نشرتُ شكوى محمد مجدى أحد مصابى الثورة المحكوم عليه بالحبس ستة أشهر، نتيجة اتهام أحد ضباط الشرطة له بالسب والقذف، ونشرتُ رسالة الضابط محمد نجيب صاحب الدعوى عملا بحقه فى الرد، وطلبتُ تعليق القراء على الروايتين، وصلتنى رسائل كثيرة اخترت منها ما يعبر عن معظمها. تقول الرسالة الأولى: «طلبتَ من قرائك أن تسمع وجهة نظرهم فى رد السيد محمد نجيب، وأحب أن أقول لسيادتكم إننى شعرت بكثير من الاستخفاف بعقولنا كقراء وكمواطنين مما كتبه ضابط الشرطة. أولا: لأن ممارسات الشرطة لم تتغير منذ عهد العادلى مرورا بالسيد العيسوى فما تربوا عليه صعب انتزاعه منهم وخاصة فى ظل وزير يناوئ رجال العادلى وهم فى الحقيقة من يديرون الوزارة حتى الآن. هذا رأى الشعب وليس رأيى بصفة خاصة. ثانيا: تبدو الرواية غير منطقية فهذا المواطن محمد مجدى، شمشون زمانه، تعدى على القوة الأمنية بالسباب.. إلخ، وهم كانوا ملائكة فى التعامل معه: عيب يا مواطن مايصحش يا سيد إحنا مواطنين زيك.. ولم يتبق لهم من مناشدته إلا رسالة إلى الإعلام المصرى يدعون فيها المواطنين لنصرة هذه القوة الأمنية التى تحمينا وتتعرض للإهانة من شمشون الجبار محمد مجدى الذى هو للأسف أحد مصابى الثورة. ثالثا: تكريم ضابط الشرطة ليس ببعيد عن وزارة العيسوى، ألم يترق وائل سفاح الإسكندرية، وأبو قمر بتاع إحنا أسيادهم؟! رابعا: بالأمس فقط مات مواطن مصرى من التعذيب على يد زبانية الداخلية فى سجون العادلى، عفوا أقصد العيسوى، عصام على. خامسا: كفاية.. حرام». يقول تعليق آخر: «أنا متعاطف مع الظابط وبشدة لأنى باشوف بعينى كل يوم تقريبا نفس الحوارات دى. الشرطة راجعة شوكتها مكسورة وبتعامل الناس باحترام أكثر من اللازم والناس فاكرة إن احترام الشرطة ليها ضعف من الشرطة وفاكرين إن الثورة قامت عشان تخلى المواطن يشتم ويهزأ الظابط. ولما الاتنين يفهموا بعض ساعتها بس هنقدر نحل الخلاف اللى بين المواطن ورجل الشرطة». التعليق الثالث يقول: «بغض النظر عما حدث فعلا (لأن كلا منهما يذكر الحقيقة من وجهة نظره الشخصية) لكنى أعتقد أن الظابط استغل سلطاته – التى هى له ليحارب المجرمين- لكى ينتقم من مصاب فى الثورة. ده لو كان مصاب عادى كان هيصعب عليه ويمشيه». أما الرسالة الرابعة فتضم ما هو أكبر من تعليق على الرسالتين، ويقول صاحبها: «لقى معتز أنور سليمان 24 سنة، حاصل على بكالوريوس حاسب آلى جامعة 6 أكتوبر مصرعه فى ساعة مبكرة من صباح اليوم (الخميس) داخل سيارته الخاصة بحى الشيخ زايد بعدما أطلق علية اثنان من أفراد الشرطة -يستقلان سيارة النجدة- 5 رصاصات أنهت حياته على الفور. بعد التحية حاسس بإيه؟ أنا عن نفسى خفت أقولك ليه عشان حسيت إنه بجد المرة دى شبهى أوى بكالوريوس زيى بالظبط، ساكن فى مكان بعيد عن الزحمة فى المدن الجديدة زيى برضو، ماشى الصبح فى أمان الله، وده كلنا بنعمله، يعنى مافيش حد فى مأمن من إنه يبقى خبر وصورة على الفيسبوك، وممكن كمان لو الحادثة مؤثرة يبقى فان بيج! اللى مجننى أكتر إن ده يحصل معايا قبلها بيومين، بس ربنا ستر، واقفين بنوصل ناس صحابنا فى موقف العاشر مدينة السلام، وقاعدين فى العربية وواحد واقف فينا بيحاول يوقف تاكسى عشان رايحين المريوطية فجأة دخل علينا ميكروباص نزل منه كام واحد كده كلهم لابسين مدنى وأول واحد شفته فيهم كان ماسك كرباج! فتحوا أبواب العربية.. انزلوا، فتش العربية، انتو مين وبتعملوا إيه إلى آخره.. المهم الموضوع اتلم عشان طلع واحد فيهم معرفة. ده المشهد بحق ربنا. عندى كام سؤال بقى، وسألتهم لظابط صاحبى وهاسمَّعك كمان الردود: 1- ليه لابسين مدنى؟ - عشان مباحث. 2- ليه راكبين ميكروباص؟ - عشان البوكس ضيق ومش هيستحمل يشيل قوة الدورية كلها. 3- ليه الدخلة الشمال دى؟ - يعنى عشان الرعب كده والمجرمين يتخضوا. 4- ليه أول واحد دخل عليا كان فى إيده كرباج؟ - عشان فى القانون لو البلطجى شايل سنجة واضّرب عليه نار، فرد الشرطة بيتحاكم على أساس إن مافيش تكافؤ قوى. دى كانت رسالتى، ودى برضو كانت ردود ضابط شرطة آخر على سؤال: هو لو أنا معايا سلاح وتخيلت إنهم قطاع طرق وضربت عليهم نار كان إيه اللى هيحصل؟ أكيد كانوا هيردوا الضرب بضرب.. يعنى على الأقل فيه اتنين هيموتوا! طيب معلش كمان سؤال غلس وأقسملك إنه خلاص آخر سؤال: الموقف ده بيتكرر فى اليوم كام مرة؟».