«بتحبني لأ، أشك.. مين دول اللي ع الفيس بوك لو مشلتش العيال دي .. عليك هاسك وأنا مش خرنج .. أنا كينج كونج ده أنا وأنا رابط إيدي بالعب بينج بونج.. مش ابن هانم ولا ابن لورد ..اتفضلي هاتي الباسوورد ده أنا أراجوز متربي في سيرك.. مش عيل كاورك». أنقذتني هذه الأغنية صباح اليوم.. نعم هذه كلمات أغنية يغنيها مطرب اسمه أبو الليف! كنتُ قد استيقظت في السابعة صباحًا أقرأ الجرائد.. المواقع .. أنظر في أجندة الأفكار.. أفتح صباح دريم.. أنتقل إلي الجزيرة.. أشرب القهوة تلو النسكافيه، أقطع المسافة من البلكونة للكنبة المرة بعد الأخري. كل هذا لأجد فكرة أكتبها بشرط أن تكون خفيفة مسلية .. مضحكة .. متفائلة. أولاً: لأن اليوم عيد الحب «أمس بالنسبة للقارئ» وثانياً: لأنني أشعر بعقدة الذنب تجاه قرائي الذين تابعوا الأعمدة الثلاثة التي كتبتها الأيام الماضية تحت عنوان «عبير العِبَر». كنت واثقة تمامًا أن ما أكتبه قد يثير الغضب لدي البعض.. وربما لدي الأغلبية. الغضب من الحزن .. الناس بها ما يكفيها من حزن وتبحث عما يسليها ويضحكها وينسيها الحزن وتغضب ممن يزيد أحزانها، لكنني لم أقصد التنكيد علي الناس بقصة الأيام الماضية. أنا كنت أحكي مشهدًا عشته وأعتقد أنه يدعو للتأمل والشجن. الوقوف علي الخط الفاصل بين الموت والحياة ولو لدقائق حيث يستحق التأمل.. وتأمله ربما يسبب شجنًا.. لكنه بالنسبة لي شجن رقيق لا يؤذي ولا يجرح. أما بالنسبة للكثيرين فمجرد أن أكتب كلمة «مات» أو «مرض» أو «غيبوبة» أو .. تلك الكلمات التي هي جزء أصيل من قاموسي .. فهذا يسبب لهم الحزن والخوف ثم الغضب. وأنا رغم ادعائي دائما العكس.. في أعمق أعماقي أهتم برأي القراء، وتنتابني تجاههم مشاعر متناقضة تنتقل من أقصي اليمين إلي أقصي اليسار. من الرغبة في أن أكتب ما يرضيني ويمتعني .. ومن لا يعجبه فليمتنع عن القراءة وإلي الحرص علي أن أحتفظ بكل عين تقرأ حتي لو دفعت رواتب للقراء «رشوة يعني». استيقظت اليوم.. أبحث عن هذه الرشوة وكدت أيأس... حتي رزقني الله بهذه الأغنية.. وجدتها ابنتي علي بريدها في الفيس بوك.. بدت عليها الدهشة.. فسألتها وبالصدفة سمعت الأغنية. .. «رزق». وبدأت أبحث. اكتشفت أنها كلمات أيمن بهجت قمر وألحان محمد محيي وغناء مطرب شعبي يستعد لإصدار ألبوم جديد.. المطرب اسمه «أبو الليف». فقررت أن أهديها لكم لتسامحوني علي أيام التأمل.. وحديث الصباح والمساء. وزي النهار الطفل لما ينفلت. من بين أيادي الضلمة ويشقشق .. أنا شفت روح الحق لما اتسللت.. صرخت: «وفي وش الخرس انطق» ملحوظة: هذا الكلام لحنه عمار الشريعي.. لحن معجزة.. وأداء أنغام وصوتها درس في التأمل والشجن. كما أن لحن محمد محيي وأداء أبو الليف درس في الكوميديا.