أبو جهل المشرك عنده من النخوة ما جعله يندم على فعلة دنيئة بإقدامه على ضرب أسماء بنت أبى بكر ذات مرة، متخوفاً ان ينتشر الخبر بين العرب فيعايرونه بفعلته، فيما غابت النخوة من كثيرين مدعين أنهم مثقفون شرفاء..وإليكم الرواية كاملة ..قال ابن إسحاق : فحدثت عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه، قاصدين الهجرة إلي المدينة، أتانا نفر من قريش ، فيهم عمرو بن هشام "ابوجهل"، فوقفوا على باب أبي بكر فخرجت إليهم فقالوا : أين أبوك يا بنت أبي بكر ؟ قالت قلت : لا أدري والله أين أبي ؟ قالت فرفع أبو جهل يده وكان فاحشا خبيثا ، فلطم خدي لطمة طرح منها قرطي،أي "ضربها قلم سخن"بلهجتنا الدارجة فوقع "حلق كان في أذنيها"،وبعد أن تركها ومشى بضع خطوات شعر بخسة ما فعله، وجرم ما ارتكبه فالتفت يمينا ويسارا متحسسا خجله من نفسه، وإذا به ينتفض في وجه من معه من المشركين،قائلا لهم لايتكلمن أحدكم بما رأه "بصفعي لبنت أبي بكر على خدها..!" حتى لاتتحدث العرب أن عمرو بن هشام قد صفع امرأة ..! بما يعنى أنه يعى تماما حرمة المرأة وهو الجاهل الجهول، وخاف أن تعايره العرب بفعلته الدنيئة يوماً أنه من تعدى على امرأة بالضرب،ما بالك وهي بنت الصديق انتهت الرواية ونستعيدها هنا،بعد التعدي الفاحش من العسكر على امرأة مصرية، مجرد أنها خرجت للتظاهر، لايهمني نخوة العسكر فهم يفعلون ما يؤمرون..! بل أكثر ما يهمنا كلنا أن تخرج أقلام وأبواق فضائية تتهم البنت بأنها"وسخة" أحدهم قال ذلك وشجعه مستضيفوه على إحدى القنوات، بل وزادوا بأنها لم تكن ترتدي ما يسترها سوى"عباية بكباسين" وبإيحاءات خبيثة أشاروا إلى أن الفتاة غير شريفة وذي ما قالت (لميس جابر مرات شيخ العرب همام كانت بتعمل عرض استربتيز) ، وانتم عارفين الباقي،هكذا صور لهم خيالهم المريض أن امرأة مصرية هي أشرف منهم بالتأكيد على أنها كانت ذاهبة لممارسة الرذيلة..! وكأن فعل الفاحشة مرتبط بلبس "عباءة وجينز وكوتش" شرط أن يكون في الشارع ووسط المتظاهرين..!، هكذا اقتنعوا واقنعوا أنفسهم بأنهم هم الأعلون والبنت ما هى الا مستودع جنس لمن يريد. الأمر وان مر مرور الكرام على الكثيرين، الا ان ما جري لتلك الفتاة وسخر منه السفهاء الذين تفوقوا على ابي جهل،لم يسألوا أنفسهم بأن تلك الفعلة الشنيعة ممكن جدا ان تحصل مع زوجاتهم أو بناتهم أو اخواتهم،ماذا هم فاعلون اذن.؟..حتى اننا لو افترضنا ان الفتاة بها ما هم يتهمونها به هل من مبرر بلاش الدين بين البشر وبعضها ياأخي أن يراها العالم وهي تُجر على ظهرها بهذا الشكل بأيدي العسكر، مهدرين كرامتها وكرامة المرأة المصرية عامة، بلاش كده.. هل اتهام البنت بالفاحشة بالحكم عليها ظاهرياً أم أن الأمر يتطلب شهادة أربعة.. ويقول الله تعالي في سورة النساء (وَاللاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ) الآية"15" ( أي امنعوهن من الخروج) وهناك حديث شريف ورد فيه أن جماعة من اليهود جاءوا الي الرسول (ص) ومعهم رجل وامرأة زنيا وطلبوا منه أن يحكم لهم فيهما، فقال النبي (ص) «ائتوني بأعلم رجلين منكم» فأتَوهُ بابنَيْ صُورِيا أحد كبار أحبارهم، فنشدهما: «كيف تجدان أمر هذين في التوراة» ؟ قالا: نجد في التوراة إذا شهد أربعةٌ أنهم رأَوْا ذكره في فرجها مثلَ المِيل في المُكْحُلة رُجِما ... فدعا (ص) بالشهود، فجاءوا فشهدوا أنهم رأوا ذكره في فرجها مثل الميلِ في المكحلة؛ فأمر رسول الله (ص) برجمهما" هكذا علمنا الله ورسوله فليتق الله هؤلاء في دينهم وعرضهم.. أم أنهم لايسمعون عن الدين مغتالين بدنياهم فخرون بها. فقط نقول لهم هل أبو جهل المشرك عنده من النخوة أكثر ممن لم تؤثر فيهم إهدار كرامة امرأة ووحشية ما شاهدوه ..؟! أم أن الأمر تعلق بانكار عليها جراءتها وتحركها مطالبة بحقوق هم أنفسهم لم يستطيعوا المطالبة بها وهم الرجال.