الصحيفة البريطانية: تدخل كلينتون لدعم مرسي في مواجهة الجنرالات لم يأت بالنتائج المرجوة "في مصر.. معركة من أجل الحكم المدني"، هكذا عنونت صحيفة "الجارديان" البريطانية افتتاحيتها، التي أكدت فيها أن الرئيس المصري محمد مرسي يجب أن يحاول الفوز بدعم كافة فئات المجتمع بما فيهم المسيحيين والعلمانيين؛ كي يساندوه في معركته ضد المجلس العسكري لاستعادة صلاحياته وتحويل البلاد بالكامل للحكم المدني.
وأشارت الصحيفة البريطانية في افتتاحيتها إلى أنه يجب أن يتحرك مرسي لمحاولة تكريس السلطات في يد جماعة الإخوان المسلمين، وإلا فرحى المعركة الدائرة بين الرئيس الإسلامي والعسكري فتستمر طويلا، وقد تدخل البلاد في جدل قانوني طويل الأمد كما حدث في الفترة الأخيرة من جدل قانوني حول إعادة البرلمان المنحل.
وتابعت الجارديان أن الأمور في مصر ستتصاعد بصورة خاصة مع الحكم المنتظر بحل الجمعية التأسيسية للدستور، حيث يستعد العسكري لإعداد جمعية جديدة إذا ما تم حل الحالية، بموجب الإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره قبل أيام من تولي الرئيس الحكم، وهو الأمر الذي سيرفضه مرسي وجماعته بكل تأكيد.
كما استمرت الصحيفة قائلة: "إن تدخل وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون وإعلانها تأييد الولاياتالمتحدة للتحول الكامل للحكم المدني في مصر وعودة الجيش لدوره الأمني البحت، لم يأتي بالنتائج المرجوة منه؛ لذا لم يصبح أمام الرئيس الجديد إلا السعي للحفاظ على كافة القوى الوطنية في صفه؛ حتى يستطيع التصدي للمجلس العسكري".
وأضافت الجارديان قائلة "على مرسي أن يسير على خيط رفيع بين سحب صلاحيات الجنرالات، والمحافظة على شركائه العلمانيين والمسيحيين؛ حتى لا يقال إن جماعة الإخوان المسلمين تحاول الاستيلاء على كافة السلطات لنفسها".
وأتمت الصحيفة افتتاحيتها بقولها إن حدة التوتر السياسي في مصر ستزداد في الفترة المقبلة، وستشكل مصاعد جديدة على مرسي، ولن يكون له مفر لإضفاء الشرعية على نظامه؛ إلا الالتزام بالإعلان الدستوري الذي صدق عليه من قبل الاستفتاء، وإلا سيكون الصدام بينه وبين الجنرالات رهيبا، خاصة عقب تصريحات طنطاوي الأخيرة المهاجمة للإخوان التي قال فيها إن الجيش لن يسمح لجماعة واحدة – قاصدا الإخوان المسلمين – بالسيطرة على البلاد.