اللي دخلوا الجيش يعرفوا.. فصيلة صفا.. فصيلة انتباه.. إسترح .. يعني خد راحتك .. مش أوي يعني .. ممكن تحرك إيدك .. تهرش في قفاك .. بس ليلة اللي خلفوك كوبيا لو سمعت انتباه وعينك طرفت! محدش منا ما دخلش الجيش .. قليلون جدا من اخذوا إعفاء أو تأجيل تلات سنين في تلاتة سنين لحد ما يبقى غير مطلوب .. وأنا شخصيا دخلت الجيش ضابط إحتياط لمدة 4 سنين " من 76 إلى 80 " يعني بعد الحرب .. الأمور كانت هادية على الآخر .. ولي فيه ذكريات حلوة ، وذكريات " طين " ، وأصدقائي من الضباط العاملين مستمرة حتى الآن ، معظمهم دلوقتي عمداء ولواءات .. وأطرف ما صادفني في الجيش يوم أن تم توزيعي على أحد اللواءات العسكرية في القصاصين " قرب الاسماعيلية " ، وبما أنني خريج إعلام قسم صحافة قلت أكيد حيودوني شئون معنوية .. ده الطبيعي .. لكنني فوجئت بأنني ضابط تعينات اللواء .. يعني المسؤول الأول عن البطاطس والمكرونة والشاى والسكر واللحمة والبطيخ .. وطبعا متقدرش تقول تلت التلاتة كام : أوامر عسكرية ، لكنني لا أنسى رئيس أركان اللواء وكان برتبة عقيد حين سألني بصوت أجش : وانت خريج ايه؟ فقلت : إعلام صحافة سعادتك .. فصرخ في وجهي وزلزل مفاصلي : معندناش هنا سعادتك يا حضرة الظابط .. هنا يا فندم .. ثم راح معلقا على تخصصي : قسم صحافة وجايبينك بتاع قوطة وخيار وبطاطس .. روح يا بني إعمل حسابك من دلوقتي تشوف لك محل خضار تقف فيه بعد ما تخلص مُدتك .. أكيد اللحمة والفراج والسمك والجراية " الخبز " حينسّوك الصحافة ، ولو ربنا كرمك ولك واسطة في أى جرنال حيشغلوك في البوفيه .. ماهو الشاى والسكر من التعينات برضه! 4سنوات في القصاصين ألعب كورة وايستميشن .. الدنيا مريّحة ع الآخر.. وعايز تضحك بقى لو لعبنا ماتش كورة كشؤون إدارية مع قيادة اللواء اللي لاعبيها أقل رتبة فيهم مقدم .. لو راجل اعترض .. القيادة مغلوبة 1/ صفر مثلا.. وفاول في نص الملعب علينا .. تبقى بنالتي .. إزاى يا سيادة العقيد ؟ .. لا يرد ويأخذ الكرة ويضعها على نقطة الجزاء ولو حارس المرمى عايز يتسجن يبقى يمسكها! تذكرت هذه الايام وإنا أعيش وأتابع مضطرا ما يجري الآن في مصر .. وأجزم ان في الجيش رجالا لم أصادف مثلهم في حياتي .. لكن ذلك لم يمنعني من انتقادهم في مقالين بعد الشريط الشهير الذي تباري فيه ضباط الجيش مع الشرطة في إذلال وإهانة متهمين في الدقهلية وأقاموا الدنيا وأقعدوها .. وبعد حادث ماسبيرو المؤلم. وقبل هذا وذاك .. اللي زاد وحط مثلما نقول .. حكاية الرقيب العسكري على الصحف .. دي بقى اللي نكتة .... لأنها اخطر مليون مرة من الرقابة العادية.. فالجيش ميعرفش أبوه .. وله أن يفسر ما يراه هو بالطريقة اللي تريّحه.. وبناء عليه يتخذ القرار .. عشان كده أنصح زملائي الصحفيين اللي ما دخلوش الجيش خاصة من الشباب إنهم يستعدوا من دلوقتي ويروحوا معاهد التدريب اللي بتأهل الراغبين في الدخول للكليات العسكرية .. ويسألوا آهاليهم اللي دخلوا الجيش ، عشان أكيد حيتعرضوا من الآن فصاعدا لأمور لا شأن لهم بها ولا يعرفوها من الأصل .. لازم يعرفوا يعني إيه تكدير.. و9 استعد " يخرب بيت أبو 9 استعد " .. مش حاعرف أشرحها ، لكنه نوع من العقاب البدني على شكل تمرين يخليك تكره حياتك .. ولازم يعرفوا كمان يعني إيه لما الضابط يقولك ثابت .. تبقى ليلة أمك سودا لو رمشت بعينك " .. وخد على كده بقى ساعتين تلاتة .. ويا سلام لو كنا في الصيف وانت واقف في الشمس ، ونقطتين عرق نزلوا على ضهرك .. وحتموت عايز تهرش .. إعملها لو راجل ؟ .. حتسمع " كما كنت " .. ونبدأ م الأول تاني! لازم الشباب الصغيرين من الصحفيين اللي ما دخلوش جيش يعرفوا من دلوقتي يعني إيه أورنيك ذنب ، وتدوير مكتب ، وانا متظلم يافندم ، ويستعدوا كبار وصغيرين للسجن الحربي .. ده بقى مجربتوش .. بس اسمع عنه بلاوي سودا بعيد عنك .. ربنا ما يوصل الأمور للحد ده .. ساعتها حتقول ولا يوم من أيامك يا صفوت الشريف وان الرقابة الإدارية أو المدنية على الصحف دلع وخفة دم .. وحاجة ببلاش كده. ولسه التقيل جي .. بدأت بمنع إصدار صوت الامة وروزاليوسف كإنذار أخضر مش أحمر .. وبكره حنعرف يعني إيه رقيب عسكري .. بس ادعى ربنا إنها ترسي بس على انتباه و9 استعد وثابت يا دفعة بيادة. وبما أن الرقيب الجديد عسكري فلابد من قانون جديد أيضا .. وأتصوره على هذا النحو .. العقوبة حسب الجرم .. فالمقال الرخم اللي صاحبه شايف نفسه حبتين " انتباه في الشمس لمدة 10 ساعات " .. والموضوع اللي بيناقش أى أمر للمجلس العسكري .. " 9 استعد ألف مرة " إوعى تفتكر إنها سهلة .. دي فيها موت .. أما التحقيق اللي بينكش في المستخبي فعقابه الحلاقة زيرو وذقنك تحلقها كل ساعة .. متقولش إزاى .. نفذ وبس .. إن شالله جلدك يتقطع . هذا فيما يتعلق بالمجلس .. أما ما هو دونه .. فكل برغوت على قد دمه .. لو انتقدت رئيس الحكومة مثلا .. فالعقوبة إلتهام مائة باكو بسكويت خلال خمس دقائق .. ده بس في الأول .. وبعدين تجري بملابسك الداخلية حوالين حديقة الطفل في مدينة نصر 200 لفة ، وممكن تستريح بعد اللفة المائة وتسعين .. وبعد كده زيادة في العقاب وعشان م الآخر تكره حياتك بجد.. تقعد تتفرج وتسمع بيان عصام شرف اللي قاله بعد أحداث ماسبيرو 300 مرة! ولو غلطت في وزير الإعلام مثلا.. تقف عريان وسط ماسبيرو وانت شايل الكاميرا أحادية الاتجاه المشهورة على راسك من غير ما إيدك تعدلها .. ولو وقعت من فوق راسك حيجبروك تتفرج على تامر أمين وخيري رمضان في حلقتين من " مصر النهارده " واتنين زيهم من " البيت بيتك " اللي غار في ستين داهية ، وساعتها حتقول هاتوا كاميرات التليفزيون كلها فوق دماغي ولا أرجع واشوف البرامج المعفنة دي تاني. ولو غلطت مثلا في وزارة الداخلية فسوف تنال شرف كشف السر الجهنمي اللي كلنا حنموت ونعرفه .. هما القناصين فين؟ .. حتشوفهم بعينك وعايز تسلم عليهم كمان مفيش مشكلة .. بس ياحبة عيني مش حتلحق تبلغ عنهم وتُدلي بشهادتك التاريخية أمام المحكمة لأنهم ببساطة حيكونوا شيّعوك للأخرة. أما بقى لو عقلك قال لك إعمل فيها أبو عرام واضرب في العلالي .. فاستعد ياحبيبي للسجن الحربي .. وساعتها حتقول قولة علاء ولي الدين الشهيرة : يافندم .. يافندم .. كله ضرب ضرب .. مفيش شتيمة!!