العقيد نمنم كان مسؤولا عن تأمين جماهير الأهلى وتم تكليفه بإجراء تحريات القضية ما زالت تداعيات المجزرة التى شهدها استاد بورسعيد فى مطلع فبراير الماضى، التى راح ضحيتها 74 شابًا من جماهير النادى الأهلى، تلقى بظلالها إلى الآن على كل مستويات الجهات السيادية وجهات التحقيق، والتى تنفرد «الدستور الأصلي» بنشر نصها، مع كل من العميد مصطفى الرزاز مدير إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن بورسعيد، والعقيد محمد خالد كمال نمنم الضابط بإدارة البحث الجنائى بأمن بورسعيد، والمفارقة أن الأخير الذى كان مسؤلًا عن تأمين المدرج الشرقى الخاص بجماهير النادى الأهلى، هو نفسه المسؤول عن إجراء التحريات فى القضية، بما يضع عدة علامات استفهام جعلت دفاع المتهمين يتقدم بطلب إلى هيئة المحكمة لإدراج العقيد النمنم كمتهم فى القضية.
أول التحقيقات جاء بديوان مديرية أمن بورسعيد، وكان تحت إشراف اللواء عبد الحميد الحصى مفتش وزارة الداخلية، الذى أجرى تحقيقا مع العميد مصطفى الرزاز مدير إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن بورسعيد، على خلفية أحداث مجزرة الإستاد التى راح ضحيتها 74 شابًا من مشجعي النادى الأهلي.
س: ما معلوماتك بشأن الإجراءات التى تم اتخاذها لتفتيش الفريق الزائر. فريق النادى الأهلي؟ ج: يتم تكليف خدمات سرية ونظامية عند نقطة وصول الفريق الزائر، ويتم تفتيشهم عند نقطة الوصول لتعذر تفتيشهم أمام الاستاد خشية تعدى جمهور فريق المصرى عليهم حال وصولهم أمام بوابات الاستاد المخصصة لدخولهم، وبالنسبة إلى مباراة كرة القدم التى أقيمت باستاد بورسعيد يوم 1 فبراير الماضي، فقد تم التفتيش بمنطقة الوصول عند محطة الركاب التابعة لدائرة قسم شرطة الجنوب فى وجود القوات المسلحة، وتم تأمين الجمهور لحين وصوله الاستاد ودخوله المدرجات دون إجراءات تفتيش أخرى، حرصا على عدم حدوث تداعيات أمنية من جراء اتخاذ تلك الإجراءات أمام أبواب الاستاد، وتم إحاطة السيد اللواء مدير الأمن، والسيد اللواء مدير الأمن المركزي، بالمعلومات لاتخاذ اللازم حيالها، أما بالنسبة إلى الوفيات والإصابات من الجماهير، فقد نتجت عن التدافع والتشابك فى ما بينهم ولا توجد إصابات بآلات حادة بين المتوفين، وأن الطب الشرعى قام بتوقيع الكشف الطبى على المتوفين، ولو كانت هناك إصابات بآلات حادة كان الطب الشرعى قام بتشريحها لإثبات حالة الوفاة بناء على قرار التشريح، وأن ما حدث من تدافع للجمهور من أرض الملعب للتوجه إلى مدرج جمهور النادى الأهلى يرجع وصفه أساسا إلى عدم إحكام قوات الأمن المركزى لأرض الملعب وحمايته من نزول الجماهير، وأرض الملعب هى مكان خدمة الأمن المركزى ولم تحدث تداعيات أمنية فى كل مدرج على حدة، وإنما حدث تدافع جمهور المصري ناحية جمهور الأهلى عبر الملعب مكان خدمة الأمن المركزي.
س: وهل قمت باتخاذ الإجراءات التأمينية الواجبة وفقًا لأمر الخدمة الصادر من مديرية أمن بورسعيد لمنع حدوث تلك التداعيات؟ ج: نعم قمت بذلك وفقًا لما سبق أن قررته.
س: وبم تعلل ما حدث؟ ج: بصفة أساسية عدم إحكام سيطرة الأمن المركزى على أرض الملعب، وبالنسبة إلى ما أطلق من شماريخ وألعاب نارية ورفع لافتة من جماهير الأهلى تسخر من جماهير النادى المصري، فمن الممكن دخول الشماريخ مع اللاعبين ومصاحبيهم.
