عمرو أنور عندما يتوالى رحيل الشرفاء...... لو يعرف المستهينون بأرواح الشعوب و المتاجرون بدماء شباب الاوطان والواهبون انفسهم لمن يدفع أكثر..متعة الشرفاء بمحبة الناس لهم ..لو تمعن كل هولاء ..فى كم الحزن والحسرة والاسى الذى يفيض من قلوب عشاق الشرفاء و المتيمين بهم كلما خط القدر اسم احدهم فى كتاب الراحلين ..لايقنوا ان ما من مال ولا سلطة ولا جاه او ارصده يمكن ان تعطيهم مثلما للشرفاء الراحلون ...فمع رحيل كل شريف صاحب موقف مخلص لوطنه واهل بلاده تشعر و كأن أهل هذا الراحل الكريم يعدوا بمئات الالوف وربما بملايين من البشر.. لم تربطهم بمن ينعونه صله قرابة أوأستفاده فقط تلمسوا فيه الصدق وأحسوا بأنه يبادلهم المحبة حتى ولومن غير تعارف أولقاء ..فلا يستوى أبدا من لا يذكرهم التاريخ الا بمدى أجرامهم وتخاذلهم وبين من يمجدهم التاريخ جزاء لروعة أعمالهم وأخالقهم معا..فأولئك أبدا أن يستطيع الموت تغيبهم فهم يحيون دوما فى قلوب كل من أحبهم وصدقهم وأرتبط بهم..كنا فى اليومين الماضيين مع حدثين مؤلمين حزينين..فقدنا فيهما رجلين من أشرف وأسمح وأجمل الرجال..فقدناأستاذ كبير فى فن الكلمة والتعبير وفقدنا رجل علم أجيال كيف يتصالحون مع أنفسهم ويستفيدون من قدراتهم ..فقدنا عمنا الجميل جلال عامر والدكتور القدير أبراهيم الفقى عليهما رحمه الله ..ومثلما كانت حياتهما عامرة كانت موتهما له أثر لن يمحى سريعا من القلوب ..ولهم اعمال لن تمحى أبدا من التاريخ الذى سيذكرهما بكل خير فقد عاشا محبين لوطنهم وماتا غير ظالمين ولا متجنين على أحد..ورغم أنى لم أنل شرف الأقتراب من أحداهما الأ أنى أحسست بجزع وأسى فوق الوصف وأنا أسمع وفاة عمنا الساخر الجميل جلال عامر الذى كان أخر ما رأيته منه دموعه على مصر..مات جلال عامر باكيا قلقا غاضبا من أجل مصر.. مات الرجل الطيب صاحب البلاغة الممزوجه بالبساطة..وقبله كان الدكتور أبراهيم الفقى على موعد مع رحيل مأساوى..لرجل كم علم الاخرين كيف يستفيدون من طاقاتهم ومات وهو فى أمس الحاجة لطاقة نجاة من الاختناق..رحم الله رجال أفاضل عشقوا بلادهم وسخروا مواهبهم وعلمهم لما فيه النفع لكل الناس.. لم يتاجروا و لم يزايدوا فلذلك حين راحلوا أدمى رحليهم القلوب التى أحبتهم ومنحت لهم داخل الصدور أسمى أيات الاحترام و التقدير ..رحم الله عمنا جلال عامر و استاذنا الدكتور ابراهيم الفقى.. وأنا لله وأنا اليه راجعون.............