هشام الصباحى يكتب: عن الانترنت والثورة والحياة هشام الصباحى بدأت علاقتي بالانترنت فى بداية سنة 2000 على ما أظن ,عندما كنت ابحث عن منتج اعمل به أو أحاول إستراده من خارج مصر له علاقة بالتليفون المحمول, لم يكن لدى كمبيوتر فى البيت ولم يكن لدى حتى تليفون, ذهبت أنا وزوجتي نبحث عن سيبر انترنت وكان هذا منتشر فى هذا الوقت كانت الساعة تقريبا يتم إيجارها بخمسة جنيهات. أول سيبر انترنت ذهبت إليه كان غرفة خلف مطعم البغل بالمنصورة تابعه لشركة احد الأصدقاء الذين يفتحون شركة كمبيوتر وانترنت. كنت تائه ابحث عن منتج يمكن أن احضره من الصين يمكن بيعه فى مصر مثل اى جراب أو شاحن أو ماشابه...كنت خارج من خسارة ماليه لايمكن أن يتوقعها واحد مثلى جاء من قاع المجتمع ومن بيوت الفقراء كانت أول مرة أتعرف على رقم مليون جنية بشكل ما يخصني كانت حجم الخسارة تزيد عن مليون ونصف على الرغم أنى لم أرى كل هذا المال ولكن فقط على الورق وجدت هذه الخسارة ووجدت أنى لابد أن أسددها كاملة أو ادخل السجن وعلى الرغم أن هذا الرقم لو علمت به أسرتي لكانت ماتت كاملة من "الخضة" وأنا لا اعرف حتى هذه اللحظة لماذا لم اسجن ولماذا لم أموت كل ما اعرفه أن الله اعطانى قدرة غريبة على العمل والوقوف بجانبي حتى أسدد كل هذا ولم يكن لدى سوى الرغبة الشديدة فى أن أسدد للناس مالها وأن أنجح وأظن أن هذا حدث بالفعل. بعد عدة شهور من البحث الفاشل والانتقال من سيبر إلى سيبر وجدت انه لافائدة من هذا الأمر ومع هذا لم أيأس حتى وجدت موقع يخص الجوالات ويشرح ويتحدث عن الجوالات وكانت البداية فى القراءة و"عدم الفهم" لهذه اللغة التى يتم تناولها التى فهمتها بعد عدة شهور من القراءة الكمية فقط,ولكن يبدو أن أمر تعلم الصيانة عن طريق الانترنت هو الطريق الذى سوف امشي به وبالفعل حدث. النقطة المهمة خلال العشر سنوات الماضيين وربما حتى من عدة أعوام كنت اعمل مباشرة مع أصحاب المحلات الذين يريدون تعلم الصيانة كنت دائما أسألهم عن هل لديهم انترنت فى المحل,وعندما تكون الإجابة بالنفى حتى فى كثير من الأحيان كانت الأغلبية ليست لديها إيميل لاتعرف كيف تتعامل معه"وهذا ليس عيبا" بل هو ليس ضروريا للحياة ولكن عندما تعمل فى صيانة المحمول لابد أن يكون لديك إنترنت وإيميل,كما حدث فى مصر مؤخرا من أجل أن تكون ثائرا حقا لابد أن يكون لديك فيس بوك وتويتر. وكنت أعيش مدة طويلة فى إقناع الناس أهمية الانترنت فى محلهم وفى شغلنا فى مجال صيانة الهواتف وفى طريقة التواصل معي عبر موقع الصيانة المجاني والمنتدى الذى نقوم به بعرض كل مانعرفه عن الأجهزة الجديدة وعن مجال عملنا وهو المحمول وصيانته سوفت وير وهارد وير. فى سنة 2003 تم انسحاب كل المؤسسين للموقع المصري الذى قمنا بتأسيسه معا مجموعة من شباب مصر كنت على ما اذكر وقتها أنى كنت الأكبر سنا وأطلقنا موقع جى إس إم إيجيبت www.gsmegypt.com وكان السبب فى تزايد تكلفة الموقع دون مقابل مادي بل معنوي فقط وهذا هو الحادث بالفعل واليوم الموقع به مايزيد عن مائة ألف عربى يتبادلون مع بعضهم البعض مايعرفونه عن المحمول وصيانته. ومنذ عدة سنوات ظهر الفيس بوك كشبكة اجتماعية حلت بشكل ما مكان المنتديات التدوينات وهنا أصبحت ثورة التواصل العقلي والفكري على الفيس بوك التى تحولت إلى ثورة حقيقية غيرت الشعوب حكامها والان تحاول أن تغيير أحلامها لتناسب انطلاقها فى فضاء الانترنت. فى الانترنت تعلمت أشياء كثيرة منها مؤخرا فى مجال عملي الآن وهى قدرتي على البيع والشراء لخدمات تخص المحمول حول العالم وأنا جالس مكاني وهذا مهمة جدا لنا وخاصة أننا كشعب مصر أمامه فرصة ذهبية لان يكون هو الوسيط الجيد فى البيع والشراء على الانترنت وخاصة فى تقديم خدمات علمية أو تقنية حقيقية,لعدة أسباب أهمها أن العمل على الانترنت يمكن أن يكون فردى وجماعي ولكن إمكانية أن يكون فردى هذا مهم جدا آنت وكمبيوترك وربك يمكن أن تقوم بالكثير. فقط أفتح عينيك على العالم كله وليس على مصر فقط أصنع مايفيد العالم كله وليس مصر فقط. قدم نفسك إلى العالم كله وليس مصر فقط. أنت الآن مركز العالم إجعل نفسك جاذبا للجميع. كما كنت جاذبا للجميع فى ثورة جماعية تعالى نصنع من كل مصري منا كحالة فردية خاصة جاذبا ونافعا للعالم ولنفسه عبر الإنترنت.