لا أعرف لماذا بعد ثورة 25 يناير اصبح من حقنا أن نتحدث مع بعضنا البعض بصراحة شديد..ربما يكون السبب غير معروف وغير معلوم ولكن المعلوم والمعروف هو أننا لابد أن نتحدث لبعض ويستمع كل منا الآخر مثل أفراد عائلة واحدة أو وطن واحد وحقيقي ولذا لابد أن اعترف لكم أننا نعيش واقع أليم فى هذه الأيام على المستوى الأخلاقي فى الشأن اليوم المعاش وقد تحولت الخصومة السياسية والفكرية بشراستها إلى وحش ربما يأكل معه طباعنا وأخلاقنا وديننا وهذا ما لا أريده أن يحدث سواء لى شخصيا أو حتى ..لابد أن نمنع الانهيار الأخلاقي من الحدوث والإستمرار ..وعلى الرغم أن السياسة بطبيعتها قذرة ومن النادر أن تكون نبيلة وأخلاقية...ولكن لكوننا مسلمين فلابد أن نسعى دائما إلى الأخلاق قبل السياسية...أو نقدم إلى الجميع سياسة أخلاقية لاتختلف مع ديننا وشريعتنا. ولابد أن نتذكر دائما أن رسالة رسولنا التى جاء بها كانت محددة ومتجلية في«إنَّما بُعثتُ لأتَمِّمَ مكارمَ الأخْلاقِ» وحتى لاننسى سوف نذكر بعض بها ومن ثمة نرفض ماحدث اليوم من تعليقات على خبر وفاة زوجة المرشح للرئاسة شفيق ولابد أن يكون حديثنا إلى كل الذى قام بكتابة تعليقات قد ظهر جليا فيها شماتة فى حادث وفاة زوجه المرشح للرئاسة الفريق شفيق"هذا المرشح الذى لن أنتخبه ولا أدعو إلى انتخابه..بل أريد من الجميع أن يعمل على إسقاطه فى الرئاسة لمصر"ولكن عند موت زوجته وجدت الكثير من الردود على الخبر تحتوى على الكثير من الشماتة والسب فى العديد من المواقع وعلى الفيس بوك والتويتر...ولان الأمر جاء من منطلق الردود خاصة على الخبر فى الكثير من المواقع كان لابد أن ندق جرس لابد أن يسمعه الجميع..لان مايحدث يعبر عن الطبقة العريضة من الشعب وان مايحدث هذا غريبا جدا على إسلامنا وعلى مصريتنا التى لاتقبل أبدا انهيار أخلاقي بسبب السياسية. وبالفعل عندما نوّه الإعلامي جابر القرموطى على حسابه على الفيس بوك عن هذا الأمر..كان صحيحا وربما كان مثلى متألما ليس على شفيق نفسه ولكن على المصريين أنفسهم والطريق الغير صحيح الذى يسير فيه بعضنا..لابد أن أعترف أنى شعرت أن هؤلاء الناس الذين يكتبون عبارة فيها شماتة وسب للرجل ولعائلته أنهم غرباء عنى وعن تربيتي وعن هذا المجتمع.
حتى شككت أنى أعيش فى بلد أخرى وأدين بدين إسلامى آخر ..لابد أن نقول لبعضنا البعض أن الخصومة السياسية يمكنكم أنت تذهبوا فيها إلى ماتشاؤن أما مع الموت فلابد أن نعرف أننا قوم لا نشمت بمصائب الناس ولا نفرح بموت أحد لأنه لا شماتة في الموت وندعو للجميع بالهداية ونسأل الله أن يرفع عنا جميعا ظلم الظالمين.
ولا شكَّ أن الموت من أعظم ما يقع بالإنسان من الابتلاء له ولمَن يتركهم بعده، وعند المصائب يجب الاعتبار والاتعاظ ، والرحمة الإنسانيّة تحمل على الحزن بل والبكاء مهما كانت معاملة الميت، ولابد أن نتعلم من النبي (ص) عندما قام لجنازة..كانت تمر ولم يعرف شخص الميت أو دينه ولما قيل له: إنها ليهوديٍّ قال:" أليستْ نفسًا" ؟ رواه البخاري ومسلم.ولابد أن نعلم جيدا أننا أُناس بعيدين جدا عن الحديث الشريف " وإذا خاصَم فَجَر "، ومن الفجور الشَّماتة.
إن الشماتة بالغير خلق الكافرين والمنافقين الذين قال الله فيهم:( إنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسَؤُهُمْ وإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وإِنْ تَصْبِرُوا وتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ) (سورة آل عمران : 120)
أريد لنا جميعا ان نمتلك صفات الفرسان ومنها انك تواسى الناس وقت الحزن حتى لو كان عدوك وكان يحاربك .. لابد أن نكف عن الخلط بين الأخلاق والسياسة...لابد أن تكون الأخلاق قائمة تماما وبعيده تماما عن اللعبة السياسية القذرة....سوف نحتاج إلى بعض الوقت لنعرف أننا لابد أن نتمسك بوحدة أخلاقنا أثناء الصراع السياسي.
لا أعرف ماالذى دفعنى لكتابة هذا وأنا فى خصومة سياسية دائما مع الفريق أحمد شفيق ولا أجد فيه أى أمل فى مصر على يديه..وربما أجده متهما فى بعض قضايا الفساد التى سوف تُفتح قريبا وسوف يعرف الجميع كل الحقائق...ولكن ما أعرفه أننا لابد أن نحافظ على أخلاقنا وعلى بعضنا البعض حتى أحلك الأوقات التى تشتد فيها المطحنة السياسية التى لاتترك أحدا دون فرم حقيقي للجسد والروح معا