"الوطنية للانتخابات": 341 مرشحا فرديا لانتخابات مجلس النواب في اليوم الثاني    "مهارة-تك" المصرية تفوز بجائزة اليونسكولاستخدام التكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم 2025    الطاهر: الدولة تبنت برنامجًا طموحًا لزيادة إنتاج الطاقة المتجددة وتعظيم قيمتها الاقتصادية    عاجل| ترامب: سيكون هناك مراسم للتوقيع على الاتفاق في مصر    ترامب: نجحنا في إنهاء الحرب في غزة.. والإفراج عن المحتجزين الاثنين أو الثلاثاء    مسار يقسو على الإنتاج الحربي برباعية في دوري المحترفين    خلاف بين محمد فؤاد ومنتج ألبومه الجديد وأغاني تنتقل لعمر كمال    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 9-10-2025 في محافظة الأقصر    إصابة 4 أطفال فلسطينيين برصاص جيش الاحتلال في الخليل وجنين    موعد تطبيق التوقيت الشتوي في مصر وإلغاء الصيفي 2025    بث مباشر مباراة منتخب مصر الثاني ضد المغرب الآن استعدادًا ل كأس العرب    ياسين محمد: فخور بذهبية بطولة العالم للسباحة بالزعانف للناشئين    مصدر من اتحاد الكرة ل في الجول: من السابق لأوانه تحديد المرشحين لتدريب مصر للشباب    «الحديد كان بيولع زي الورق».. تفاصيل 16 ساعة في حريق مركز قطع غيار سيارات بالحرفيين (معايشة)    في اليوم الثاني لفتح باب الترشح لمجلس النواب بالبحر الأحمر: «لم يتقدم أحد»    على أنغام السمسمية.. مسرح المواجهة والتجوال يحتفل بانتصارات أكتوبر فى جنوب سيناء    «محدش فينا هيتردد».. كريم فهمي يكشف حقيقة اعتذاره عن المشاركة في «وننسى اللي كان» ب رمضان 2026    «واخدينها بالفهلوة».. رجال هذه الأبراج هم الأسوأ في قيادة السيارات    تحذير مهم من «الأطباء» بشأن تصوير الأطقم الطبية في أماكن العمل    زيارة مفاجئة لوزير الصحة لمستشفى الخازندارة العام بشبرا (تفاصيل)    خبيرة أمن: ترامب واضح في التزامه بجلب السلام للشرق الأوسط    بارليف.. نهاية وهم إسرائيل.. تدريبات الجيش المصري على نماذج مشابهة ببحيرة قارون    ساليبا: نريد الثأر في كأس العالم.. والإصابة مزعجة في ظل المنافسة الشرسة    بيت الزكاة والصدقات يثمّن جهود الوساطة المصرية لوقف إطلاق النار في غزة    هل يجوز للرجل الزواج بأخرى رغم حب زوجته الأولى؟.. أمين الفتوى يجيب    جهاز تنمية المشروعات ينظم معسكر للابتكار ضمن معرض «تراثنا 2025»    سمير عمر: الوفود الأمنية تواصل مناقشاتها لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق غزة    تأثير اللولب على العلاقة الزوجية وطرق التغلب على ذلك    جلسة منتظرة بين مسؤولي الزمالك وفيريرا ..تعرف على الأسباب    جامعة قناة السويس ضمن تصنيف التايمز البريطاني لعام 2026    أوبو A6 Pro 5G.. أداء خارق وتقنيات متطورة بسعر يناسب الجميع!    محافظ كفر الشيخ: تجربة مصر في زراعة الأرز نموذج يُحتذى إفريقيا    إعلان عمان: ندين ما خلفه الاحتلال من أزمة صحية كارثية بقطاع غزة    وزير التنمية النرويجي يلاطف الأطفال الفلسطينيين خلال زيارته لمستشفى العريش العام    الاحتلال الإسرائيلي يطلق قنابل غاز مسيل للدموع وسط الخليل بعد إجبار المحلات على الإغلاق    بتكليف من السيسي.. وزير الصحة يزور الكابتن حسن شحاتة للاطمئنان على حالته الصحية    أطعمة تضر أكثر مما تنفع.. احذر القهوة والحمضيات على معدة فارغة    