إمراءة مصرية تحمل فى أحشائها مستقبل مصر حامل فى الشهر الثالث عروسه منذ ستة شهور فقط قتلت رميا من فوق المدرجات أمام زوجها يبدو أن السعال الذى يمسك بصدري منذ يوم الأربعاء لايريد أن يهدأ يبدو موتى المؤقت على السرير لن يمنعني من مشاهدة التويتر والفيس بوك والريموت كنترول للفضائيات أفكر هل مشهد امرأة تُرمى أمام زوجها من فوق المدرجات ليس كافيا لتحويل الزوج إلى دبابة بشرية تريد تدمير كل شئ وابسطها وزارة الداخلية التى لم تحمى زوجته وطفله من الموت المجاني ..أليس هذه كافيا ليجعل الحزن فى قلب يتكاثر كل لحظة ولاحل أمام الزوج سوى القصاص بنفسه من كل من له علاقة بالنظام والداخلية ..لابد أن يتحول إلى طاقة غضب تجعله يُشعل مصر كلها وليس وزارة الداخلية فقط ولابد أن يهتف بصدق تام يسقط ..يسقط حكم العسكر يانجيب حقهم يانموت زيهم ألا تخجلون عندما تسألون من هؤلاء الذين يصرون على الموت واقتحام وزارة الداخلية وإشعال النار فى كل متر مربع فى مصر. هم هؤلاء الذين بقوا على قيد الحياة ليحملوا عار الفشل فى حماية أبنائهم وأخواتهم وأحبابهم وثورتهم...هؤلاء الذين لم يستطيعوا الحفاظ على الثورة وعلى ومن يحبون ولا يتحملون جبل الحزن والفقد ويرغبون فى اللحاق بهم لتهدئ ضمائرهم ويعيشون فى الموت مع من يحبون ومن فقدوهم ويرفعون رؤوسهم بفخر لأنهم ماتوا وهم يأتون بحقهم مايقارب من ثمانين سرادق عزاء تم إقامتها فى مصر... لدينا نيل من دموع الأمهات يجرى الآن فى كل بيوت مصر هذا النيل هو الوحيد القادر على غسل أرواحنا عدة أيام كاملة توقفت تماما عن الكتابة واستسلمت لمرضى الذى هاجمني واستسلمت للمرض الذى أصاب مصر أيضا..منذ الأربعاء الماضي تقريبا وأنا أجلس فى البيت تحت تأثير المرض الذى أعيش معه وأيضا تحت تأثير مايحدث فى مصر الآن ربما بورسعيد هي التى تكشف لنا اللهو الخفي أو الطرف الثالث ربما بورسعيد هي التى تحرر مصر الآن من الفساد الذى يريد لنا أن نقتل بعضنا البعض فى أول واقعة موت ,وأسرع واقعة موت فى تاريخ الكرة وفى تاريخ مصر مايقارب من ثمانين قتيل"غدراّ" فى وقت قياسي ربما ندخل به موسوعة جينس كأسوأ شعب يقتل بسرعة لامثيل لها إنه اليوم الخامس فى الفراش مريضا...أنا ومصر فى فراش المرض معا..ولا اعرف من أين أتى لي هذا المرض الذى يجعلني مرتفع الحرارة وكثير السعال وجسد فى المنطقة الوسطى بين الحياة والموت.. يبدو أنى شبيه جدا ببلدي مصر هذه البلد التى أصبحت بلد سريعة الاشتعال وأيضا بلد سريعة الغضب .. إلى هذه اللحظة لا اعرف ماهو سبب ماحدث فى بورسعيد وما حدث فى جسدي هل هو مجرد قضاء وقدر أم مجرد فيروس من المؤكد أن ماحدث فى مصر يوم الأربعاء الأسود فى بورسعيد سببه الأساسي هو فيروس الفساد الذى مازل يعيش وينموا فى بلدنا حتى أنه تحول إلى وحش يقتلنا بدون رحمة. ماحدث لي هو فيروس الأنفلونزا المعروف قديما ولكنه الآن شديد الفتك بي وخاصة عندما سقطت مناعتي مع أول شهيد سقط فى أرض إستاد بورسعيد...طريقة القضاء على فيروس الأنفلونزا معروف , أمّا طريق القضاء على فيروس الفساد فى مصر يبدو أنه غير معروف وليس لدينا سوى التظاهر أمام وزارة الداخلية فى القاهرة وكل مديريات الأمن فى المحافظات...