أما وقد إنتخب الرئيس وأصبح على مشارف الأخذ بزمام السلطة فلم يعد هناك مجال للتفكك أو الإنقسام فواجبنا تجاه الرئيس المنتخب أن نعطيه الدعم الكامل والفرصة كاملة وألا نجلس للمراقبة والنقد فقط لأننا إذا ظللنا نسخر من كل شئ وننتقد كل شئ فلن يبقى لنا في النهاية إلا أن نسخر من أنفسنا لأننا لم يعجبنا العجب ولا الصيام في رجب كما يقولون. وفي البداية هناك أمر لابد أن نؤكد عليه أنه برغم كل ما صدر عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة من أشياء لم نرتضيها فإن للمجلس إنجازات ستظل مسجلة بإسمه في تاريخ مصر أولاً: أنه مع القوات المسلحة كان داعماً وبكل قوة في خلع الرئيس السابق ودوره كان الدور الأول فلولا هذا الدعم لكان العادلي ورفاقه وأيضاً كان ممكن للجيش أن يفتك بجموع الشعب بحجة الحفاظ على الشرعية. ثانياً: أنه في فترة المجلس الأعلى للقوات المسلحة جرت أول إنتخابات إلى حد بعيد حرة ونزيهه لم يكن فيها ذلك التزوير الفج الذي تعودنا عليه في سنوات طوال. ثالثاً: أنه في وجود المجلس الأعلى للقوات المسلحة إنتخب أول رئيس مدني ليس له خلفية عسكرية في مصر وهذا أمر كان مثل الحلم الذي دعونا كثيراً أن يتحقق. هذه أمور لن ننساها للمجلس الأعلى للقوات المسلحة والجيش المصري بصفة عامه نعم سالت دماء ولكن كان من الممكن جداً أن تسيل دماء أكثر , نعم قتل ثوار وأبرياء ولكن كان من الممكن أن يقتل أكثر , نعم حدثت أزمات ولكن كان من الممكن أن تكون الأزمات بشكل أكبر وخانقة لدرجة الدمار وبشكل موسع. أمر آخر يجب أن نذكره بالخير وهو حكومة الدكتور الجنزوري لأن الرجل قبل المهمة في ظروف صعبه وحافظ على مستوى إقتصادي جعلنا نستمر ولا ننهار بل قام بتحسين كثير من الأوضاع الإقتصادية هو وحكومته وأصدر قرارات في مجال الإسكان والزراعة والتعليم تحتاج إلى وقت للتنفيذ ونأمل من الحكومات القادمة أن تستمر في إنجازها. والآن دعونا نرى كيف نساعد رئيسنا المنتخب الدكتور محمد مرسي وفي معرض هذا الأمر أود أن أؤكد على حقيقة هامه وهي أنني لم أذهب إلى لجان الإقتراع في إنتخابات الإعاده لأنني وجدت نفسي إذا ذهبت فإنني أختار بين فاشية دينية بسبب ما أظهره الإخوان والسلفيين والجماعات الدينية من محاولات للإستئثار بكل شئ وإقامة دولة دينية وهذا تفاصيله معروفه للجميع مما حدث في مجلس الشعب واللجنة التأسيسية لوضع الدستور وذلك النهم الواضح للوصول إلى السلطة بروح الإنتقام. أو أني أختار دكتاتورية عسكرية وتلك جربنا قهرها وإستبدادها وتجويعها وإفقارها لنا لسنوات عديدة , ومن هنا قررت ألا أذهب لإنتخابات الإعاده ليس إعتراضاً على شخص الدكتور مرسي ولكن خوفاً من الدولة الدينية التي أرادها السلفيون والإخوان والجماعات الدينية. أقول هذا لأن رسولنا العظيم محمد صلى الله عليه وسلم أسس لحضارة إنسانية وإجتماعية قبل أن يؤسس