"تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن"، حتى الإقتراحات التي يحاول البعض طرحها خلال الفترة الحالية عن انسحاب أحد المرشحين لجولة الإعادة لصالح مرشح أخر خارج الإعادة قطع البعض بعدم جوازها قانوناً، وأكدوا أن لعبة الانتخابات الرئاسية انتهت وعلى السفينة مواجهة مصيرها المحتوم، في حين رأى البعض الآخر من القانونيين أنه من الممكن أن يحدث الانسحاب لأن القانون لم ينظم حدوثه. أستاذ القانون بجامعة عين شمس الدكتور حسام عيسى قال إن تنازل أحد المرشحين للرئاسة في هذا التوقيت أمر مستحيل قانوناً ولا يمكن القيام به، حيث أن القانون يتيح للمرشح التنازل لصالح مرشح آخر فقط قبل إجراء عملية الاقتراع، التي تمت بالجولة الأولى، وهو ما يمنع انسحاب اي من المرشحين الذين سوف يخوضون جولة الإعادة، لأن المقصود ب"قبل إجراء عملية الاقتراع" التي جاءت في نص القانون هو الجولة الأولى للاقتراع، والتي تعد العملية الرئيسية لأن الانتخابات بالأصل ربما يتم حسمها من الجولة الأولى دون الدخول في جولة الإعادة.
عيسى أضاف أن نص المادة 18 من القانون رقم 174 لسنة 2005 الخاص بتنظيم الانتخابات الرئاسية لا يتعلق بالتنازل ولا يمكن القياس عليه، لانه يختص بخلو مكان المرشح قبل إجراء الاقتراع، سواء كان خلو المكان بانسحاب المرشح لصالح مرشح آخر أو بوفاة أحد المرشحين، وفيما عدا ذلك لم ينص القانون على انسحاب مرشح لصالح آخر.
رئيس نادي القضاة السابق المستشار زكريا عبد العزيز من جانبه قال إن القانون يمنع انسحاب المرشحين في الفترة ما بين بعد الإقتراع وقبل إعلان النتيجة رسمياً، مشيراً إلى أن بعد إعلان النتيجة لا يمكن انسحاب مرشح في جولة الإعادة لصالح مرشح آخر لم يتمكن من دخول الإعادة، ومؤكداً أنه إذا انسحب مرشح في حالة الإعادة بين مرشحين إثنين يفوز منافسه بالتزكية، أما في حالة انسحاب مرشح من جولة إعادة ثلاثية فتقتصر الإعادة على المرشحين الآخرين دون داخل ثالث.
أما وكيل نقابة المحامين خالد أبو كريشة له وجهة نظر أخرى، حيث قال إن قانون الانتخابات الرئاسية لم ينظم عملية الانسحاب وتوقيتها، وإن الأصل في التشريع الإباحة، وهو ما يعطي الحق لأي مرشح أن ينسحب قبل إعلان النتيجة الرسمية للجولة الأولى، أو في الوقت بين الجولة الأولى والجولة الثانية من الإقتراع، على أن يحل المرشح اللاحق مكان المنسحب، بمعنى أنه يحق ل"مرسي" الانسحاب من العملية الانتخابية الآن، قبل إعلان نتيجة الجولة الأولى رسمياً، على أن تتم الإعادة بين المرشحين الثاني والثالث.
أبو كريشة أضاف أنه في حالة انسحاب أحد المرشحين المتنافسين في جولة الإعادة، سواء كانت بين إثنين أو ثلاثة مرشحين، لا يمكن فوز المرشح الآخر بالتزكية، معللاً ذلك بأننا لازلنا في وضع انتخابي لا يتم سوى بالإقتراع المباشر، وأنه إذا انسحب مرشح من الجولة الثانية يتم إدخال المرشح اللاحق مكان المنسحب.