ياسر عبد العزيز: الثورة لم تصل للإعلام حتى الآن الإعلامي-حسين عبد الغني قال الإعلامي "حسين عبد الغني" أن السلطة التي تحكم مصر منذ سقوط النظام السابق لم تترك ملف الإعلام من يدها، مؤكدا أن هناك سيطرة كاملة على الإعلام المرئي والمقروء وأن أي تغيرات تأتي على وسائل الإعلام الآن تتم بعد الموافقات السياسية، مشيرا إلى إن ذلك هو ما كانت عليه قبل الثورة. وأضاف "عبد الغني" خلال المؤتمر الذي عقد مساء أمس - الاربعاء - بنقابة الصحفيين أن الإعلام المصري يرتكب الآن خطيئة لم يرتكبها في عهد الرئيس السابق وهى "التأليب على جزء من الوطن، قائلا :"الإعلام الآن يستحق تقدير الامتياز في إثارة الفتنة الطائفية" لافتا إلى أنه أصبح أسوء مما كان عليه قبل الثورة قائلاً: "ما حدث لكثير من الإعلاميين هو نقل البندقية من كتف إلى كتف أخر". وقال أن الصحف التي كانت تهتف لنظام مبارك وتمجد فيه وتتستر على الفساد وتنقل أكاذيب للمواطن وبالأخص أثناء أحداث عبارة السلام وموقعة الدويقة وكنيسة القديسين، هي نفسها الذي تنتقد النظام الآن وتمجد في التحرير والثوار، مشيرا إلى حالة التناقض التي تتبعها هذه الصحف. وأشار "عبد الغني" إلى أن الإعلام لم يتغير لأنه كان من المفترض تغيير جهاز الإعلام الذي خضع للحكومة وأجهزة الأمن خلال السنوات الخيرة ولم يتم تحويله إلى جهاز يعمل من أجل المواطن فقط، بالإضافة إلى عدم إنشاء هيئة تنسيقية تعهد إليها كل الاختصاصات والصلاحيات الإعلامية. ومن جانبه قال "ياسر عبد العزيز" - الخبير الإعلامي - أنه لم يتم النظر في إعادة هيكلة منظومة الإعلام بشكل يمكنها من تحقيق أداء يلبي الحد الأدنى المطلوب منها، مضيفاً أنه كانت هناك ملفات مغلقة قبل الثورة كان لا يجرأ أحد فتحها لكنها تم فتحها الآن من خلال وسائل الإعلام التي تناولتها، بالإضافة إلى شخصيات عامة كان غير مسموح لها بالظهور على شاشات التلفزيون لكنها أصبحت تظهر الآن وباستمرار. وأضاف "عبد العزيز" أن الثورة لم تصل للإعلام حتى الآن خاشيا من تحويل الثورة من جهد ونشاط إنساني إلى مسألة إعلامية خاصة بعد أن لجأ خطباء وشعراء الثورة لتقديم برامج إعلامية. وأوضح ان هناك تدني في كفاءات وسائل الإعلام المملوكة للدولة حيث أن الجهة الحاكمة لتلك الوسائل تسخرها للعمل لصالحها ولخدمة مصالحها بشكل كامل. وأوضح "عبد العزيز" أنه من أبرز المخاطر التي يعاني منها إعلام ما بعد الثورة هى الاستثمار السياسي غير محدد الهوية في صناعة الإعلام بسبب لجوء الاستثمار في صناعة الإعلام لإنشاء مؤسسات ذات إسناد ديني كما أن هامش الحريات الذي حصل عليه الإعلاميون بدماء الشهداء تم استخدامه دون سقف ولم يتم تقنينه ولم يهتم الإعلاميون بوضع تشريعات له. وأضاف أنه من أبرز عيوب صناعة الإعلام بعد الثورة دخول أموال طائلة لها، لافتا إلى إن ما ينفق في صناعة الإعلام يتجاوز ثلاثة أضعاف حجم ما ينفق على الصناعة العامة خاصة بعد ظهور وسائل إعلام مملوكة لأحزاب وتيارات سياسية بعضها ذات إطار وإسناد ديني ما يسهم في تفاقم مشكلة التحزب والتحارب بالأخبار، مؤكدا أن ذلك يأتي على حساب الأداء المهني.