تعرف الإسكندرية مثل غيرها من المدن المصرية ألوانا وأصنافا من الخبز، إذ إن غالبية أسرها باتت تلجأ لهذه الأنواع المتعددة، بعد أن أصبح العثور علي رغيف العيش «أبوشلن» رغم سوء حالته أمراً صعب المنال، وبات الحصول عليه في أحياء الفقراء العشوائية يتطلب انتظاراً طويلاً في طوابير وأمام مخابز لا ترحم. وعلي الرغم من أن الحكومة - وحلا للمشكلة سواء بالإسكندرية أو غيرها من المحافظات - قد أعلنت عن عزمها توقيع عقود مع أصحاب المخابز لإنتاج نوعين من الخبز المحسن، أحدهما أطلقت عليه اسم استثماري بسعر 20 قرشاً والآخر طباقي بسعر 25 قرشاً إلا أن هذا الحل أيضاً لم ينه صراع الفقراء ومحدودي الدخل علي الرغيف «أبوشلن». وظلت معركة الحصارعلي الرغيف البلدي مستمرة نظراً لأنه أخذ يلفظ أنفاسه الأخيرة، خاصة بعد أن قل وزنه وتضاعف سعره عشرات المرات خلال الثلاثين عاما الأخيرة حتي بات محدودو الدخل - أوقل معدومي الدخل في أحياء مثل المكس والقباري والورديان والعمارية وزاوية عبدالقادر بغرب الإسكندرية وفي أحياء المندة قبلي والمعمورة البلد بشرق الإسكندرية - يبحثون وينقبون عن رغيف العيش ويتكالبون عليه منذ الساعات الأولي من الصباح وحتي الساعات المتأخرة من ظهر كل يوم، أما القادر من هذه الشريحة فقد سلم أمره لله خصوصاً بعد أن فقد عزيزاً لديه، وشرع ينحني كل يوم علي أرصفة الشوارع ليلتقط رغيف العيش «أبوشلن» حيث أصبح اليوم مثل هذا المواطن مضطراً لشراء أبو 25 قرشاً. من جانبه يفسر أحد مفتشي التموين بالإسكندرية أسرار تعرض رغيف العيش المدعم للفساد ويقول: إن معظم أصحاب المخابز يعتمدون علي تهريبهم أجولة الدقيق وبيعها في السوق السوداء لإنتاج الرغيف الطباقي أبو «25 قرشاً». في سياق متصل فتح أهالي قرية أبيس بالإسكندرية النار علي مافيا نهب الخبز المدعوم واتهموا مديرية التموين بالتستر علي مخالفات أصحاب المخابز الذين يبيعون حصص الدقيق المدعوم في السوق السوداء بعد أن أغمض بعض مفتشي التموين أعينهم عنها من أجل حفنة جنيهات لا تغني ولا تسمن من جوع إضافة لعدد من الأرغفة يوميا لا تسد رمق أطفالهم. مؤكدين أن أصحاب المخابز فرضوا عليهم عدة أرغفة يوميا لا يتعدي سعرها «5.1 جنيه مهما كان عدد أفراد الأسرة.