العصفور مكانه الوحيد هو السماء ...لذا عندما نشأ موقع التويتر عام 2006 كان رمز العصفور الأزرق الذى هو شعاره يعبر عن حرية التحليق فى سماء الإنترنت هو الهدف الحقيقي من التواصل بين جميع البشر وعندما تحقق هذا التواصل وتجلى فى الربيع العربي الذى أحدث هزة فى العالم كله عندما تواصل كل أحرار العالم ...وفى لحظة تجلى واكتمال الحرية ...نجد أن السادة القائمين على التويتر يتنازلون عن هذا ويبدءون فى قتل الحرية من أجل إدعاءات هي فى الأغلب ليست حقيقية ..وكأنهم لم يتعلموا كحكام تويتر من أن لحظة سقوط كل الديكتاتورية السلطوية لايمكن أن تكون هي نفسها اللحظة التى يريدون صناعة ديكتاتوريتهم فى العالم الإفتراضى/ الإلكتروني ..لذا لابد أن يعرفوا جيدا أن هتافنا فى مصر"مثلا" قد تم تعديله من "يسقط حكم العسكر"...ليضاف إليه هتاف جديد هو يسقط حكم تويتر..ولابد أن يعرف الجميع أن كل المحاولات التاريخية التى تعمل على فرض رقابة على حرية التعبير وخاصة على الفضاء الإلكتروني عبر وسائل الاتصال دائما ماتأتى بنتائج عكسية على الحكومات وأيضا على الشركات والمواقع التى تُخضع نفسها للرقابة والضغط ...ففي اللحظة التى تتوقف شركة أو موقع عن إطلاق الحرية إلى أقصى حد يأتي تطور تكنولوجي وبرمجي آخر بشكل ما ليحل مكانه ويجنى المكاسب المادية والثقافية عبر ممارسة المستخدم لحريته فى الفضاء الإلكتروني ولذا مايفعله تويتر الآن هو حفر قبرا لمشروعه كموقع إجتماعى يوجد على الأقل 500 بديل له, تُشكل فى مجملها مواقع إلكترونية للتواصل الإجتماعى. إذا نظرنا فى السبب الرئيسي لنجاح التويتر والشبكات الإجتماعية و كيف تحول الناس من إستخدام المدونات إلى الشبكات الإجتماعية وخاصة التويتر والفيس بوك نجد أن سبب صغير جدا يتلخص فى فكرة الرقابة على الردود من قبل صاحب المدونة ليأتي التويتر بلا رقابة على الرد تقريبا وفى حالة الرد لا أحد يتحكم فى الرد سواء بالمنع أو المسح أو حتى إنتظار مراجعات المراقبين ليقوموا بالموافقة على ظهوره أو منعه من الظهور ,وعلى الرغم من أن التويتر يختلف جذريا عن الفيس بوك فى مسألة التواصل عبر الردود وفى الأغلب مستخدمي تويتر لايتفاعلون مع الردود سواء عن عدم معرفة بوجود هذه الميزة أو أين يجدوها , ولكن فى حالة الفيس بوك توجد صفحة الانترنت واضحة مع كتابة الحالة والردود على هذه الحالة ... الفيس بوك يسمح بالردود من اللحظة الأولى مع قدرة المستخدم على مسح رد أحد الأعضاء على حالته التى كتبها ولكن هذه الميزة فى الأغلب نادرة الإستخدام بسبب عدم معرفة الكثير من المستخدمين عن إمكانية مسح الرد...لقد كان التويتر هو حرية تغريد وحرية تعبير وحرية أخبار وتواصل دون أي نوع من القهر ,وقد كان التطور من فكرة التدوينات والبلوجات إلى فكرة التغريد المختصر هو رغبة حقيقية للتفاعل والمشاركة ,ولابد أن نعرف أن مؤسس موقع تويتر هو نفسه مؤسس موقع بلوجر..فعندما باع موقع بلوجر إلى شركة جوجل ..لينتقل إلى فكرته الجديدة تويتر كان يدرك جيدا فكرة الاختصار والحرية ليكوّنا جناحا عصفور تويتر الذى يريد له الآن أن يطير بجناح واحد فقط هو الاختصار. لابد أن يعرف إيفان ويليامز مؤسس موقع تويتر أن مايفعله الآن من حجب لبعض التغريدات بناء على ضغط بعض الحكومات هو تحالف ضد الحريات وهو فى نفس الوقت سقوط لموقعه سوف يراه أمام عينه خلال الأشهر القادمة..هو الآن يضع نفسه تحت متاريس الثورات التى تنطلق فى العالم كله لتسقط الحكومات الديكتاتورية وسوف يُوضع هو الآخر ضمن هذه الأنظمة الإلكترونية الديكتاتورية التى سوف تسقط بانصراف المستخدم عنها وأظن انه يعلم هذا جيدا وأن الحل الوحيد له للخروج من هذا المأزق هو بيع تويتر والخروج الأمن بدون خسائر مادية له بعد خسارته الثقافية والتاريخية الآن مع تَقيده للحريات.