أحمد عفيفي يكتب: المعهد «العسكري» لذوي الاحتياجات الخاصة !! أحمد عفيفي أعرفه منذ فترة قصيرة ، ووجدت في كلامه وحديثه وعيا مبهراً على عكس كثيرين أعرفهم هنا في الكويت .. ورغم قِصر فترة تعارفنا إلا أننا صرنا أصدقاء ، وبيننا مودة قلّما تجدها بين مغترب مثلي وواحد من أهل البلد. هو كويتي واسمه صالح السعيدي .. صحفي قديم ومخضرم.. جمعتني به جلسة ، ووجدته يسألني بحزن غير مفتعل : إيه اللي عمله المجلس العسكري ده؟ فسألته مبتسما : عمل إيه بالضبط .. ماهو عمايله كتير .. تقصد اى واحدة منهم ؟ قال: إيه حكاية الأمريكان والتمويل الأجنبي .. عيب والله عيب اللي حصل ده .. دي مصر كبيرة أوى يا عفيفي .. وللأسف الشديد ، كتير من ولادها ميعرفوش قيمتها .. إزاى يا صاحبي المجلس والحكومة يقوّموا الدنيا ويقعدوها على ال 17 أمريكي ، ويقتحموا مكاتبهم ويتهمونهم اتهامات أقل عقاب لها - إذا ما ثبتت - ..الاعدام رميا بالرصاص ، ثم في غمضة عين يُطلق سراحهم في مسرحية كوميدية هزلية ، وطائرة أمريكية عسكرية خاصة تأخذهم معززين مكرمين ، ولا أستبعد أيضا أن الذين اتهموهم ، قدموا لهم الاعتذار الواجب .. ده غير طبعا الاعتذار الرسمي لأمريكا ذات نفسها. يُكمل الصديق وعيني منه في الأرض خجلا مما فعله العسكر والقضاء المنبطح بتاع 2005 : كان عليكوا بإيه الفيلم التافه ده .. والله العظيم حرام .. ومتزعلش مني يا عفيفي .. مصر - وانا اعرف يعني ايه مصر - خسارة فيكم!! ... عنده كل الحق صديقي الكويتي .. مصر فعلا خسارة فينا ، وفي المجلس العسكري ، وفي الحكومة وفي الكل كليلة .. فما حدث مؤخرا فيما يخص قضية الأمريكان والتمويل الأجنبي مسخرة ، كشفت بوضوح غباء غير مسبوق في التعامل مع الأمور .. فقد لعب المجلس العسكري لعبة لم يتمكن من أدواتها ، مسألة كده زي اللي كان بيحصل زمان.. لو فيه قضية كبيرة ممكن تعمل قلق في الشارع المصري ، نختلق أى حاجة ، ونُلهي بها الناس .. خناقة خايبة بين الاهلي والزمالك على لاعب كورة أخيب م الاثنين .. جريمة عادية نرش عليها شوية بهارات حراقة ، ونعمل منها حدوته تشغل الناس شهر لحد ما نفوت مسألة بعينها ، ولا من شاف ولا من دري .. مثلما رأينا في فيلم " الهروب " لمخرجه العبقري عاطف الطيب .. نهرّب منتصر " احمد زكي " من السجن ، والناس ميبقاش ليها غير سيرته ، عشان نغطي على مظاهرات الجامعة أيام السادات . عايز اقول .. حدوته قديمة وسافلة وغبية وبنت ستين كلب .. لكن عقلية المتحكمين في أمور البلاد تأبى إلا أن تستمر في هذا المسلسل الهزلي الساذج ، فأرادت أن تشغلنا بحكاية التمويل الأجنبي والأمريكان ، وعملوا فيها أبو على وأبو الرجال وهما مينفعوش حتى يبقوا أبو سوسن على رأى محمد هنيدي في " وش اجرام " .. كان عليكوا بإيه - على رأى صديقي الكويتي - ؟ .. حد كان قال لكم اقبضوا عليهم وافضحوهم ، ورئيس الحكومة الجنزوري افندي تاخده الجلالة : ومصر لن تركع ، وطظ في المعونة الأمريكية .. ومسؤول عسكري يحلف على المصحف : لقينا خرائط لتقسيم مصر ، وأخرى تشير إلى الأماكن الحساسة في الجيش .. " مقصدش قلة أدب على فكرة وان كانت قلة الأدب في هذا الموقف تحديدا واجبة " .. واكشف يا عم عن الفتنة الكبرى و" على ومعاوية وطه حسين " .. إيه الهبل ده .. وإيه التخلف العقلي ده؟ .. احسبوها مرة واحدة صح.. مرة واحدة.. اشغلونا بحاجة تانية بعيد عن أمريكا .. فيلم سكس تاني متسرب ل " دينا " .. القبض على فنانة مشهورة وزي القمر في شبكة دعارة .. يعني العبوا في اللي تقدروا عليه .. خليكوا في المحلي .. بلاش النفخة الكدابة والعنترية التي ما قتلت ذبابة .. وتخشوا على أمريكا اللي مالهاش في اللعبة الوسخة دي " وانا كلمتي لا يمكن تنزل الأرض أبدا .. وأمريكا تبرق عينيها : حنفي .. خلااااص .. حتنزل المرة دي "! .. العب بعيد عني وعن ولادي ، والا قسما بالله حاخليك عبرة قدام الخلق ، ومنظرك " عرة " قدام شعبك وناسك. خلاص الزمن المعفن ده راح وولى .. فيه دلوقتي فيسبوك وتويتر وفلاشة أد الصباع تخزّن فيها الموسوعة البريطانية وموسوعة غينيس لو حبيت .. لحد عندي انا وتقف يا روح أمك .. منك له .. له .. له .. حابعت طيارة عسكرية ، ومش حتستنى عندكم إلا نص ساعة .. يكون ولادنا واقفين ومعاهم أغراضهم ويركبوا الطيارة وتضربوا لهم تعظيم سلام .. وقبل أن تُنهي أمريكا المكالمة ، كان كل شىء اترتب 100 % ، واسحب القضية من الهيئة الفلانية .. وودّيها للهيئة العلانية واطلق سراحهم ياقاضي البلاج ، ويعود من صوّروهم لنا شياطين الإنس واللي كانوا حيقسموا مصر ستميت حتة ، يعودوا إلى أمريكا بعد أن بصقوا - وعندهم حق - على فكر أعرج ومكسح وناس لسه عايشة في الأربعينيات .. أيام درب الهوى وخمسة باب .. يعني لا مؤاخذة شغل " ... " .. واوسخ كمان! خلاص .. مفيش مخ بتعريفة .. ما حدش فيكم بعد ما دخل الحربية ب 50 % ، هفّته نفسه على قراية كتاب لهيكل او فهمي هويدي او احمد بهاء الدين او صلاح حافظ .. مسمعتوش عن كتب في علم الاجتماع وعلم النفس .. ولا انتوا مالكوش غير في علم " النفخ " .. مسمعتوش عن ابي العلاء المعري؟ ، ولا شاطرين بس في تعرية البنات .. هو ده اللي عاجبكم وجي على هواكم .؟ .. من ساعة مادخلتم الملعب السياسي ، وواضح انكم مالكوش في لعب الكورة خالص .. لا عندكم راس حربة محترم " وخد بالك من محترم " يعرف يجيب جون ، ولا جناح يرقّص ويرفع ، ولا صانع لعب يمرر " ثرو" رائع وتلاقي نفسك انت والجون ، ولا حتى مدافع يعرف يدافع عن عيال وبنات مصر " يعرف بس يسحلهم ويسجنهم " .. وحارس المرمي زي الباب ، بس لا بيصد ولا بيرد ، واللي نفسه حاجة او له شوق في حاجة يعملها .. هو كان مرمي ابويا يعني؟! والنتيجة في الاخر 10 صفر .. نضمهم ل " صفر " المونديال ، يبقوا 11 ، والغريب بقى لاحد منكم زعلان على الهزيمة الساحقة الماحقة ، ولا أمريكا فرحانة ، لأنها لم تكن تلعب مع اسبانيا ولا البرازيل ، لكن كانت بتلعب مع كفر البطيخ! عيب والله العظيم عيب .. ارحمونا من تخبطكم وقلة حيلتكم واعاقتكم الذهنية .. مصر يا جماعة الخير مش صغيرة على رأى صديقي الكويتي .. مصر كبيرة أوي .. واللي ميقدرش قيمتها تبقى خسارة فيه .. فاهمين ولا أقول كمان ..متهيألي كلام سهل وواضح .. لا محتاج ماجستير ولا دكتوراه ، واللي معاه الابتدائية والجاهل الأمي يفهمه .. لكن انتم ، واضح انكم مش فاهمين ، ومش حتفهموا ولا ميت سنة جاية .. وقبل ما انسى سلمولي ع المشير.