تراجعت شعبية "عمرو موسى" والدكتور "عبد المنعم أبو الفتوح" المرشحين لرئاسة الجمهورية، في أعقاب المناظرة التي تمت بينهما، أمس الخميس، في الإسكندرية، بعد أن تابعها الملايين من الشعب المصري داخل مصر وخارجها عبر شاشات التليفزيون، حيث جاءت نتيجة المناظرة "مخيبة" للآمال لأنصارهما، لاعتماد كليهما على فتح ملفات الحساب للطرف الأخر. ففي الوقت الذي بدت فيه شوارع الإسكندرية شبه هادئة، بعد أن التزمت أعداد كبيرة لمتابعة المناظرة أمام شاشات التلفاز بالمنزل، بينما امتلأت المقاهي بالمتابعين لها، خرج الجميع بعدها ليؤكد على أن المناظرة لم تأت بجديد وإنما كانت سبباً في تراجع شعبيتهما أو على أقل تقدير إعادة التفكير في ترشيحهما رغم الاختيار فيما بينهما من قبل.
"الدستور الأصلي" تجولت في شوارع الثغر لاستطلاع أراء المواطنين، وتبين وجود حالة من الارتباك على كافة المتابعين للمناظرة، معتبرين أنها لم تأت لهم بجديد، فقالت أسماء السيد "مدرسة" :"أرى أن المناظرة اعتمدت على فتح الملفات القديمة فقط دون التركيز على ما سوف يقدمه كل مرشح، معتبرة أن مستوى الحوار اعتمد على إظهار كل طرف في موقف المدان وعليه أن يقوم فقط بالدفاع عن نفسه".
وأضافت، كنت أحد المؤيدين ل"أبو الفتوح"، وبعد أن تابعته خلال المناظرة سأعيد النظر مرة في أخرى في اختياري لأن المرشحين أعادا الأذهان لأشياء "تخيفني" - على حد قولها - على المستوى الشخصي من منح صوتي له.
وقال "وليد التركي" - محاسب - فكرة إجراء المناظرة في حد ذاتها تعد فكرة جيدة، لاسيما وأنها المرة الأولى التي تجرى فيها مناظرة على أرض مصر لاختيار رئيس مصر المقبل، لكن لم يتم إداراتها بالشكل المطلوب، حيث جاء الموضوعات سطحية والأسئلة مكررة ولم يتطرق أحدهما إلى الهدف الرئيسي من المناظرة بإثبات جدارة طرف على حساب الأخر، معتبراً أنها لم تقدم أي جديد ولم يمنح لنا أحدهما الفرصة للاختيار فيما بينهما على أساس البرنامج الانتخابي.
الدكتور "محمد عبد الله" - استشاري الأمراض النفسية والعصبية بجامعة الإسكندرية- اعتبر أن المناظرة للمرة الأولى في تاريخ مصر تعد أمر جديد على الساحة الديمقراطية، إلا أن ما شاهدناه في تلك المناظرة لم يزد من شعبية أي من الاثنين ولم يضف لهما الجديد.
وقال : "موسى" و "أبو الفتوح" كانا متزنين نفسياً لكن غلبت على الأول أنه الأكثر حنكة ودراية والحرص على المصالح والعلاقات، فيما اعتمد الثاني على مهاجمته بالاعتماد على أن منافسه أحد رموز النظام السابق.
وأضاف :"ما رأيناه خلال المناظرة يؤكد على أن كليهما اعتمد على مرجعيته وهويته فكانت سيجال بين مرجعيتين مختلفتين حاول كليهما أظهار مساوئ الطرف الأخر، فلم يضف لأحدهما رصيد جديد بل نقصت منها".
ونفى أن تكون المناظرة أفادت المرشحين الأخرين، مؤكداً على أن أي مرشح كان سيقف في نفس الموقف فلن يقدم أكثر مما شاهدناه، مشيراً إلى أن المنافسة قد تنحصر بين الاثنين وقد نشهد بينهما جولة إعادة.