التضامن: مكافحة عمل الأطفال مسؤولية مجتمعية تتكامل فيها الجهود لحماية مستقبل الأجيال    استبعاد معلمة ومدير مدرسة بطوخ عقب تعديهما على تلميذ داخل الفصل    «المصري اليوم» تُحلل خارطة المقبولين في كلية الشرطة خلال خمس سنوات    نادي جامعة حلوان يهنئ منتخب مصر بالتأهل التاريخي لكأس العالم 2026    بالأسماء تعرف علي أوائل الدورات التدريبية عن العام 2024 / 2025 بمحافظة الجيزة    لترشيد استهلاك الكهرباء.. تحرير 134 مخالفة لمحال غير ملتزمة بمواعيد الإغلاق    بعد 24 ساعة من حكم الإعدام.. "القودة" تنهي خصومة ثأرية في أبو حزام بقنا    حبس المتهمين بقتل بلوجر المطرية    قسطنطين كڤافيس وشقيقه كيف يُصنع الشاعر؟    إصابة 12 شخصا فى حادث انقلاب سيارة بطريق العلاقى بأسوان    انتخابات النواب: 73 مرشحًا في الجيزة بينهم 5 سيدات مستقلات حتى الآن    إطلاق قافلة زاد العزةال 47 من مصر إلى غزة بحمولة 3450 طن مساعدات    كوارث يومية فى زمن الانقلاب…حريق محل مراتب بالموسكي ومصرع أمين شرطة فى حادث بسوهاج    برشلونة يعلن رسميا إقامة مواجهة فياريال في أمريكا    محمود مسلم: السيسي يستحق التقدير والمفاوض المصري الأقدر على الحوار مع الفلسطينيين والإسرائيليين    التقييمات الأسبوعية للطلاب فى صفوف النقل عبر هذا الرابط    متوسط التأخيرات المتوقعة لبعض القطارات على خطوط السكة الحديد    شاهيناز: «مبحبش أظهر حياتي الخاصة على السوشيال.. والفنان مش إنسان عادي»    عاجل - بالصور.. شاهد الوفود الدولية في شرم الشيخ لمفاوضات غزة وسط تفاؤل بخطوة أولى للسلام    من أدعية الفجر| اللهم ارزق كل مهموم بالفرج    دينا أبو الخير: قذف المحصنات جريمة عظيمة يعاقب عليها الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خالد الجندى: أرفض العفو عن مبارك

الشيخ خالد الجندي.. عالم من علماء الأزهر المشهود لهم بالكفاءة والعلم وطلاقة اللسان والحجة، ولكنه تعرض فى الفترة الأخيرة لوابل من الاتهامات من قبل شباب الثورة اتهموه بقتل الشهداء معنويا ومحاولة الاتجار بجثثهم، واتخاذه مواقف مضادة للثورة.. فما حقيقة هذه الاتهامات؟ وكيف يرى مستقبل مصر فى الفترة القادمة؟.. وما هو السبيل لحل مشكلة الفتنة الطائفية؟، وكيف يتم النهوض بالأزهر ليعود إلى مكانته ويقود العالم من جديد؟.. كل هذه التساؤلات وغيرها سنجيب عنها فى هذا الحوار
البعض يتهمك بقتل الشهداء معنويا ومحاولة الاتجار بجثثهم ..ما تعليقك؟
كلها اتهامات باطلة وغير صحيحة فما حدث أننى علمت بوجود 19 جثمانا فى ثلاجات مشرحة زينهم منذ خمسة أشهر فقمت بتوجيه دعوة لمواراة سوءتهم، وقامت سيدة بالتبرع بمدفن جديد بمدينة السادس من أكتوبر، وآخر بمدفن بالإمام الشافعى، وأثناء إنهاء الإجراءات القانونية لتسلم الجثامين اكتشفنا أنها ليست لشهداء وإنما لمساجين لقوا حتفهم أثناء الأحداث التى وقعت بالسجون، لكن للأسف بعض المزايدين على الثورة ظنوا أنهم سيخدعون الرأى العام بمحاولة صنع أمجاد زائفة فقاموا بالتواطؤ مع أحد المسئولين باستلام الجثامين على أنها لشهداء ولفوا عليها علم مصر واصطنعوا زفة إعلامية كاذبة لتضليل الرأى العام بأنهم يدفنون الشهداء، وبعد أن كشفت الحقيقة للرأى العام استثار حفيظة بعضهم ضدى فأخذوا يوجهون الاتهامات ضدي، لدرجة أنهم اتهمونى بأنى اتاجر بجثث الشهداء.
