عذاب وإهانة.. طوابير وزحام.. بمعني آخر بهدلة لابد أن يمر بها كل من تسول له نفسه ويذهب لشراء العيش المدعم «أبوشلن» فالمواطنون الغلابة يلاقون شتي ألوان العذاب في سبيل تنفيذ هذه المهمة الشاقة، ويكفي أن يذهب الفرد إلي أحد أفران العيش البلدي لمشاهدة طوابير البشر الملتوية والاشتباك بالأيدي بين المواطنين وبعضهم البعض بالإضافة إلي السباب والشتائم للعيشة واللي عايشنها، كل هذا من أجل الحصول علي رغيف العيش.. فرغم تصريحات وزير التضامن الاجتماعي «د. علي المصيلحي» التي توهم الجميع بأنه تم القضاء علي ظاهرة طوابير رغيف العيش المدعم الذي تعتمد عليه الأسرة الفقيرة والمتوسطة والتي أكد فيها أنه سيتم تعديل مواعيد تشغيل المخابز البلدي خلال شهر رمضان لضمان توفير الخبز المدعم لفترتي الإفطار والسحور وتقرر تشغيل المخابز علي فترتين صباحية وتبدأ من الساعة السابعة صباحا وحتي السابعة مساء والفترة المسائية وتبدأ من الساعة الثامنة والنصف إلي ما قبل السحور مباشرة فإن الواقع يؤكد عكس ذلك ففي جولة ل «الأهالي» في عدد من الأفران في بعض المناطق الشعبية كالوايلي والظاهر، سجلنا وجود علامات الاكتئاب علي وجوه المواطنين بعدما يئسوا من الحصول علي احتياجاتهم من الخبز المدعم.. عذاب لابد أن يمر به المواطن من أجل الحصول علي ما يحتاجه من العيش ففي حي الوايلي أكدت لنا بعض السيدات أن الحصول علي رغيف العيش أصبح أمرا مستحيلا خاصة أن الأفران تشطب الساعة الثانية والنصف ظهرا ولا تعمل بعد الإفطار، كما أن الباعة يرفضون إعطاءنا أكثر من 20 رغيفا في اليوم وهو لا يكفي احتياج بعض الأسر التي تعتمد علي العيش كمصدر رئيسي للغذاء.. وأضاف بعض المواطنين أن الحكاية لا تقتصر علي الزحمة فحسب ولكن الرغيف حالته سيئة جدا لا تسر عدوا ولا حبيبا ولونه غامق جدا وحجمه صغير. وفي بعض الأكشاك وجدنا تكرارا لظاهرة الطوابير التي تمتد لأكثر من عشرة أمتار وأكد أحد العاملين في هذه الأكشاك أن سبب الزحام هو أن عملية نقل العيش من المخبز إلي الكشك تستغرق أكثر من نصف ساعة لأن تسلم العيش وتسليمه يكون وفقا لعدد العيش ولابد أن نتأكد من الحصة الإنتاجية التي نتسلمها قبل بيعها.