لم أعرف فى حياتى شيخاً أوعابداً أو زاهداً أو واعظاً يطمع فى كرسى الحكم ويقاتل عليه بكل ما أوتى من قوة منذ فجر الإسلام وحتى يومنا هذا إلا السيد حازم أبو إسماعيل وإلإخوان المسلمين ومع إحترامى الكامل لهم فأنا لا أؤمن أن من يُنزل نفسه منازل الشيوخ العابدين الزاهدين بكل ما فى الدنيا من أطماع والدائبين بإخلاص فى الدعوة إلى الله أن يسعى ويلهث خلف كرسى الحكم وهو يعلم ما فيه من فتن قد تورد صاحبها إلى موارد التهلكة ولم نسمع عن أى مؤمن ضمن لنفسه أن لا تصيبه أى فتنه من فتن الدنيا فما بالنا بفتن الحكم وزهوته وسطوته وحسبى ما قاله أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب لنفسه خوفاً من الله عند وقوفه بين يديه سبحانه وتعالى من مغبة التفّريط أو التقّصير فى أى حق من حقوق رعيته وهو أعدل من حكم على الأرض بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ياليت أم عمر لم تلد عمر ياليتنى كنت دماً من فرج أمى ياليتنى مت قبل هذا وكنت نسياً منسيا وحينما طالبوه بأن يولى إبنه من بعده قال ( بحسب بنى الخطاب واحد منهم) فإذا كان هذا هو حال الفاروق وهو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن المبشرين بالجنة وهو الذى قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم (الحق مع عمر أينما ذهب) فما بالنا بمن هو دون الإمام العادل عمر بن الخطاب وقطعاً لا يختلف أحد معى بأنه لا يوجد من يرتقى لمرتبة ذلك الإمام الجليل الذى شهد له العلماء والفلاسفة والمستشرقون بمدى عبقريته وعدله ونفاذ بصيرته . فإذا قدم السيد حازم نفسه أو أى إستبن لنائب مرشد الإخوان على أنه مواطن مصرى فقط دون التمسّح بالدين ودون أن يضع نفسه وكأنه المهدى المنتظر أو أنه فاروق هذا العصر لقيل له مرحباً وإذا كان السيد حازم نفسه يعلم أن الفتنة بسبه باتت وشيكة الوقوع بين أنصاره وبين طوائف الشعب الأخرى ولا يتدخل لمنعها بل أنه بتصريحاته التى يطلقها كل يوم يزيد الأمر إشتعالاً والوضع تأزماً وإذا كان السيد حازم يريد إصلاحاً كما يقول فهل ما يفعله الآن يحمل أى نوع من أنواع إصلاح أو أمان لمصر وشعبها أم أنه يحمل فى طياته ناراً تتقد ونفوس تحتشد ودماءً قد أصبح سفكها وشيكاً أين هذا من الدين يا شيخ حازم أليس حرى بك أن تقطع دابر الفتنه وتقضى عليها أم أن تمسكك بكرسى الحكم جعلك لاترى غيره ولا ترى أن منع الفتنة وؤدها أفضل عند الله ورسوله من الدنيا وما فيها !!! ولا يختلف الإخوان كثيراً عن أبو إسماعيل فهم أول من باع الثورة والثوار من أجل مطامعهم فى مقاعد البرلمان وغيرها من مقاعد السلطة بدون أن يهتز لهم جفن لنقطة دم أريقت على أرض هذا الوطن فداء له وهم السبب المباشر لفرقة كل القوى الثورية بعد أن كانت يداً واحدة وهم الذين أيدوا وقاتلوا من أجل عودة الجنزورى مرة أخرى للمشهد السياسى بالرغم من رفض الشعب والقوى الثورية لعودته مرة أخرى وهم أول من دافع عن وزارة الداخلية فى الوقت الذى كان فيه رجال الداخلية يحصدون أرواح المصريين خارج أسوار برلمان ما بعد الثورة وهم الذين أثبتوا بالفعل وليس بالقول ولائهم المطلق لمجلس الجنرالات وحينما لفظهم الجنرالات وبعد خسارة رجلهم القوى لفرصة ترشحه لسباق رئاسة الجمهورية وبعد