قبل سنوات قلائل كنت أحرص علي تلبية دعوة مهرجان «جرش» الغنائي الذي يقام سنوياً بالأردن.. المهرجان كان يتيح لي دائماً أن أحضر يومياً حفلاً غنائياً داخل أجواء هذه المدينة التاريخية «جرش»، حيث تشاهد الحفل في مدرجات المسرح الروماني القديم.. في هذا المهرجان يشترك أغلب نجوم الطرب العربي.. أكثر مطرب كنت أجد صعوبة في الحصول علي مقعد لحضور حفلته هو «جورج وسوف».. إدارة المهرجان كانت تحرص علي أن تقام له استثناء حفلتان متتاليتان لاستيعاب تهافت الجماهير علي «أبو وديع» كما يحلو لقطاع ليس بالقليل من جمهوره أن يناديه.. كانت الجماهير الغفيرة أيضاً في المسرح كثيراً ما تقول له أعد والنبي «يا جورج» أو عشان خاطر النبي كمان مرة يا «جورج».. المقصود بالطبع هو النبي «محمد» عليه الصلاة والسلام، لم تستوقفني أبداً تلك النداءات.. لم أسأل كيف لجورج أن يستحلفوه بالنبي «محمد» لماذا لا يقولون له والمسيح الحي يا «جورج» أعد.. لم أسأل نفسي لأنني أعرف يقيناً الإجابة وهي أننا جميعاً عرب قبل أن ننظر لخانة الديانة «مسلم أم مسيحي» وأن المسلمين تعودوا أن يستحلفوا بالنبي من يحبونهم حتي يضمنوا تنفيذ وعدهم، والمؤكد أن «جورج» كان يستجيب لجمهوره دون أن يسأل هل يعتقدون أنني أسلمت، ومثلما تغني «فيروز» للرسول والقرآن والكعبة الشريفة فلا أحد يشك أنها أشهرت إسلامها.. أو عندما يغني «عبد الحليم حافظ» للمسيح دون أن يقول أحد إنه قد تنصر.. مؤخراً وصلني علي بريدي الإلكتروني تكذيب يؤكد أن «جورج» لم يعتنق الإسلام، لم أكن أعرف حتي قراءتي هذا الخبر أن هناك شائعة ترددت بهذا الشأن.. هناك صور التقطت له وهو يرتدي جلباباً أو يتوجه لله بالدعاء، ولا يمكن بالطبع أن يعني ذلك إشهار إسلامه، لأن المسيحي يرفع يده بالدعاء ويرتدي أيضاً جلباباً ولكننا صرنا نضيع جل وقتنا في البحث عن الديانة وأصعب موقف يواجه الفنان هو أن يعلن انتماءه الديني.. سبق قبل نحو 12 عاماً أن وجد «محمد صبحي» شائعة تلاحقه تؤكد أنه مسيحي الديانة وأن اسمه «مجدي» وأن والده المسيحي لم يكن يعيش له أبناء فأطلق عليه اسم «محمد» ووجد «صبحي» نفسه في مأزق هل يعتبر الديانة المسيحية اتهاماً ينبغي أن يبعده عن نفسه أم ماذا.. اضطر «صبحي» أن يؤكد اعتزازه بالديانة المسيحية وينفي في نفس الوقت أنه مسيحي الديانة وهو ما اضطر إليه أيضاً أخيراً ولكن علي الجانب الآخر «جورج وسوف».. إنها الشائعات السخيفة التي انتشرت خلال السنوات الأخيرة عندما نبحث أولاً عن خانة الديانة، ورغم ذلك فأنا أثق في أن نداء الجماهير أعد والنبي يا «جورج» لن يتوقف مهما حاول قصيرو النظر أن ينظروا أولاً في خانة الديانة؟