أصبحت شخصية البلطجى مثار خوف وقلق المواطن فى ظل تقاعس أمنى ملحوظ، وقد ازدهرت أدوار البلطجية فى المسلسلات كما ازدهرت فى الواقع، يمكن ملاحظة هذا الولع بشخصية البلطجى فى الدراما الرمضانية هذا العام، البلطجى والمجرم المعروف بملامحه القاسية وطبيعته الخشنة تم تلطيفه كثيرا على الشاشة، غالبا ليس خوفا من البلطجية، لكن خوفا من تطفيش المشاهد بشخصيات قبيحة، فى مسلسل «البلطجى» الذى يدور عن كواليس عالم البلطجة وبطله مهنته الأساسية هى البلطجة ابتعد كثيرا عما يمكن تخيله عن الصورة التى تتداعى إلى الذهن، حينما تذكر فيها كلمة «بلطجى»، نرى مثلا الممثل آسر ياسين يجسد الشخصية الرئيسية وهى شخصية بلطجى قضى طفولته فى الشارع حتى ضمه المعلم إلى صبيانه، العمل يحاول تصوير دور البلطجية فى الانتخابات التى جرت قبل ثورة يناير. بعض بلطجية الدراما تحولوا إلى نجوم وقع المشاهد فى فخ الإعجاب بهم، لأن وسامتهم وأسلوبهم كان يثير الإعجاب حتى لو كانت تصرفاتهم خاطئة، تم اختيار انس تماما صور البلطجية الذين شاهدتهم على شاشة التليفزيون يهجمون على الاعتصامات والمظاهرات الاحتجاجية، فى مسلسل «طرف ثالث» نرى نوعا مختلفا من البلطجية الذين يتمتعون بالوسامة الشديدة أمثال أمير كرارة وعمرو يوسف ونبيل عيسى ومحمود عبد المغنى، تخيل هؤلاء وهم يقتحمون قسم شرطة، ويقومون بأعمال البلطجة، وفى الوقت نفسه يتمتع كل منهم بجاذبية ووسامة ولياقة بدنية. الممثل الأردنى منذر الرياحنة الذى يقوم بدور دياب فى مسلسل «خطوط حمراء» يجسد شخصية تاجر سلاح يحكم عليه بالإعدام ويهرب ويتصاعد الصراع والرغبة فى الانتقام بينه وبين الضابط حسام الذى يجسد دوره أحمد السقا، شخصية دياب التى تنتمى إلى عالم الإجرام لم تكن منفرة للمشاهد بل على العكس جسدها منذر بصورة ملفتة وبتعبيرات قوية وجذابة أثارت إعجاب المشاهدين بصورة كبيرة.