حالة من الترقب الشديد، تسود الشارع المصري هذه الأيام، خاصة بين شباب الثورة، وأهالي الشهداء والمصابين، وكل الداعين للنزول في 25 يناير القادم للمطالبة بتسليم السلطة، وذلك في انتظار خطاب المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والذي من المفترض أن يلقيه يوم 23 يناير في الجلسة الافتتاحية لمجلس الشعب المنتخب، وما سيسفر عنه هذا الخطاب. فبينما يخشى البعض أن يسير المشير على طريقة سلفه "المخلوع" ويكون ملخص خطابه "خليهم يتسلوا"، يأمل آخرون أن يتخذ المشير قرارا جريئا وتاريخيا ويستجيب لأي من المبادرات التي تطالب بتسليم السلطة للمدنيين، ويصحب المشير رجاله ويعودون إلى ثكناتهم لحماية أرض الوطن، عبر نقل السلطة إلى رئيس البرلمان المنتخب أو رئيس مجلس القضاء الأعلى أو حتى الإعلان عن موعد مبكر لإجراء الانتخابات الرئاسية. بين هذا وذاك يسير شباب الثورة في طريقهم وضغطهم المتواصل على المجلس العسكري ليستكمل طريقه في أسبوع «الحداد والغضب» بعدة مسيرات تنطلق إلى مجلس الشعب حيث أعلن ائتلاف شباب الثورة عن تنظيم مسيرة تنطلق من ميدان التحرير إلى مبنى البرلمان لمطالبته بأخذ زمام المبادرة والمطالبة بحقه في تشكيل حكومة تعبر عن الأغلبية البرلمانية المنتخبة وكذلك الضغط على المجلس العسكري من أجل تسليم السلطة للمدنيين، في الوقت الذي أعلنته فيه حركة شباب 6 أبريل عن الدعوة لوقفة أمام مجلس الشعب لنفس الأسباب. خالد تليمة - عضو ائتلاف شباب الثورة - قال ل«الدستور الأصلي» إن هذه الفاعليات التي ينظمها الائتلاف تأتي في إطار الحشد لمظاهرات يناير القادم إلى جانب أنها تقدم حلولا للبرلمان من أجل المساعدة في نقل السلطة للمدنيين، ومن بين هذه المبادرات نقل السلطة إلى مجلس الشعب، أو أن يقوم البرلمان بانتخاب مجموعة من الشخصيات تمثل كافة الأطياف السياسية المصرية ليتم نقل السلطة إليها وتشرف على ما تبقى من المرحلة الانتقالية على غرار ما حدث في تونس. تليمة أكد أن القوى الثورية في مصر يجب عليها العمل على تحقيق أهداف الثورة بكافة الوسائل والسبل الاحتجاجية، وكذلك يجب أن نؤكد على أن الشعب المصري وفي طليعته الشباب لم ترهبه دعوات المجلس العسكري من مخططات لحرق مصر وغيره فكل هذه هي من باب الحرب النفسية التي يشنها المجلس العسكري على الثورة وشبابها.