أنت متهم بأنك اتخذت موقفا مضادا للثورة قبل تنحى مبارك وسقوط نظامه ؟
أتحدى أن يثبت أحد أننى كنت ضد الثورة، ولكن ما حدث أننى قبل التنحى طالبت الشباب بالاحتكام للعقل والهدوء والسكينة رحمة بالبلاد وكنت وقتها خائفا على الشباب كأى أب يخاف على أبنائه ، ولاشك أن الأمر لم يكن واضحا لى كغيرى من الملايين، وليس عيباً أن يكون للإنسان تقديرً خاطئ ، إنما العيب ألا يعترف بخطئه، ولكن بعد موقعة الجمل طالبت مبارك صراحة فى قناة أزهرى بالتنحي، ولكن للأسف البعض حاول استغلال الرأى الذى تراجعت عنه من قبل كوسيلة وذريعة لإقصاء الرموز الوطنية والدينية عن الوطن، فكيف يتهموننى بأننى أنافق مبارك وأنا لم أكن يوماً عضواً فى أى حزب ولا دخل لى بالعمل السياسى بل إننى اعتقلت وعذبت فى عهد مبارك.
ما رأيك فيما يحدث من خلافات على الساحة السياسية خاصة بين شباب الثورة؟
ما يحدث الآن داخل مصر من تناحر وتضارب وصراع بين أطياف مختلفة هو صراع على ملكية الثورة، فى حين أن الثورة لا تملكها مجموعة من الشباب ولهم كل الاحترام، فهذه الثورة ملك الجميع ، لكن تصرفات البعض الآن تجعلنا نشعر أنها ثورة للمصادرة والإقصاء وعدم الاعتراف بالآخر وعدم احترام عوامل السن والعلم لدرجة أنهم يحاولون جعلها ثورة على مصر وثورة على الجميع خاصة عندما تتسبب فى توقف عجلة الإنتاج ونشر الذعر، واختفاء بعض الكوادر الثقافية والعلمية خوفا من بطش بعض من يدعون أنهم هم الثوار، فالثورة المباركة قامت لتهدم الفساد وهو ما نجحت فيه على خير وجه ، ويجب أن تواصل نجاحها بسقوط بقايا رموز الفساد .
معنى ذلك أنك ضد المظاهرات الفئوية ؟
المطالب الفئوية كالصراع على التركة قبل دفن جثة الميت، فأصحاب المطالب الفئوية يطالبون بحقوقهم قبل الانتهاء من التخلص من رموز الفساد أو إعادة عجلة الإنتاج والتنمية، وأطالب الجميع بالصبر وتأجيل مطالبهم الفئوية حتى تستقر الأوضاع فى مصر.
وماذا تريد من الشباب فى المرحلة المقبلة ؟
نريد من الشباب استثمار خبرة الكبار ونريد من الكبار استثمار حماسة الشباب فليس من الصالح أن نعتمد على الحماسة وحدها فهى غير كافية لبناء الأمم ولا تحافظ على هوية المجتمع الذى يتحقق بتوارث الأجيال وما نريده أن تكون الثورة هى حلقة اليوم الواصلة بين الأمس والغد ليحدث تواصل للأجيال عن طريق الحوار بين الجيلين، فنحن الآن فى حاجة إلى ثورة لبناء الأمة، فالثورة إن لم تضم كافة أطياف المجتمع فإن الوطن يضمها ويحتويها، لذلك فعلى الثورة أن تتصالح مع الجميع، حتى لا نكون قد تخلصنا من ديكتاتوراً واحداً ورزقنا الله بمائة مليون ديكتاتور، فهناك حالة من عدم الاحترام تسود المجتمع، وبصراحة نحن نعيش اليوم فى حالة خوف اشد من تلك التى عشناها فى عصر مبارك، فكان البعض يجاهر بمخالفة عصر مبارك صراحة فى الصحافة والفن واتحدى أن يقوم احد اليوم بانتقاد الثوار أو التهكم عليهم مثل ما كان يحدث أحيانا مع مبارك فى رأى أو عمل فنى، وما يحدث الآن هو استعلاء للقوة وهو ما يحدث فى قانون الثورات فى العالم ففى الغالب إذا نجحت الثورة تكون الكلمة الفاصلة لها والثورات غالبا تبنى على الشعور بالظلم فتكون شهوة الانتقام والتصفية والأخذ بالثأر هى الغالبة على الحوار الثورى.
