ادعت الشيخة ماجدة، التي تقول إنها عالمة روحانية ومعالجة بالقرآن، براءة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي ومساعديه من تهمة قتل المتظاهرين. وقالت ماجدة في مداخلة مع فضائية ''اون تي في''، من أمام مقر محاكمة مبارك، إنها رأت ''رؤية''، مفادها أن ميعاد رحيل مبارك عن الرئاسة لم يأت بعد، وأنه في حالة عدم عودة مبارك للحكم فإن مصر سيتم احتلالها من قوى خارجية، وسيسقط كثير من القتلى في الشوارع، كما ادعت تعرض مصر لزلزال مدمر العام القادم بحسب تفسيرها لرؤيتها. هكذا جاء الخبر على موقع "مصراوي" الإلكتروني. وبصرف النظر عن مدى اقتناعنا بنظرية "الشيخة ماجدة" وقدرتها على تفسير الأحلام وقراءة الطالع وما إلى ذلك من الخزعبلات التي يدعيها البعض حيث أن الغيب لا يعلمه إلا الله حسبما تعلمنا منذ نعومة أظفارنا. ولكننا الآن نتكلم عن أمور سياسية وقانونية لا علاقة لها بالدين أو العرف. فإذا سلمنا جدلاً أن هذه الشيخة المحترمة تستطيع أن تقرأ الطالع وتفسر الأحلام وتعالج بالقرآن، فكيف بها تتدخل في الشئون السياسية والقانونية؟ أي قانون هذا الذي احتكمت إليه عندما قررت أن المخلوع ونجليه ووزير داخليته أبرياء من تهمة قتل المتظاهرين؟ أنى لها أن تقرر أنهم أبرياء من هذه التهمة التي لم يقل القضاء كلمته فيها بعد؟ أي براءة هذه التي تتحدث عنها الشيخة المحترمة وهم الآن تحت سلطة القانون يحاكمون كمجرمين؟ هل تعتقد السيدة المحترمة أن هؤلاء المجرمين كانوا يلتزمون مثل هذا الصمت ويخضعون للمحاكمة بهذه البساطة لو كانوا بالفعل أبرياء؟ أنا مواطن مصري بسيط ولو تم القبض عليّ ظلماً وزج بي في السجن، مهما كان هذا السجن، لصرخت بأعلى صوتي بأني بريء ولا أتوقف عن الصراخ حتى يخلى سبيلي أو أموت غيظاً وكمداً! إلا أننا نشاهدهم في كل مرة وكأن شيئاً لم يكن وكأنهم خرجوا في نزهة وسيعودون منها قريباً. إن هذه الشيخة المحترمة تتحدث عن عصابة تعلم تماماً ماذا فعلت بمصر وبشعب مصر وبثروة مصر. ماذا جنت مصر من حكمهم وماذا جنى المصريون على مدى ثلاثين عاماً سوى الظلم والقهر والاستعباد ونهب الثروة واستغلال النفوذ؟! أي براءة هذه التي تتحدث عنها بعد كل هذه الانتهاكات الصارخة؟! أم أنها ليست مصرية ولم تشاهد ما حدث في مصر على مدى ثلاثة عقود. ومن العجيب حقاً أن تؤكد الشيخة المحترمة أن موعد رحيل مبارك عن الرئاسة لم يأت بعد وتقرر أن مصر سيتم احتلالها من قوى خارجية إذا لم يعد مبارك إلى الحكم. فمن أخبرها بذلك ومن أوحى إليها بأن مصر سيتم احتلالها؟ ومن ذا الذي يستطيع أن يحتل مصر بعد أن شاهد العالم كله شعب مصر الذي استطاع بقوته الفولاذية العجيبة أن يهزم جحافل الشر التي جثمت على صدر مصر على مدى ستة عقود. وأخيراً أقول لك: بركاتك يا شيخة ماجدة!!