محمد العبد اصبحت عندى قناعة منذ فترة مفادها الانسان لا يأخُذ العبر مما يحدث حوله.. فما فعله العسكر بعد حبس الرئيس المخلوع يؤكد ذلك.. والان ترسخت فى وجدانى هذه القناعة بعد ما رأيت من افعال قيادات بجماعة الاخوان وبالتبعية جموعهم . فما الذى تغير .. تغيرت الاماكن فقط .. من كان معارض أصبح حاكم .. وبقى فى المعارضة بعضاً ممن كانوا معارضين للنظام السابق .. تنظر لمجلس الشعب الان .. تجده مثل السابق تماماً .. فريق حاكم وفريق معارض . مايفعله نواب الفريق الحاكم .. هو ماكان يفعله نواب الفريق الحاكم فى عصر المخلوع .. يسيرون ببطىء .. ويظنون انهم الحق .. ويشكلون لجان .. ويسيرون على نفس اللوائح .. لا ياخذون قراراً منتظراً .. او حتى اقل من المنتظر .. يجلسون مثل الكراسى الجالسون عليها .. يشوشرون على المتحدث من غيرهم .. يضيقون ذراعاً بمن ينتقدهم .. لا يدركون دور الاغلبية فى البرلمانيات .. ولا حجم النقد المتوقع ضدهم .. تناسوا مواقفهم السابقة التى هى نفسها مواقف المعارضه الان .. كانوا يعتصمون فى البرلمان فى قضيه ما ويصرخون فى الفضائيات ان الحزب الحاكم يضيق عليهم لانهم الحق .. الان يرفضون الاعتصام داخل البرلمان من قبل المعارضة ويصرخون فى الفضائيات ان المعارضة دعاة شهرة وقله عمل .. كانوا يأتون برغيف عيش .. متهتك العرض .. ليأخذوا مواقف به فى البرلمان .. ولم يشكك فى نواياهم احداً سوى نواب الحزب الحاكم .. الان يشككون فى نوايا نائب يرفع خرطوش فى البرمان ليثبت امام النواب المُغمض العينين انه على بعد امتار تدور معركة يسقط فيها ابناء هذا الوطن بفعل هذا الخرطوش .. لكن لانه ليس من الحزب الحاكم .. فيجوز لهم السماح فى الدخول فى نوايا الرجل _ بصرف النظر عن خلافهم السياسى معه_ وتوجيه الالة الاعلامية ضده .. فى موقف يحسب ضدهم .. موقف يثبت انهم مثل غيرهم يتركون الضحية وينظرون لعبايتها "الكباسين". لست بصدد الدفاع عن هذا النائب _فلى خلاف سياسى معه_ولكن بصدد قول الحق .. والله اعلى واعلم .. فأنا كمواطن لى بالظاهر .. هل ما قاله النائب كذباً ام صدقاً .. وفقط . ومايفعله نواب الفريق الحاكم يفعل مثله وأكثر انصار هذا الفريق .. اصبحنا لا نرى سوى هجوم شديد على النواب المعارضين للفريق الحاكم .. ونرى صمتاً مخزياً على افعال من بيديه القرار النهائى .. ونرى تصفيقاً حاداً لإحالة الموضوعات محل النقاش بالبرلمان الى لجان فرعية .. فما هذا الذى تفعلون .. اهذا دوركم .. جئتم بنوابكم كى تنصروهم ظالمين او مظلومين .. اهذا البرلمان هو ما كان يطمح فيه شباب الاخوان .. اهذه هى العدالة الناجزة التى انتظرناها .. صدعتمونا بتطهير مؤسسى مع اولى جلسات البرلمان .. تركتم المسار الثورى منذ خلع مبارك وارغمتوا الجميع على المسار الاصلاحى .. فهل هذا هو اصلاحكم .. الصبر يابنى .. الصبر .. طب واحنا ليه مصبرناش على مبارك .. ولا عشان هو قعد 30 سنه .. طب ما انتم بأسلوبكم "الملكى اكتر من الملك" دا .. هتقعدوا 90 سنه ومش هتعملوا حاجة .. انتقدوا نوابكم للتصحيح .. انتقدوهم على الملاء .. كونوا قدوة حسنه.. استبشرنا خيراً بشباب الاخوان .. فكونوا وحده التحكم فى مسار الجماعة لا اداه لتجميل وجهها وسلاحها ضد معارضيها .. هل مجلس الاطفال هذا يرضيكم .. والله انى كنت اود ان يكشفوا عن اسماء السبعة نواب الباطلة اصواتهم فى انتخابات رئيس المجلس .. نواب مجلس الامة لا يعرفون كيفية التصويت والاختيار من بين ثلاثة مرشيحن فقط .. دى مصيبة !! ايا كان التيار الذى ينتمون اليهم فلابد من فضحهم .. هل يعقل ان نزايد على بعضاً البعض برفع الاذان .. ويخرج النائب الذى رفعه ليقول على الملاء ان رئيس المجلس رفض رفعه فى المرات السابقة .. ليخرج علينا مفتى جماعة الاخوان ليقول انه يجوز الجمع بين الظهر والعصر ثم يخرج الشيخ ياسر برهامى من الدعوة السلفية ليقول انه لم يكن واجب رفع الاذان فى القاعة لان النواب لن يصلوا فى القاعة .. هل سنعيش فى هذا الجدل البيزنطى فقط لنزايد على بعض .. اهذا هو شرع الله!! .. لنفيق على نائب يتهم المتظاهرين عند وزارة الداخلية بانهم يتقاضون مائتى جنيهاً ووجبتين وحبوب ترامادول .. بعد ان كان عندنا اعضاء للقمار .. اصبح عندنا اعضاء ترامادول اتذكر الان كلمات كتبها صديقى شهاب المرصفى بعد جلسه الترمادول هذه .. واضح ان اللى وزع ترامادول على المتظاهرين ..خلص ودخل على نواب مجلس الشعب افلا يعقلون !! واختم كلامى بكلمات ذكرتها من قبل فى مقال بعنوان المتخبين والمنتخبون "ومن منطلق التفاؤل والإستبشار خيراً نتمنى أن يثبت التيار الاسلامى - الذى حظى بنصيب الأسد من عدد المقاعد فى البرلمان – أنه "بالفعل" أهلاً لحمل تلك الامانة والغمة وليعمل بمنهج رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام .. وإلا لن يصبر عليهم أحد .. وسيخرج عليهم من منحوهم أصواتهم قبل غيرهم .. اتقوا الله وراعوا ضمائركم .. وتواضعوا لله وكونوا مثالاً يُحتذى به .. إهتموا لأمر الناس وإفعلوا كثيراً وتحدثوا قليلاً .. لا تتمسكوا بالصغائر وتتركوا الكبائر .. وإعلموا أنكم نواب أُمه بأكملها ولستم نواب مؤيديكم فقط .. وتذكروا أن الملك لله وحده .. وأنكم بالأمس القريب فقط كنتم تلعبون أدوار الكومبارس وغيركم كان فى الصدارة .. فأن تكبرتم سيأتى من يُحمله الشعب الامانه من بعدكم .. فالحمل غُمة ولن يكون نعمة "