هل تشعر أننا الآن أصبحنا نعيش فى جو من الحرية؟
الحرية الآن تمر بمرحلة عجيبة فهى خرجت من التقييد إلى الانفلات ومن المنع إلى الإباحة ، فى العصر السابق كانت الحرية موجودة بدرجة بسيطة لكنها مقيدة بشدة، فهناك رموز تركها النظام السابق للتنفيث وتحسين صورته القبيحة، أما فى الحالة الراهنة نعانى من حرية منفلتة لا قيد فيها وهى أخطر على المجتمع من الحرية المقيدة التى تمنع ما يقال خيرا أو شرا، لكن الحرية المنفلتة لا تمنع الضرر عن الأشخاص أو الأخلاق أو التقاليد، إذا أردت أن تزعزع قوما حارب أعرافهم وتقاليدهم وهى مشكلة الأنبياء مع أقوامهم الذين كانوا يصطدمون بالعادات والتقاليد، ونخشى حدوث صدام فى المجتمع بين فئة أصحاب الأفكار التى لا تتناسب بين عادات وتقاليد المصريين وبين المحافظين، لذلك يجب أن يكون هناك مجلس لحكماء الثورة يضم بين جوانبه الحكماء والعقلاء من ذوى الخبرة حتى يحافظوا على هوية البلد والعادات والتقاليد، وهذه اللجنة عليها وضع التوصيات اللازمة لضبط بوصلة الثورة على قبلة الأخلاق والعادات والتقاليد فى مصر بدلا من أن نفقد ذاتنا فى قيم وثقافات غريبة على مصر خاصة أن معظم الجيل الصاعد تعليمه غربي، وهذه مشكلة فالشباب فى حالة تمرد وأخشى أن تمتد على الدين نفسه وعلى العادات والتقاليد، وللأسف نحن رأينا مظاهر متفرقة على التمرد على الدين فى الاعتداء على الرموز الدينية والفتاوى ومحاولة تحويل الدين إلى فزاعة بتضخيم بعض تصرفات المنتمين الى التيار الدينى.
ولماذا الفزع من الإسلاميين؟
هذا فزع مصطنع وغير صحيح.. فالشعب يثق فى الإسلام وفى الإسلاميين، وإنما البعض يريد التخويف من الإسلاميين لأن هذا يتعارض مع مدرسته وأهدافه.
ولماذا يخاف الناس من تطبيق الشريعة؟
الخوف من تطبيق الشريعة ليس له مبرر.. والناس لا تخاف من الشريعة ولكن يخافون من سوء عرضها، فالذين يدعون لتطبيق الشريعة الإسلامية بعضهم يقدم لنا تطبيق الشريعة على أنها أحكام عرفية دموية تتوق وتتشوق إلى قطع الأيدى وجز الرءوس وهذا يختلف عن الشريعة الإسلامية التى درسناها فى الأزهر.
وأين دور الأزهر مما يحدث فى مصر؟
الأزهر فى محنة شديدة ولا يمكن أن تقوم له قائمة وشيخه يأتى بالتعيين من قبل الحكومة أو الحزب، ولا يمكن أن تقوم قائمة للأزهر وشيخه يستمر فى منصبه مدى الحياة، لأن العالم الآن فيه متغيرات تستدعى تغيير شيخ الأزهر حتى يستطيع أن يواكب هذه المتغيرات التى لا يستطيع أحد أن يواكبها بمفرده.
وما الحل ليعود الأزهر لمكانته؟
الحل فى انتخاب شيخ الأزهر من قبل هيئة كبار العلماء وأن تكون مدته محددة بأربع سنوات يمكن أن تجدد مرة واحدة على الأكثر.
