طالب بضرورة توجيه برامج التنمية نحو سيناء بدلاً من إهدار المال العام في توشكى «آه يا حق ما تركت لي صديق» .. هكذا يردد المهندس حسب الله الكفراوي -وزير الإسكان الأسبق- ما كان يقوله عمر بن الخطاب «رضي الله عنه»، فمنذ أن عمل في السد العالي في بداية مشواره الوظيفي وهولا يتواني عن قول الحق في وجه رئيس أوحتي سلطان جائر. ربما كانت المرة الأولي عندما جاء أحد رؤسائه وأبلغ من كانوا يعملون بالليل والنهار لبناء السد العالي إنه لن يكون لهم حوافز فلم يصمت حسب الله، بل كان أول من بادر بإعطاء هذا المسئول «حقه من التأديب» ردتعليمه كيفية في زمننا للتعامل مع حقوق العمال. والكفراوي يعد من القليلين في زمننا الذين لا يصمتون إذا رأوا فساداً بالأمور فكانت له مواقفه المشرفة عندما قام بتنبيه الرئيس الراحل أنور السادات من عدم الخوض في مشروع توشكي وذلك بناء علي دراستي جدوي تم إنجازهما بالتعاون مع جهات أجنبية أكدتا عدم جدوي المشروع، واستجاب السادات لنداء الكفراوي وعدل عن تنفيذ المشروع، وكرر الكفراوي هذا النداء عندما علم أن الرئيس مبارك يقدم علي خطوة تنفيذ «توشكي» وترك له رسالة خطية مع مستشاره السياسي أسامة الباز إلا أن المشروع تم تنفيذه. والكفراوي نموذج لمواطن مصري يمكن أن يتخلي عن منصبه في حالة وجود ما يتنافي مع مبادئه أو يمس كرامته أوكرامة أي مواطن فقدم استقالته من منصب وزير الإسكان ثلاث مرات وهو ما يتردد بشأنه أي وزير في مصر المحروسة. الاستقالة الأولي حينما اتهمه أحد الوزراء بوجود علاقة مع الإخوان المسلمين، والثانية عندما قامت إحدي الجهات بتسجيل رأيه حول قانون مزاولة المهن العلمية بحيث يعطي كل نقابة الحق في أن يكون لها قانون خاص بها وليس قانوناً واحداً لكل النقابات. ولم يمل الكفراوي كذلك من المطالبة باعتبار بعض المشروعات المهمة كمشروعات قومية وانتقد بشجاعة ودراية تامة مشروعات عديدة، واعتبر أن استصلاح آلاف الأفدنة في سيناء هوالمشروع الأولي بالرعاية لإمكانية تحقيق أحلام هؤلاء الشباب عبر هذا المشروع القومي بدلاً من إهدار أموال الدولة والشعب علي مشروع توشكي، ومازال الكفراوي ينادي بإصلاحات وطنية ولكن هل من مجيب؟