حوار: محمد المهدى بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من تولى المسؤولية الفنية لنادى الزمالك خلفًا للمعلم حسن شحاتة وقبل أن يتعاقد مسؤولو الأبيض مع البرتغالى جورفان فييرا، فضلا عن أنه دارت حوله عديد من الشائعات حول رحيله عن الفريق الفيومى وتوليه تدريب منتخب السودان، إضافة إلى اتهامات عديدة بأن ضعف شخصيته وراء عدم توليه القيادة الفنية للقلعة البيضاء وعدم وقوفه وأبناء جيله خلف ناديه فى أشد لحظاته الحرجة.. إنه طارق يحيى المدير الفنى لنادى مصر المقاصة الذى بزغ اسمه كثيرا فى عالم التدريب فى الدورى الممتاز بتدريب الإنتاج الحربى ومن بعده المقاصة واحتلال فريقه لقب الحصان الأسود لبطولة الدورى الموسم الماضى قبل تجميد النشاط الرياضى عقب أحداث بورسعيد الأخيرة التى نتج عنها وفاة وإصابة العشرات من جماهير ألتراس أهلاوى.. «الدستور الأصلي» حاورت طارق يحيى لمعرفة ردوده حول عودة النشاط الرياضى، وما يحدث فى الساحة الرياضية من مستجدات ومستقبل الزمالك خلال الفترة الماضية بعد خروجه من دورى أبطال إفريقيا والحديث عن فشل المعلم حسن شحاتة مع القلعة البيضاء رغم إحرازه 3 بطولات إفريقية متتالية مع منتخب مصر الأول أعوام 2006 و2008 و2010، فإلى نص الحوار:
■ بداية ما تقييمك للفترة التى قضيتها مع مصر المقاصة حتى الآن؟ - الحمد لله.. كنا عند حسن ظن مجلس الإدارة برئاسة اللواء محمد عبد السلام رضوان، وعملنا شكلا للفريق الفيومى فى بطولة الدورى، وأصبح جميع الفرق يخشى مواجهة المقاصة، ويعمل ألف حساب لنا، وهذا ليس كلامى، إنما حديث كل المحللين والرياضيين بعدما اكتسبنا احترام الجميع فى مصر، وأصبح للمقاصة شكل مميز عن باقى فرق الدورى.
■ هل يستطيع المقاصة المنافسة على لقب الدورى؟ - صراحة المقاصة لا يستطيع المنافسة على لقب الدورى، ويحتاج إلى 15 سنة لفعل ذلك، خصوصا أن هناك عديدًا من العوامل التى لا بد أن تتوافر لكى يحصل الفريق على لقب الدورى، أهمها تاريخ الفريق فى الدورى، فالمقاصة فريق صاعد منذ 3 سنوات لا يستطيع مجاراة فرق لها باع طويل كالأهلى والزمالك والإسماعيلى وغيرها، وثانى هذه العوامل قلة الجماهير، حيث جمهور المقاصة فى الفيوم فقط، إلا أن الأهلى والزمالك لهما جمهور فى كل المحافظات، ويقف وراء فريقه ويسانده ويدعمه.
■ ما السر وراء قناعتك بترك لاعبى فريقك للأهلى والزمالك بسهولة عكس ما يفعله باقى المدربين؟ - الأمر بسهولة يتلخص فى أمرين: الأول أن اللاعب مهما كان يتقاضى مبالغ مالية فى ناديه فإنه عندما يأتى له عرض من القطبين يصبح غير مركز مع فريقه، ويرغب فى الرحيل حتى إذا كان سيجلس احتياطيا فى الأهلى أو الزمالك، والأمر الثانى أنى لى وجهة نظر بعدم الوقوف أمام مستقبل أى لاعب طالما أنه يوجد البديل، ولهذا وافقت بسهولة على رحيل حسين حمدى للزمالك، قبل عودته مرة أخرى إلى فريقه المقاصة، إضافة إلى رحيل أوزو كونان للأهلى، وحمادة طلبة للزمالك، واحتراف عمر النجدى فى المغرب.
■ ما أسباب فشل توليك المسؤولية الفنية لمنتخب السودان الفترة الماضية؟ - تحدث معى بعض مسؤولى الاتحاد السودانى لكرة القدم لتدريب صقور الجديان، واتفقنا على كل التفاصيل وحصلت على موافقة مسؤولى مصر المقاصة على الرحيل إلا أن المفاوضات مع الجانب السودانى توقفت فجأة لأسباب لا أعلمها.