ومن الذى سيختار هيئة كبار العلماء التى تختار شيخ الأزهر؟
هيئة كبار العلماء يجب أن يكون ثلثها على الأقل من خارج مصر كما كانت فى الماضي، وهذا ينقل الأزهر إلى العالمية، فمشكلتنا أننا لدينا إصرار عجيب على أن الأزهر مقصور على علماء مصر فقط، وهذا خطأ كبير، فالأزهر عالمي، وعندما كان الأزهر يقود العالم كان الإسلام فى أوج مجده، ويتم اختيار هيئة كبار العلماء المصريين من خلال انتخابات تتم بين علماء الأزهر والأوقاف الذين يتجاوزوا 50 ألف إمام وخطيب وواعظ، أما الأعضاء من خارج مصر فيتم ترشيحهم من قبل كل دولة إسلامية، وفى هذه الحالة نجد مجلسا يمثل بحق رأى علماء الأمة، ووقتها سيكون الأزهر أقوى مؤسسة فى العالم.
وماذا عن مجمع البحوث الإسلامية؟
مجمع البحوث الإسلامية بوضعه الحالى لم يعد يفى بمتطلبات الأمة ولا بملاحقة الأحداث، ومن العبث أن نسمح لأنفسنا أن نأخذ الفتوى من مدير بنك أو محام، وهذا سبب عدم احترام فتوى مجمع البحوث لأنه لا يعبر عن رأى الفقه الشرعى الصحيح، كما أن أعضاءه من المرضى عنهم.
ولماذا لم يعد لأئمة الأوقاف تأثير فى الشارع؟
مشكلة أئمة الأوقاف أنهم يعانون من ضعف فى الشق العلمي، فالتركيبة الدراسية معزولة تماما عن واقع الأئمة لأنه لا يدخل هذه الكليات إلا المنخنقة أوالموقوذة أوالمتردية، فلا يوجد فى هذه الكليات إلا من استنفد مرات الرسوب، أو من كان فاشلا دراسيا بحيث لم يستوعب مجموعه إلا مثل هذه الكليات الشرعية، وبالتالى إذا دخلت هذه الكليات تجد الطلاب لا ينتمون حقيقة إلى الدراسة الشرعية إلا من رحم ربي، فمعظم الطلاب يذهبون بالشبشب،أو يلبس جلباب القرية الذى كان يحرث فيه، وهذه عقلية لا تنتج ولا تبشر بخير، إضافة إلى أن هذه الكليات ليس فيها جزء عملى للتدريب على الدعوة وعلى الخطابة مع الناس إنما تخرج الطالب من هذه الكليات إلى الواقع بلا تربية أو فهم أو معرفة أو معايشة.
والمشكلة الخطيرة عدم وجود مشايخ من القاهرة أو الإسكندرية إلا نادراً، فكل المشايخ من الفلاحين والصعيد، فكيف نأتى بإمام لم عايش الحضر ومشاكل الحضر وأفكار أهل الحضر ونريد أن يفتى أهل الحضر، فى مسألة من المسائل ومن هنا جاء اللبس فى قضايا كثيرة.
هل تدنى رواتب الأئمة ساهم فى ضعف الأزهر؟
بالطبع فالأئمة يعانون من تدنى رواتبهم الأمر الذى تجد معه خطيبا عامل محارة أو حانوتى أو يتسول، أو تراه يلبس جورب نتن أو ملابس متسخة وشكله يدعو إلى الشفقة ولا يدعو إلى الاحترام، فى الوقت ذاته لا ترى قسا من القساوسة يركب الأتوبيس، وهذا يدل على أن الإدارة عند الأقباط حريصة على مظهر القسيس أما عنه ما فلا قيمة لهم.
بالرغم من عظم دور الأزهر إلا أنهم ليس لهم نقابة تطالب بحقوقهم.. ما تعليقك؟
لابد من وجود نقابة للأئمة والدعاة، وللأسف الأئمة أكثر الفئات فى المجتمع تهميشا من حيث الأوضاع الاجتماعية أو المالية أو القانونية، فالراقصات لهن نقابة، وكذالك البوابون، أما دعاة الأوقاف والأزهر ليس لهم نقابة، فماذا تنتظر منهم وهم ملطشة المجتمع فلا يوجد عمل فنى إلا من رحم ربى إلا وهو يتهكم عليهم أو يتطاول عليهم، وهذا الكلام لابد أن ينتهى إن كنا صادقين فى إصلاح الأزهر.