س: منسوب إليك الإخلال بحق الواجب الوظيفي الأول في العمل لعدم سيطرتك وقصور إشراكك على إعلام مرؤوسيك، وعدم دقة اتخاذ إجراءات التفتيش كاملة، حيث يتم تفتيش الجمهور القادم مترجلا للفريق الضيف، ويتم تفتيشه قبل صعوده إلى المدرجات لعدم سابقة تفتيشه؟
ج: التحقيق الثانى دارت وقائعه مع العقيد محمد خالد كمال نمنم، الضابط بإدارة البحث الجنائى بأمن بورسعيد، وأيضا جرى بديوان مديرية أمن بورسعيد، بمعرفة اللواء السعيد عبد الهادي مفتش الداخلية، وكان على النحو التالي:
نثبت الآتى، حيث كنا قد رأينا استدعاء العقيد محمد خالد كمال نمنم الضابط بإدارة البحث الجنائى بأمن بورسعيد، وذلك لسؤاله فى الواقعة محل الفحص، ولمناسبة وجوده أمامنا شرعنا فى سؤاله الآتى وأجاب: اسمى عقيد محمد خالد محمد كمال أحمد نمنم، 47 سنة، ضابط بإدارة البحث الجنائي بأمن بورسعيد، وأحمل كارنيهًا رقم 291 – 86، وسكني معلوم لدى جهة عملي.
س: ما طبيعة عملك؟ ج: أنا أعمل كوكيل إدارة البحث الجنائى بأمن بورسعيد.
س: ما موقفك من العمل بتاريخ 1 فيراير 2012؟ ج: أنا كنت معينًا مشرفًا على خدمات المدرج الشرقى، والساحة باستاد بورسعيد الرياضى لمناسبة إقامة مباراة كرة القدم بين فريقى الناديين المصري والأهلي.
س: وما قوام الخدمات رئاستك فى الخدمة سالفة الذكر؟ ج: هى مكونة من خمسة ضباط، أحدهم في الجزء القبلى من المدرج الشرقى ومعه خمسة شرطيين سريين، والجزء الأوسط معين به الملازم أول مصطفى درويش، والملازم أول حسام محمد، ومع كل منهما خمسة شرطيين سريين، ومعين بالساحة نقيب ويرافقه أربعة شرطيين سريين، وأمين شرطة واثنان شرطيان سريان من قسم الزهور، وذلك لتأمين أوتوبيسات جمهور الأهلى، وجميع هذه الخدمات غير مسلحة.
س: ما تفصيلات ما حدث فى أثناء مباراة كرة القدم بين فريقى المصرى والأهلى عقب انتهاء تلك المباراة؟ ج: فى أثناء المباراة حدثت هتافات معادية بين جمهور الفريقين، وتبادل إطلاق الصواريخ والشماريخ والسباب، وعقب إطلاق صافرة الحكم بانتهاء المباراة علمت أن مشجعى فريق المصرى نزلوا إلى أرض الملعب وتوجهوا مندفعين عبر ساحة الملعب إلى الجهة الشرقية حيث مكان وجود جمهور النادى الأهلى، واستطاعوا تحطيم الأبواب الحديدية الفاصلة بين المدرج ومضمار الملعب، والصعود إلى مشجعى الأهلى والاشتباك معهم بضراوة، فحاول مشجعو الأهلى الهروب من الباب أسفل المدرج، إلا أنهم فوجئوا بأن الباب مغلق بالجنزير، فاصطدموا به نتيجة التدافع الشديد حتى تحطم الباب وسقط وتدافع المشجعون وداسوا على بعضهم بالأقدام، مما أدى إلى وفاة بعضهم وإصابة الآخر.
س: ومَن الذى قام بإغلاق هذا الباب، ومع مَن كان يحتفظ بالمفتاح الذى أغلق به؟ ولماذا؟ ج: مفتاح الباب كان مع العقيد محمد سعد مشرف الخدمات النظامية بالمدرج الشرقى، وقد قام بغلق الباب بناء على تعليمات السيد نائب مدير الأمن