عمرو أنور لماذا لا للأخوان المسلمون ؟ ....للأجابة على هذا السؤال لابد من أستعراض تاريخ الجماعة بداية من أختيار الاسم الذى عمد الى صنع ترادف بين الاخوان والاسلام فذلك يجعل من الفصل بينهما عسير جداً على عقول كثيرة ويعظم من المكاسب التى تجنيها الجماعة من وراء هذا الترادف المربح للجماعة والغير مضيف للاسلام فمنذ انشاء الجماعة فى مارس 1928 على يد حسن البنا والجماعة فى علاقة طردية بالسلطة يتوافقون حيناً ويختلفون أحياناً أخرى عكس كل ما تروجه الجماعه أنها دوماً كانت على الطرف الاخر للسلطة حتى البنا نفسه كانت علاقته بالسلطة مُرتبطة بمدى ما يوضع على الجماعة من قيود ولعل علاقته بعبدالرحمن عمار وكيل وزارة الداخلية اثناء الحكم الملك فؤاد تُبرهن على ذلك ومحاولاته كسر القيود التى كان قد لاقته الجماعة فى أعقاب قيام أثنان من الاخوان بقتل المستشار أحمد الخازندار بسبب أطلاقه حكم قاس على أحد أطراف الجماعة ثم قتل سليم زكى حكمدار العاصمة حينها بقنبلة أثناء أشتباكات بين الداخلية والأخوان ورفض رئيس الوزراء وقتها محمود النقراشى مقابلة البنا مما دفع بطالب أخوانى يدعى عبدالمجيد أحمد حسن الى تصفيه النقراشى وجرائم كثيرة أرتكبت من أفراد منتسبين للجماعة بدافع من فكر البنا وتعاليمه الذى غدر بهم حين أيقن من أشتداد الضغوط عليه وكتب عدة مقالات يتبرأ من أتباعه فيها وكانت تحت عنوان (ليسوا اخوان وليسوا مسلمين )حتى ثورة 1952 كان للاخوان دور فيها ولعلهم كانوا أحد أهم الاسباب التى عملت على ترسيخ بقاء العسكر وتحويل الانقلاب الذى مثله الاحرار الى نظام حكم مازال الى الان يحكم ولعل تحالف الاخوان مع عبدالناصر كان من الدعامات الاساسية التى عمل عبدالناصر فى أستغلالها فى بدايات الثورة وبعد مرحلة أقصاء اللواء محمد نجيب ..ولكن عبدالناصر ما لبث ان غدر بهم وألقاهم فى السجون والمعتقلات وكان عهده واحد من أسؤ العهود على الجماعة ومنتسبيها.. وجاء الرئيس السادات وتحالف معهم بهدف أيقاف المد الناصرى والقضاء على الفكر الشيوعى لكن ما لبث هو الاخر أن أقصاهم بعدما أستشعر تنامى نفوذهم وكان حكم مبارك يصنع مسافات بينه وبين الاخوان.. تشتد الملاحقة حينا وتفتر أحيانا اخرى ولكن ظل الاخوان طوال حكم مبارك متلازمين مع اسم المحظورة الذى حل مكان اسم الجماعة ..وكان فساد نظام مبارك وتقاعس وزرائه وأدرات حُكمه عن العمل والقيام بواجباتهم سبيل لاعطاء الاخوان دوافع للانتشار والنمو الشعبى بالاسواق الخيرية والمشروعات الاهليه كالمستوصفات وفصول التقوية وغيره مما كان فى الاصل من واجبات الدولة ..التى كان اخر ما يشغل مسئوليها الاهتمام بالاوضاع المعيشية للمصريين ..وهو ما برع فيه الاخوان ممارسة وأتجار.. وكان دوما الدين هو المرجع والمدخل الاساس من الاخوان لقلوب وعقول المصريين حتى نجحوا فى اقناع البعض انهم يمثلون الاسلام واى الخلاف معهم خلاف مع الدين ودعوة لمحاربته وتوجه للقضاء عليه.. فسار كثيرون مغمضى العين مستسلمى الارادة خلف الاخوان ..