مرت الهجرة النبوية بمراحل ثلاث رسمها التخطيط الذي هدي الله إليه رسوله صلي الله عليه وسلم وقد كان للمرأة كما يقول الدكتور رمضان يوسف الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر مشاركة المرأة بمراحل الهجرة إرساء لدورها عبدالمجيد الشوادفيمرت الهجرة النبوية بمراحل ثلاث رسمها التخطيط الذي هدي الله إليه رسوله صلي الله عليه وسلم وقد كان للمرأة كما يقول الدكتور رمضان يوسف الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر في كل مرحلة دور ايجابي يدل علي تقدير الإسلام للمرأة ومعرفة بقيمتها, وتكليف لها بما يجب القيام به كالرجال تماما ففي المرحلة الأولي للتهيئة والاعداد للهجرة وبيعة العقبة الكبري كان الذين اجتمعوا لمبايعة الرسول صلي الله عليه وسلم من الأنصار سبعين أو ثلاثا وسبعين بينهم امرأتان احداهما نسيبة بنت كعب وهي احدي نساء بني مازن بن النجار والأخري اسماء بنت عمرو بن عدي وهي احدي نساء بني سلمة وكان لتمثيل المرأة الأثر الفعال في حياة الإسلام.. وفي المرحلة الثانية من التخطيط والمهاجرين الأولين الذين سبقوا رسول الله صلي الله عليه وسلم ليكونوا سندا للإسلام ودعما للدعوة فإن المرأة كان لها دورها والنساء يسابقن الرجال في الهجرة والخروج من مكة إلي المدينة ومن الأمثلة المشرفة في ذلك الفارعة وهي بنت أبي سفيان الذي كان من الد أعداء رسول الله كما كانت هناك زينب بنت جحش وأختها أم حبيب وجذامة بنت جدل وأم قيس بنت محض وآمنة بنت رقيش وسخيرة بنت تميم وغيرهن وهؤلاء النساء هاجرن جميعا مع رجالهن ومن الأمثلة الرائعة أم سلمة التي رحلت مع زوجها مهاجرين للمدينة وتصدي لها بنو عشيرتها وأخذوها وابنها الذي نزعه منها أقارب أبيه وبهذا تم التفريق بين الرجل وزوجته وابنه وظلت أم سلمة عاما تبكي يوميا حتي رآها أحد أبناء عمومتها وتدخل لدي أقاربها وعائلة زوجها حتي تركوها وابنها وخرجت من مكة مهاجرة إلي المدينة لتلحق بزوجها وكان من أوائل من هاجر بعدها ليلي بنت أبي حثمة العدوية مع زوجها عامر بن ربيعة.. وأما المرحلة الثالثة حينما هاجر رسول الله وصاحبه أبوبكر قامت المرأة بدورها البارز فكانت أسماء بنت أبي بكر تؤدي مهمتها الخطيرة في حمل الزاد إلي النبي وصاحبه في الغار كل يوم وقد احتاجت ذات مرة إلي ما تربط به جراب الطعام فشقت حزام وسطها وربطت كيس الغذاء بأحد الشقين وتحزمت بالآخر ولذلك سماها رسول الله بذات النطاقين وبعد مغادرة الصاحباين للغار جاء إلي أسماء في منزلها جماعة من جبابرة المشركين وعلي رأسهم أبوجهل بن هشام ليسألوها عن أبيها فقالت لا أدري فلطمها أبو جهل علي خدها لطمة طار منها قرطها.. ولم تكن هذه المهام وغيرها للمرأة مجرد مصادفة وانما كانت تتم عن وعي وتدبير وعناية فائقة.