لدولة دينية وهذا مسجل له في تاريخ الغرب قبل تاريخ المسلمين , فها هو يحرر العبيد وها هو يوصي بالجار وكفالة اليتيم ويوصي بالطير والحيوان والجماد ويكفل كل أصحاب الديانات وأهل الكتاب من يهود ونصارى بل ملحدين , وها هو يصبر على الأذى ويدعو بالهدايه لمن يؤذيه. وها هو القرآن يحدثنا عن إبراهيم عليه السلام عندما يأمره ربه أن يأخذ أباه آزر إلى المعبد لكي يصنع ويعبد الأصنام وهو الذي كسر الأصنام لأنها تغنى من دون الله " وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا " وما بالنا نحن نكفر الناس بغير علم ولا بينه. ولكن مادام الدكتور مرسي قد أصبح رئيساً لنا فدعونا نقدم له الآتي: • إن سبب تخلف مصر أيام الفراعنه وقهر الفرعون لكل المصريين هو تحكم وإستبداد الفرعون وتحكم وقهر الكهنة الذين كان لهم قوة الفرعون بل أكثر أحياناً وإستأثروا بكل شئ وتركوا الرعاع بلا شئ. • إن سبب تخلف أوربا في القرون الوسطى هو جشع النبلاء وقهر وتحكم الكنيسة , ولم تتقدم أوربا إلا عندما تخلصت من قهر الكنيسة. • إن سر تقدم الدولة الإسلامية هو محاربتها لقهر وسيطرة عبدة الأصنام وأخذ رسولنا العظيم بكل أسباب العلم والتقدم. • يا سيادة الرئيس لقد خاطبتنا في خطابك الأول "بأهلي وعشيرتي" ومصر يا سيدي دولة كبرى ندعو الله أن نراها عظمي على يديك وبنا وبك. • ندعو الله أن تقدم لمصر كما قدم شوان لاي رئيس وزراء الصين عندما كان تعدادها ستمائة مليون نسمة وكان يحفظ إحتياجات كل واحد فيهم , وندعو الله أن تقدم لمصر كما قدم مهاتير محمد لماليزيا وكما قدم رجب طيب أردوغان لتركيا ولكن على طريقتك أنت وطبقاً لما تريده مصر ويتفق مع ميول أبنائها. • حماس تهنئ مصر بوصول الإخوان ونقول لحماس كفاكم من مصر مأ أخذته فلسطين وحماس لسنوات طوال أم أنه كتب علينا أن نتبنى قضية فلسطين التي لا نرى حلاً لها بأسلوبهم الذي لا يتفق مع العقل والمنطق فنموت ونجوع من أجلهم ويرفلوا هم في أموال التبرعات والإعانات وغيرها كثير ويتآمرون على بعضهم البعض مع إسرائيل وإسألوا مذكرات وكيلكس , ثم من هي حماس هذه حتى تهنئ أو لاتهنئ هل هي دولة أم جماعة أم عصابة أم ماذا؟ إن بمصر من المشاكل ما هو أولى وأجدر بالرعاية من مشاكل حماس , لدينا مشاكل فقر وتعليم وصحة وبطالة وتخلف وغيرها كثير وقارنوا مستوى دخل الفرد في غزه مع مستوى دخل الفرد في سوهاج وأنتم تعرفوا من هو أولى بالرعاية. إن مصر لها دور قومي نعم ولكن في حدود. • يا دكتور مرسي إن بداية حل أي مشكلة هو تعريف تلك المشكلة , وفي رأيي أن المشكلة الرئيسية لدى المصريين الآن هو الجهل الذي أدى إلى عدم التأهيل للعمل فأستطيع أن أقول وبكل ثقة أن هناك أكثر من تسعين بالمائة من المصريين غير مؤهلون لآداء أعمالهم , فالتأهيل للعمل يقتضي أن تكون خلفيتنا العلمية والعملية والخبرات والمهارات مؤهلة للقيام