وما السبيل لإعداد جيل جديد من الأئمة قادرين على تحمل المسئولية ورفع لواء الأزهر من جديد؟
لابد من اشتراط مجاميع عالية للالتحاق بالكليات النظرية الشرعية الموجودة بالأزهر، ولابد من تعدد مصادر الثقافة للطالبة الأزهري، ولابد من وجود مادة تسمى دراسة الكمبيوتر وتكون إجبارية، وأن يحصل الطالب على مكافأة أثناء فترة الدراسة تعينه على حياة كريمة أثناء الدراسة وتشجعه لما بعدها ويحصل على الكتب الثقافية التى يريدها، ولابد من أن يرجع الأزهر إلى رسالته لإخراج علماء فنحن نحتاج العالم الأزهرى ولا نحتاج إلى طبيب أزهرى أو مهندس أزهري، ولابد من وجود ما يسمى بشيخ امتياز كطبيب امتياز، بحيث يكون هناك سنة انتقالية بين فترة الدراسة والتعامل مع المواطنين، ولابد من تكوين مكتبة لكل إمام فهذه أسلحته ولا يمكن لجندى أن يقف على الحدود بدون سلاح، فالأئمة يحمون الجبهة الداخلية من العبث وسلاح العالم الكتاب، ولابد من وضع رواتب يستحق أن يبذل الغالى والنفيث من أجلها، ولابد من إلزام العلماء بزى أزهرى يكون محترم وقور ويجرم ارتداء هذا الزى لغير ذويه حتى يعود للزى هيبته، ولابد من إنشاء نقابة للدعاة والعلماء ، والتوسع فى البعثات الخارجية للانفتاح على العالم الغربي، وتوزيع جهاز كمبيوتر على كل إمام.
وهل ضعف الأزهر وراء ظهور ما يسمون الدعاة الجدد؟
بالتأكيد ضعف الأزهر ساهم فى إفساح المجال لظهور الدعاة الجدد أو الطراز الجديد من الدعاة الذين يمتهن أحدهم مهنة الطب أو الهندسية، فعندما وجدوا الأزهر قد عجز عن أن يقوم بمهمته ظهرت هذه العينات الطيبة التى قامت بتجديد الخطاب الديني، فالتف حولهم الناس وتجمع حولهم الشباب.
وماذا عن الفتنة الطائفية فى مصر؟
الفتنة الطائفية هى ترجمة الاغتراب داخل الوطن، فالغربة هى التى تصنع الفتن، فكيف أحبك وأنت رجل غريب عني، فالمشكلة أن كلينا يرى الآخر غريب عنه.
وما هو الحل من وجهة نظرك لهذه الأزمة؟
الحل هو القضاء على الغربة التى يعانيها طرفا الوطن وهذا لا يكون إلا بتأهيل رجال الدين فى الجانبين تأهيلا يصلح لقيادة الأمة، إضافة إلى العدالة الناجزة والعدالة السريعة، فلا يعقل أن تستمر محاكمة شخص فى قضية طائفية لمدة سنة أو سنتين والوطن يغلي، ولابد من المساواة فى الحقوق والواجبات بين المسلمين والأقباط، ولابد من وجود قيادة دينية واعية تستطيع احتواء وقيادة الجماهير.
من ترشحه رئيسا لمصر؟
لا يمكن أن تفصح الرموز الدينية عن اختياراتها مراعاة لأمن الوطن، وأطالب كل الرموز من الآدباء والكتاب والسياسيين ألا يفصحوا عن اختياراتهم.
أى نظام سياسى تراه مناسبا لمصر فى الفترة المقبلة؟
أثبت النظام الرئاسى أنه لا يصلح فى مصر، فهو نظام يخلق من الحاكم ديكتاتورا، وأنا لا أريد حوتا آخر، وأفضل النظام البرلمانى الديمقراطى لمصر.
البعض يطالب بالعفو عن مبارك.. ما تعليقك؟
كل إنسان يعفو عما يخصه، أما فيما يخص مصر فلا يسمح لأحد بالعفو فيه، ولابد أن نحترم القانون.. والقانون لا يعرف العفو وإنما يعرف إعمال مواد القانون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.