■ تردد أن توقف المفاوضات معك بسبب الهجوم الذى شنه الإعلام السودانى بأن طارق يحيى أقل من أن يقود صقور الجديان؟ - مع كامل احترامى للإعلام السودانى، فأنا مدرب كبير لى اسم فى تاريخ التدريب، وقادر على قيادة أى فريق أو منتخب بجدارة، خصوصا أننى صنعت اسما كبيرا لنفسى، والدليل تهافت عديد من الأندية على التعاقد معى وآخرها الزمالك.
■ بخصوص الزمالك.. ما رأيك فى ما يحدث حاليا فى القلعة البيضاء بعد الخروج الإفريقى والهزيمة فى أربع مباريات متتالية من تشيلسى الغانى والأهلى ومازيمبى الكونغولى ذهابا وإيابا؟ - أولا من وجهة نظرى، أعتقد أن ما يحدث فى نادى الزمالك من آن إلى آخر من نكبات وانتكاسات سببها الأساسى غياب العدالة بين الناس وبعضها داخل النادى وبين اللاعبين وبعضهم والمدربين إضافة إلى غياب العدالة بين العمال والموظفين داخل النادى مما يؤثر بشكل كبير على مسيرة الفريق الأبيض، وأؤكد لك أن الناس داخل البيت الأبيض لا يحبون بعضهم البعض، والكل يتمنى الفشل للآخر، وأن هناك من يوجد داخل النادى من لاعبين ومدربين وأعضاء مجلس إدارة وجمهور وعمال وموظفين يدعون ليل نهار على الفريق بالخسارة والفشل لغياب العدالة.
■ هل ترى أن غياب العدالة هو فقط سبب انتكاسات الزمالك؟ - العدالة شىء مهم فى الرياضة، فكيف يعقل أن يتقاضى لاعب ملايين الجنيهات، وآخرون يتقاضون ملاليم ولا يحصلون عليها لأنهم لا يرتبطون بعلاقة مع رئيس النادى أو أحد أعضاء مجلس الإدارة، فضلا عن عدم توفيق بعض المدربين خلال الفترة الماضية.
■ هل مجلس الإدارة له دور فى ما يحدث؟ - طبعا مجلس الإدارة الحالى برئاسة ممدوح عباس يتحمل المسؤولية كاملة عما يحدث للقلعة البيضاء، لأنه المسؤول الأول عن تحقيق العدالة بين اللاعبين، خصوصا أن الغيرة عامل أساسى فى نجاح الفريق من عدمه إضافة إلى أن مجلس عباس يتدخل كثيرا فى اختيار لاعبين بعينهم للانضمام إلى النادى لوجود مصلحة أو سمسرة، والدليل على ذلك أن الغالبية العظمى من اللاعبين الذين يختارهم مجلس الإدارة يفشلون والقليل منهم فقط ينجح، ويكون له بصمة مع الزمالك، فضلا عن التخبط الواضح فى مجلس الإدارة والانقسامات والتدخل فى شؤون فريق الكرة مما يؤثر سلبا على نتائج الفريق.
■ ما رأيك فى الانقسامات التى تحدث بين مجلس الإدارة؟ - طبيعى أن تكون هناك اختلافات وانقسامات بين مجلس الإدارة، وأن يكون هناك رأى مختلف ومغاير عن رأى بعض الأعضاء، لكن من غير الطبيعى وغير المنطقى أن تخرج هذه الانقسامات للإعلام والجماهير والإعلان عنها، فمجلس الإدارة ضعيف لا يستطيع تحمل المسؤولية لذلك يخرج على الرأى العام يكشف ما دار فى الاجتماعات المغلقة لتبرئة ساحته، وخوفا من صب الجماهير جام غضبها عليه، عكس إدارة النادى الأهلى التى تعمل فى صمت ولا أحد يعرف عنها أى شىء، فعلى الرغم من وجود عديد من المشكلات التى تواجه الفريق فإن الإدارة تستطيع حلها بعيدا عن أعين الإعلام والرأى العام.
