لماذا لم يترشح أحد علماء الازهر للرئاسة؟ هذا كان السؤال الذي وجهه أحد طلبة كلية التجارة جامعة القاهرة للدكتور محمود عاشور عضو المجمع الإسلامي ووكيل الأزهر السابق في ندوة "الدين لله والوطن للجميع" التي دعي لها قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بالكلية. عاشور أكد للطلاب على أن السياسة ليست مغنمة أو ممنجهة ومنظرة كما يرى البعض بل يجب أن يقتنعوا بأنها مسئولية كبيرة وخطيرة سيسأل الله من يتوالها عن كل صغيرة وكبيرة مشددا على ضرورة أن يبتعد عنها كل من يخاف الله لأنه سيكون مسئول عن 85 مليون شخص أمام لله مشيرا إلى ضرورة ابتعاد العلماء عنها وخاصة علماء الدين لكى يظلوا مصدر ثقة من الناس. عاشور أكد في رده علي سؤال إحدى الطالبات ب "هل معنى الدين لله والوطن للجميع أن يتم فصل الدين عن السياسة؟ و متى ستطبق الدولة الشريعة الإسلامية؟ أم الدين يعني القيم والأخلاق والمثل العليا أما السياسة كما يقال عليها لعبة قذرة تسير وفق مبدأ الغاية تبرر الوسيلة وقيم الاثنان لا تتوافق مع بعضهما مشيرا إلى أن مصر تطبق الشريعة الإسلامية مدللا على ذلك بالمادة الثانية من الدستور التي تقول بأن مصر دولة إسلامية تحكم بمبادئ الشريعة الإسلامية موضحا أن هناك خلط لدى بعض الناس بين عدم تطبيق الشريعة الإسلامية وبين عدم تطبيق الحدود الإسلامية مشيرا إلى أن الإسلام ليس حدود فقط الإسلام معاملة وأخلاق وسلوك أما الحدود فلها شروط خاصة لكي نطبقها وفي بعض الأحيان يصعب توافر هذه الشرط لكي نطبق الحد إضافة إلى أنه في بعض الظروف تبطل الحدود مستدلا على ذلك بما قام به سيدنا عمر بن الخطاب في عام الرمادة وإبطاله حد السرقة. أما عن رأيه في انتخاب شيخ الأزهر فأبدى عاشور موافقته التامة على ذلك قائلاً: "ليس لدي أدنى مانع على أن يكون رئاسة مشيخة الأزهر بالانتخاب". سماحة الإسلام وعلاقة الرسول الكريم بغير المسلمين نالت جانب كبير من حديث عاشور الذي أكد فيه على أن الإسلام دين حب وسلام يسعى إلى تآخي المسلمين بغيرهم مشيرا إلى أن المصريين يعيشون مع الأقباط من أكثر من 14 قرن منذ فتح عمرو بن العاص مصر وانتشر الإسلام بها والعلاقه بينهم علاقة حب ووئام.