وحول الاخوان المساجد والمنابر من دور عباده ووحدات لتعليم الفكر الدينى بكافة صوره الى منصات لاطلاق الهجوم والتشكيك فى كل من يختلف مع الجماعة ..وكذلك تحشد الدعم الشعبى للجماعة بشكل مستمر وتبرير كل الافعال والاقوال التى تصدر من الجماعة ..وكانت ثورة 25 يناير والتى أعلنت الجماعة عدم المشاركة فيها بشكل رسمى تحسباً لفشل هذه الدعوة وتحمل الجماعة تبعات ذلك.. وشارك شباب من الجماعة بشكل غير رسمى وعندما أستشعر قادة الجماعة كثافة المشاركة وأحتمالية النجاح سارعوا بمشاركة واسعة النطاق وكان لهم دور لم يمكن أنكاره أثناء الثورة ..حينها كان الاخوان مثال حى لليبرالية الفكر وسعة الافق والمشاركة وأنكار الذات حتى سقط الفرعون المخلوع ..وهنا ألقت الجماعة بقناع التوافق والمشاركة ..لتعود الى مداهنة السلطة والتحالف معها وكانت السلطة هذه المرة متمثلة فى العسكر ..فكان التحالف العسكرى الاخوانى والذى أنضم له فيما بعد السلفيون واعضاء الجماعة الاسلامية لمحاولة نيل مكاسب فى مرحلة ما بعد الثورة ..وكانت جرائم العسكر على مدار العام محل تواطئ وتخاذل من الاحزاب الدينية بشكل تام تبعا لمفرضات التحالف العسكرى الدينى.. وهو ما نتج عنه أنتصار مخزى دفع بالاحزاب الدينية وعلى رأسها الاخوان للسيطرة بشكل تام على البرلمان ..فلم يصنع فارقاً رد فعلهم المخزى فى مذبحة بورسعيد ولا الاداء البرلمانى الهزيل الممزوج بالسخف والتهريج الذى تجرى وقائعه منذ انتخاب هولاء..أن أدعاء الاخوان الفضيله والتدين والاصلاح لم يدفعهم للحرص على مصلحة مصر أكثر من الحرص على تحقيق المكاسب للجماعة ..ولا كانت مظهرهم الشكلى الموحى بالتدين كفيل بأنكار جرائم القتل والسحل وهتم العرض التى قام بها العسكر.. وبالطبع أختفت تماما ورحلت الى غير عودة السماحة والتعاون والميل الى التكامل والمشاركة الذى أصتنعته الجماعة أثناء ليالى الثورة ..الاخوان كما هم لا يتغيرون ولا يتعلمون منذ نشأت الجماعة وحتى الان ..الاتجار بكل المتاح سواء أكان قيم ومفاهيم روحية أوأحداث أقتصادية ووطنية وبعد كل ما جرى لهم على أيد عسكر 52 هاهم يعاودون التحالف مع عسكر 2011 وفى أول مناسبة سيلاقى الاخوان نفس المصير وحينها سيعادون الأنتحاب على الدين الذى يحارب والاسلام الذى يضطهد وكأن الاخوان كانت ممارساتهم دينية وغرضهم روحى وممارساتهم تفيض نقاء وسلام ..الاخوان ليسوا الاسلام ولا يعبرون عنه ولا يشكل الخلاف معهم اى علاقة بالدين ..هم حزب سياسى يأخذ من قيم الدين ستار يحقق له أكبر قدر من المكاسب والانتشار.. وليتهم يتخلون عن الانتهازيه والبرامجاتية التى يحترفون ممارساتهما فالدين برئ من كل هذة المتاجرات و الادعاءات....