تيقنهم الكامل من فقدانهم للكثير من شعبيتهم بين جموع الشعب المصرى هرولوا مرة أخرى للميدان بزعم خوفهم على الثورة وكأننا الشعب المصرى دُمى بين أصابعهم والعجيب أنهم دائما يرفعون شعار (نحمل الخير لمصر) !!! ولعلك عزيزى القارئ الكريم تتسائل معى أين هو هذا الخير الذى قدمه الإخوان لمصر وشعبها حتى الآن . وإلى كل السادة أتباع السيد حازم أو أتباع المرشد أدعوكم أن تقفوا مع أنفسكم موقف الحق والعدل وتحكّموا ضمائركم وعقولكم بدون أى تعصب لشخص أو فصيل أو جماعة لوجه الله سبحانه وتعالى ومن أجل مصر وشعبها . ولا تفتّتوا فى عُضد الأمة فأنتم مسؤلون أمام الله خاصة بعد إنكشاف ما كان خافياً فأصبحت الحقائق واضحة جلية ولم تعد خافية على أحد فلا يوجد إنسان عاقل مسلم أو مسيحى يرفض تطبيق الشريعة الإسلامية إذا كان من سيطبقها رجل مِثل الإمام عمر بن الخطاب ومن أين لنا بمثله فأتوا لنا بمثل ذلك الرجل العادل الذى لايخشى فى الله لومة لائم و الذى لا يأبه بمن سيقع عليه ذلك الحق وياليتنا نتعلم منه حينما قال (الناس طالبان فطالب يطلب الدنيا فارفضوها في نحره فانه ربما أدرك الذي يطلبه منا فهلك بما أصاب منها وطالب يطلب الآخرة فإذا رأيتم طالبا يطلب الآخرة فنافسوه فيه.( فإنظروا من هم طّلاب الدنيا ومن هم طّلاب الأخرة إن الوطن يحتاج إلى رجل دولة بكل معانى الكلمة ولا يحتاج إلى شيخ أو واعظ فالشيخ له مهام محددة ومعروفة للجميع فلم تكن الدولة منذ عهد الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم دولة دينية بل كانت دولة مدنية قائمة على الشورى ولم يسعى أي خليفة من السادة الخلفاء للحكم بل كانت الرعية هى التى تولى الخليفة وهى التى تبايعه وما سجلات التاريخ عنا ببعيدة فلا يوجد فى الإسلام ما يسمى بالحازمون أو الإخوان أو السلفيون فقط أسمهم المسلمون (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ). ولنا فى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبرة حين قال يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ , وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ , أَلا لا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ ، وَلا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ , وَلا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ , وَلا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ إِلا بِتَقْوَى اللَّهِ , أَلا هَلْ بَلَّغْتُ ؟ " , قَالُوا : بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ " , ثُمَّ قَالَ : " أَيُّ شَهْرٍ هَذَا ؟ " , قَالُوا : شَهْرٌ حَرَامٌ ، قَالَ : " فَأَيُّ يَوْمٍ هَذَا ؟ " , قَالُوا : يَوْمٌ حَرَامٌ ، قَالَ : " فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا ؟ " , قَالُوا : بَلَدٌ حَرَامٌ ، قَالَ : " فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ , قَالَ : وَأَحْسَبُهُ قَالَ : وَأَعْرَاضَكُمْ ، عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا , أَلا هَلْ بَلَّغْتُ ؟ " , قَالُوا : بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ " . والآن هل أنتم مسلمون أم حازمون أو إخوانيون ؟؟؟؟ الثورة مستمرة