■ بم تفسر اتفاق ممدوح عباس معك على خلافة المعلم ثم رجوعه فى كلامه والتعاقد مع فييرا؟ - أولا ممدوح عباس لم يخاطبنى شخصيا لتولى المسؤولية الفنية للنادى الزمالك بعد، تحدث معى أعضاء مجلس الإدارة وأكدوا لى أن هناك اتفاقا بين جميع الأعضاء على أن أتولى المسؤولية الفنية للفريق خلفا لحسن شحاتة واتفقنا على كل شىء، وأخذت موافقة محمد عبد السلام رضوان على الرحيل، وكان اتفاقى مع الإدارة البيضاء على أن أتولى مسؤولية الفريق قبل مباراة مازيمبى أو بعدها إلا أننى فوجئت بالتعاقد مع البرتغالى فييرا.
■ من وجهة نظرك.. لماذا تراجع مسؤولو الزمالك فى اتفاقهم؟ - مشكلة الإدارة البيضاء الخوف من الجماهير وعدم قدرتها على اتخاذ قرار سريع وحاسم وحازم، وأن التأجيل فى حسم القرارات يدفع الإدارة إلى اتخاذ قرارات غير صحيحة أو جس نبض الجماهير وأعضاء النادى أولا.
■ هل سينجح فييرا مع الزمالك أم لا؟ - المدرب البرتغالى لن ينجح مع الأبيض فى ظل الأجواء الحالية، ولا بد للإدارة أن توفر له الجو الهادئ الذى يؤهله للعمل فى هدوء واستقرار، فضلا عن أن اللاعبين محبطون، ولا يوجد حافز أو دافع لتحقيق الانتصارات والفوز والعودة مرة أخرى إلى منصات التتويج سواء المحلية أو الإفريقية وأهم شىء أن يبتعد مجلس الإدارة عن التدخل فى القرارات الفنية للمدير الفنى.
■ هل توافق على العمل مدربا مساعدا للمدرب البرتغالى؟ - مع كامل احترامى للمدير الفنى الجديد للقلعة البيضاء جورفان فييرا، إلا أننى أرفض العمل مساعدا له، فأنا مدرب له اسم فى عالم التدريب فليس من المعقول أن أكون الرجل الثانى فى الفريق بعد أن شهد الجميع لى بالنجاح كمسؤول أول فى الجهاز الفنى.
■ هل ترى أن المعلم تخلى عن الزمالك فى وقت حرج؟ - أكيد رحيل حسن شحاتة عن تدريب الزمالك كان فى وقت حرج جدا، خصوصا أن الفرصة كانت سانحة أمام الفريق للعودة مرة أخرى ومواصلة مشواره الإفريقى، لا سيما أنه كان متبقيا 4 مباريات للزمالك منها 3 مباريات على أرضه إلا أن مجلس الإدارة كان سببا فى رحيل حسن شحاتة، خصوصا فى ظل الأقاويل والشائعات التى ترددت قبل مباراة القمة بين القطبين عن رحيل المعلم فى حال خسارته من الأهلى، حيث إن شحاتة مدرب كبير، وله اسم وتاريخ عريق سواء أكان لاعبا أو مدربا حقق 3 بطولات متتالية لأمم إفريقيا 2006 و2008 و2010، إلا أن مجلس الإدارة لم يخرج وينفى هذه الأقاويل، وكأنه كان موافقا عليها، وكان ينتظر فرصة للتضحية بحسن شحاتة، فضلا عن أن الجماهير كان لها دور كبير فى رحيل المعلم عن القلعة البيضاء.
■ لماذا فشل شحاتة مع الأبيض رغم تعاقد الإدارة مع عدد كبير من اللاعبين المميزين؟ - للأسف حسن شحاتة واجه سوء توفيق غريب، إضافة إلى المشكلات التى مر بها الفريق منذ توليه المسؤولية، وعدم صرف المستحقات المتأخرة للاعبين لتحفيزهم على مواصلة الانتصارات، صحيح أن الإدارة وفرت للمعلم عديدا من اللاعبين المميزين مثل موندومو ونور السيد وأحمد حسن والشناوى ورزاق وسيسيه وإسلام عوض، إلا أنها صدرت له عديد من المشكلات والأزمات داخل الفريق، ولم تكن داعما قويا له ولم توفر له جوا رياضيا مستقرا للنجاح مما أدى إلى ما وصل إليه الزمالك.
■ ما تعليقك على رفض ممدوح عباس تمويل الصفقات الجديدة للزمالك رغم انتخابه من قبل الجمعية العمومية لتمويل فريق الكرة؟ - مسألة الصرف على الفريق من عدمها مسألة شخصية لممدوح عباس إلا أنه كان يجب أن ينفذ وعوده للجمعية العمومية، خصوصا أن مجلس الإدارة مسؤول مسؤولية مباشرة عن توفير السيولة المالية وتوفير جو يساعد على العطاء داخل الملعب.
