أيام قليلة ونستقبل عاما هجريا جديدا نعيش معه في رحاب مناسبة طيبة, ذكري الهجرة النبوية. التي أشارت إليها الكتابات البحثية, التي تناولته وفضيلة د. محمد المختار محمد المهدي من علماء الأزهر الشريف يقدم للمكتبة الإسلامية كتابا بعنوان من حصاد الفكر الدعوي في مواكبة المناسبات والأحداث وفيه يتناول المناسبات الدينية, وخصوصا حدث الهجرة في تأكيد الحقائق القرآنية في الأذهان والأخطار المحدقة بالأمة الإسلامية, وفي مبحثين يتناول فيهما المؤلف حدث الهجرة تحت عنوان الهجرة النبوية دروس وعبر والهجرة بين التخطيط البشري والتأييد الإلهي وقد أشار المؤلف إلي قرار عمر بن الخطاب رضي الله عنه بدأ تاريخ هذه الأمة بحادثة الهجرة. ويقارن الكاتب بينالهجرة وحدث الإسراء وما تعرض له النبي( صلي الله عليه وسلم) في الهجرة من مشقة بخلاف الإسراء والمعراج الذي لم يبذل فيه جهد بشري في الإعداد والتخطيط فيقول فضيلة د. المختار إن الهجرة وسيلة من وسائل الدعوة وليست خاصة برسول الله أي التي يكون فيها الرسول( صلي الله عليه وسلم) قدوة لأمته ويذكر د. حسام عقل في محاضرة له, إن الاحتفال بالهجرة يتعين أن يكون تذكيرا بعبرة التاريخ وروعة المنجز وقوة العطاء الدعوي. إن التشبث القوي بالمساحات المضيئة من تاريخنا الإسلامي هو أكثر الوسائل قوة وفاعلية في وجه الغزو الثقافي, وفي الذروة من أحداث التاريخ حدث الهجرة,. فيلاحظ في حدث الهجرة أن النبي( صلي الله عليه وسلم) ما ترك أمرا للصدفة. وقد كان المسافرون إلي المدينة يتخذون طريق الشمال فاتخذ طريق الجنوب لتضليل المطاردين واستعان براحلتين قويتين, كما استعان برجل خبير يعرف الطرق الممهدة والطرق الجانبية التي يمكن عند الضرورة اللجوء إليها. وفي جملة تخطيطه المحكم كان المكث بالغار ثلاثة أيام, وأن يكون راعي الغنم ماحيا للآثار حتي لا يترك لقصاصي الأثر وعرافي الطريق أثرا يعرفون به أين اختبأ المطاردان, وهذا درس نحتاج أن نعيه الآن.