بالعمل طبقاً للمواصفات الدولية التي وضعتها الأمم المتقدمة التي تضع لكل وظيفة مطالب تأهيل وواجبات آداء حتى تتحقق النتائج المرجوه من العمل. العالم كله يحارب ويناضل من أجل الإستفادة بالوقت وتقليل التكلفة وزيادة الإنتاجية والإهتمام بالجودة .. ونحن إبتداء من السائق الذي قد نراه ماهر في القيادة والسباك والفني في المصانع لا نعرف المواصفات ولم نؤهل بشكل علمي وعملي للعمل الذي نقوم به , وها هي المصانع التي بناها عبد الناصر تباع بأرخص الأثمان لأن من أداروها ومن عملوا بها كانوا غير مؤهلين ودخلوا في صراع أهل الثقه وأهل الخبرة والنتيجة كما نعلم عندما ترك عمال الزراعة أراضيهم وجاءوا إلى الصناعة التي لا يعرفون عنها شئ وخسرناهم في الزراعة والصناعة. • يا دكتور مرسي نريد التوسع في التعليم الصناعي الذي يقدم للدولة تقني يستعمل الماكينة بشكل جيد ويستخدم الحاسب وينجز تخطيطاً وتنفيذاً للعمل طبقاً للمواصفات , والأمم تقدمت إعتماداً على الفنيين وليس الجامعيون. ونريد تقليل أعداد التعليم العالي لكي نستطيع الإنفاق على الطالب والأستاذ والمادة العلمية والمعامل والبحث العلمي حتى نقدم لبلدنا علماء ومهندسون وعلميون طبقاً للمواصفات العالمية. • يا دكتور مرسي لكي تحدث التغيير لابد أن يكون من خلال تخطيط وتنظيم ورقابة وتحكم • أن تطهر الجهاز الإداري في الدولة وتحديداً في وزارات مثل البترول والصناعة والتجارة والزراعة والمالية والإسكان لأنها مازالت بنفس كوادر ومنتفعي النظام الفاسد القديم والتغيير سيلقى مقاومة شديدة فأينما وجد التغيير وجدت المقاومة للتغيير , وهنا لابد أن نعترف إن إختيار الوزير في تلك الوزارات لابد أن يكون مرتبطاً بقدرته على التغيير. ونقل المديرين العموم بين الوزارات يساعد على تفكيك التربيطات وفساد الأنظمة. أيضاً وجود كوادر مخلصة للتغيير أيضاً الإستغناء عن المستشارين والمجدد لهم بعد المعاش. • يادكتور مرسي نحن نحتاج لعمل مشروع تأهيل للجهلاء والبسطاء من الحرفيين والمهنيين لكي نعلم أصول المهنة والأخلاق والإلتزام وإحترام القانون حتى نصل إلى عامل وفني ومهني متحضر يعرف كيف يتصرف , نحتاج لمشروع قومي لتأهيل السائقين والسباكين والعاملين بورش السيارات إلى آخر ذلك هل في المصانع , هل نفتح فصول , هل من خلال التلفاز. لأن هؤلاء يعتقدون أنهم إنتخبوا الدكتور مرسي حتى يوجد لهم أحسن الأعمال وأكبر المرتبات وينسون أنهم لا يجيدون شئ حتى أسلوب التعامل وغير مؤهلين لأي شئ , ونخشى أن تنظر إليهم على أنهم أهل الثقة الذين أوصلونا للسلطة فنخضع لجهلهم وقله تحضرهم ويظل مجتمعاً متخلفاً. • يا دكتور مرسي أنت رئيس مصر وكل من لا يساعدك لا يساعد مصر وكل من يقاومك يقاوم مصر وكل من يقلل من صلاحياتك يقلل من شأن مصر. ندعوا الله لك أن تمثل مصر في الداخل والخارج بما يليق بها.. وفقك الله.