تصويت المصريين في الخارج عنوان عريض براق جرى إختزاله وإبتذاله بشكل مهين وعبيط نتيجة العشوائية والتخبط في اتخاذ القرار في آخر لحظة وعدم وضوح الإجراءات .. والنتيجة أنه مجرد ديكور في عملية إنتخابية عبثية تنتخب برلمانا بلا سلطات ومطعون علية ألف طعن وطعن هذه قصة تصويت مواطن مصري يقيم في مدينة الشارقة بالإمارات تثبت حجم المهزلة التي تتم والتي تفتح أبواب التلاعب والطعن على مصراعيها .. يقول المواطن وهو بالمناسبة زميل صحفي وإعلامي .. التخبط في إجراءات التصويت بدأت من أول لحظة .. ففي البداية تم الإعلان عن أن التصويت يمكن أن يتم إما في السفارة المصرية في أبو ظبي أو في القنصلية المصرية في دبي .. وعلى ذلك فقد قمت بطباعة الأوراق الخاصة بالتصويت وتوجهت إلى القنصلية في دبي بإعتبارها الأقرب لمدينة الشارقة .. وجدت العشرات من المصريين هناك يخبرهم موظفو القنصلية أن التصويت تقرر أن يكون فقط في السفارة في أبو ظبي .. ولأن اليوم كان جمعة وعطلة رسمية .. فقد قررت أن أقود السيارة 150 كيلو مترا في إتجاه أبو ظبي للإدلاء بصوتي .. وصلت هناك لأجد الوجوه بشوشة ومرحبة وإجراءات متعددة ولكنها لا تحمل ضمانا لأي شئ .. فالمفترض أن أضع بطاقة التصويت بعد التأشير عليها في مظروف عليه إسم الدائرة الخاصة بي ..وأضع هذا المظروف في مظروف أكبر موجود به بياناتي الشخصية وصور من إقامتي في الإمارات وإثبات الشخصية المصري والإماراتي .. (هذا الإجراء في حد ذاته تسبب في رفض عشرات من البسطاء أمام عيني التصويت تشككا من وضع صورة الإقامة مع الصوت الإنتخابي وخوفا من شائعات عن إجراءات إنتقامية ضد من يصوتون لقوائم ثورية أو يفسدون أصواتهم بكلمة يسقط المجلس العسكري) حاولت إقناع البعض منهم بأن هذا لا يمكن أن يحدث لكن البسطاء الخائفين على لقمة العيش كان من الصعب عليهم تقبل ذلك .. وفي كل الأحوال هذا الإجراء يخل إخلالا واضحا بمبدأ سرية التصويت المهم بعد تسليم المظروف للموظف المختص تسلمت منه إيصالا بالإستلام .. وخلاص .. لا توجد أي ضمانات بأن صوتي الحقيقي يمكن أن يصل إلى لجنة الفرز كما هو ولا يوجد أي ضمانات بأن آلاف الأصوات لن يتم تغييرها .. لا يوجد ضمانات بأي شئ على الإطلاق .. وعندما صارحت أحد كبار الموظفين في السفارة بمخاوفي .. إبتسم إبتسامة عريضة وقال لي : "ألا تثق فينا .. ليس لنا مصلحة في التزوير لأي طرف " الحكاية ليست مسألة نثق في فلان أو علان بشكل شخصي .. المشكلة أن الإجراءات العشوائية المرتجلة لا تحمل أي ضمان بأي شئ .. الطريف أن موظفي السفارة تضاربت أراؤهم في إرشاد المواطنين والإجابة على تساؤلاتم .. فعندما تسألهم أين سيتم الفرز يقول البعض سيتم الفرز في السفارة .. والبعض الآخر يقول أن الأصوات سيتم إرسالها إلى مصر ليتم فرزها هناك .. وعندما تسألهم هل يجوز أن يتم التصويت لمرشحين فئات في لجنة واحدة يقول البعض إن ذلك يبطل الصوت الإنتخابي وإنك يجب أن تختار مرشح عمالا وآخر فئات والبعض الآخر يقول هذا الكلام غير صحيح ومن حقك أن تعطي صوتك لمرشحين فئات دون أن يبطل صوتك .. وعندما رجعت للموظف الكبير في السفارة الذي أعرفه قال لي ببساطة لا توجد تعليمات واضحة تم إرسالها لنا كل ما نعرفه هو أن نتلقى الأصوات بالطريقة المعلنة في وسائل الإعلام وبعد ذلك "يحلها ربنا" هذه شهادة موثقة لزميل صحفي أحتفظ بإسمه .. وهي تتشابه مع عشرات الشهادات لمصريين آخرين تم توثيقها من جانب مجموعات من الناشطين المصريين الذين هالهم حجم العشوائية و"السبهلله" التي تحكم عملية التصويت ولا تحمل أي ضمانات على نزاهتها وعدم تزويرها ..