■ ما الحل من وجهة نظرك لعودة الزمالك لمنصات التتويج؟ - أول شىء لا بد أن توفر الإدارة لفييرا جوا هادئا واستقرارا كافيا لمساعدته على تحقيق الفوز فى المباريات، ويتم صرف المستحقات المتأخرة للاعبين لمساعدتهم على بذل أقصى جهد لهم فى الملعب، إضافة إلى المساواة والعدل بين اللاعبين، فليس من المعقول أن نجد لاعبا يتقاضى ملايين الجنيهات وآخر يلعب بجواره يتقاضى ملاليم، ويلجأ إلى الاستدانة والتقسيط، خصوصا أن بعض اللاعبين مههددون بالحبس بسبب شيكات، والأهم من ذلك كله أن يحصل موظفو وعمال النادى على رواتبهم، خصوصا أن هؤلاء الغلابة يدعون على النادى لعدم الاهتمام بهم، فهناك فارق بين عامل يدعى لك وآخر يدعى عليك.
■ هل تتوقع عودة النشاط الرياضى قريبا؟ - بداية يجب أن يعود النشاط الرياضى فى أقرب وقت، خصوصا أن 5 ملايين شخص مستقبلهم ومستقبل عائلاتهم مهدد بسبب تجميد النشاط الرياضى عقب مذبحة بورسعيد التى راح ضحيتها العشرات من ألتراس أهلاوى.
■ هل سيتأثر الزمالك برحيل شيكابالا وعمرو زكى وأحمد حسام ميدو وأحمد حسن؟ - الزمالك لن يتأثر برحيل أى لاعب مهما كان اسمه أو حجمه، والدليل على ذلك أن الرباعى السالف ذكرهم كانوا موجودين، ولم يقدموا جديدا، ولم ينتشلوا الفريق من أزماته وانكساراته، وأعتقد أن رحيلهم مصلحة للزمالك، خصوصا فى ظل تقاضيهم رواتب مالية خيالية، وحصول باقى اللاعبين على رواتب ضعيفة مما يؤثر على معنوياتهم وأدائهم داخل الملعب.
■ ما أول قرار كنت ستتخذه لو توليت المسؤولية الفنية للزمالك خلفا للمعلم حسن شحاتة؟ - غربلة معظم اللاعبين، لأنهم لا يصلحون لارتداء الفانلة البيضاء ثم بعد ذلك مطالبة الإدارة بصرف رواتب الموظفين والعمال ومستحقات اللاعبين المتأخرة.
■ رأيك فى اتجاه عديد من المدربين للتحليل والعمل بالإعلام؟ - شىء طبيعى أن يتجه المدربون لتحليل المباريات، إلا أنه غير الطبيعى أن يقوم بالتحليل غير المدربين، فضلا عن أن العمل بالتحليل يفيد المدرب كثيرا فى عمله التدريبى.
■ الزملكاوية يتشدقون بحب نادى الزمالك إلا أنهم لم يقدموا شيئا له.. ما تعليقك؟ - بعض الخبثاء داخل مجلس الإدارة وأعضاء النادى يفسرون وجودنا بالنادى لمساندة الفريق أو تقديم النصح بأننا نظهر أنفسنا، ونلقى العين علينا مما يدفعنا للابتعاد عن الوقوف بجوار النادى.
■ بعد رجوع مجلس عباس فى وعوده معك إذا عرض عليك تدريب الفريق خلال الفترة القادمة.. هل توافق؟ - أكيد طبعا، لأن الزمالك بيتى، ولا يمكن أن أتخلى عنه فى حال احتياجه إلىّ، فتدريب الزمالك تكليف مثل الخدمة العسكرية لا فرار منه.
■ دائما ما يتهم لاعبو الزمالك بالتآمر على النادى وتعمد الخسارة.. ما رأيك؟ - لا أعتقد أن أى لاعب يتمنى الخسارة مهما كانت حالته النفسية السيئة، لكن اللاعبين دائما فى حالة إحباط تجعلهم غير قادرين على العطاء بسبب مستحقاتهم المالية المتأخرة ووعود الإدارة الكاذبة وعدم تقدير اللاعبين وغياب العدالة بين جموع اللاعبين