا مبارك عام 2010 ومن بينهم حسين فهمى الذى كانت أبرز تصريحاته على هامش لقائه بمبارك «أن الرئيس مهتم بالفن وسوف يعمل على تحسين الوضع الصحى للفنانين من خلال مستشفى جديد يسعى إلى إنشائه بالإضافة إلى العمل على مقر جديد للنقابة وعودة عيد الفن الذى لم يعد بالمناسبة»، هذه المرة أيضا بدا حسين فهمى متفائلا، حيث عبر فى تصريحاته ل«التحرير» عن سعادته البالغة بعد لقائه مع وفد الفنانين الرئيس محمد مرسى، مضيفًا أنه شعر بارتياح شديد بعد المناقشات التى جرت بينهما، موضحًا: «أنا فعلاً لم أدل بصوتى له فى الانتخابات لأنى بصراحة كنت خايف ومش مطمن، بس لو الريس دخل انتخابات تانى هاديه صوتى وأنا مطمن جدا، لأن اللقاء بيننا كان مفرح جدا»، هذا الفرح كان مصدره -حسب كلام حسين فهمى- حديث الرئيس عن الفن وحرية الإبداع الذى وجده فهمى وسيلة لمحو كل الإهانات التى تعرض لها الفنانون من المتشددين الذين يتحدثون باسم الدين. سهير البابلى أيضا خرجت تحمل نفس القدر من السعادة وربما أكثر بعد لقائها الرئيس، حيث قالت إن اللقاء فرق كثيرا معها جدا، لكنها تعود وتؤكد: «هذا على الرغم من أننى لم أشعر بخوف على الفن فى ظل وصول رئيس من خلفية إسلامية إلى الحكم، ولم أصدق الشائعات إطلاقا التى كانت تشير إلى أن الإخوان المسلمين سيُحرمون الفن، إلا أن اللقاء الذى جرى أمس كان لقاء ذكيا جدا، وهى مبادرة جيدة جدا من الرئيس محمد مرسى. فالاجتماع شمل الشباب والكبار والمؤلفين والمخرجين والمثقفين، وأعتبر أن هذا هو أكبر رد اعتبار لكل من تطاول على الفن والفنانين باسم الدين».
سهير البابلى التى مازحها الرئيس خلال اللقاء بذكره مشاهد من مسرحيتها الشهير «ريا وسكينة» أكدت أيضا أن اللقاء طمأن المبدعين على أن الفن شىء لا يمكن التنازل عنه أبدا، وأن الرئيس شدد على قيمة الاختلاف فى الدين الإسلامى باعتباره دينا يتقبل الرأى الآخر.
«لقاء الرئيس بالفنانين يعتبر دليلا على احترامه وتقديره للفن والفنانين، وأيضا يرسخ لمبدأ الاحترام المتبادل بين الرئيس والمرؤوس، وكما قلت ما دام أن الرئيس لم يقبل بإهانة أى شخص سواء كان فنانًا أو غير فنان فعلينا أن لا نقبل إهانة رئيس الجمهورية نحن أيضا، وعمومًا الفن لا يمثل مشكلة إطلاقا مع أى فصيل إسلامى». هذا ما قاله محمد صبحى عقب خروجه من قصر الرئاسة، كذلك لم يختلف رأى المخرج جلال الشرقاوى كثيرًا حيث وصف اللقاء بأنه كان مثمرًا للغاية ومطمئنًا، وهو من جانبه بعث إلى الرئيس مرسى برسائل كثيرة من بينها: «احم كرامة الفنانين وشرفهم»، وطمأن الشرقاوى الجميع أن مضمون اللقاء يدل على تقدير الرئيس مرسى دور الفن فى صناعة التاريخ، وبهذا يرد الرئيس محمد مرسى على كل من يشوه الفن والفنانين وأضاف الشرقاوى: «نتمنى أن تتحول وعود مرسى إلى واقع».