تعود الخطة 100 من جديد على يد مدرعات الجيش محاكمة شرسة لم تنته بعد مع رأس النظام السابق و يده الأمنية "حبيب العادلي" لإثبات تلطخ يد هؤلاء بدهس المصريين تحت عجلات مدرعات الأمن المركزي والسيارات الدبلوماسية وبالرصاص الحي وفق ما يطلق عليه الخطة "100" التي أنفردت بها الداخلية المصرية دون غيرها من أجهزة الشرطة بالعالم حيث تحظر المواثيق الدولية واللوائح الشرطية العالمية استخدام المدرعات والرصاص الحي في فض المظاهرات ، في حين أقرها النظام المصري على الورق وبالشارع فتضم بنودها نشر تشكيلات مسلحة من الشرطة وقوات الأمن المركزي في شوارع القاهرة تستخدم أقصي درجات العنف مع المحتجين لمنع وصول أعداد المتظاهرين إلى مليون متظاهر بأي وسيلة وبأي طريقة عن طريق حشد ضباط أمن الدولة وجنود الأمن المركزي وقوات مكافحة الشغب بأعداد ضخمة، والاستعانة بمدرعات وسيارت نقل الجنود والسماح باستخدام الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع لمواجهة أي تحركات ، ورغم الانقسام داخل الشارع المصري حول مدى الرضا عن أدارة المجلس العسكري للمرحلة الانتقالية فإن هناك مشاهد دائما ما كانت بعيدة عن الأذهان ، على رأسها بالطبع إراقة دماء المصريين بنفس الأسلوب والطريقة ، فكان مشهد المدرعة العسكرية أمام ماسبيرو التي أعادت إلى الأذهان مساء 28 يناير. قال اللواء "محمود قطري" ، الخبير الأمني ، : "الجيش للأسف يعيد إنتاج نفس سلوكيات النظام السابق ، فلقد تم نشر القوات في القاهرة مع ما يتوازى مع الخطة 100 الموضوعة من قبل وزارة الداخلية، ولا يزال إلى الآن رد فعل الجيش غير معروف ، لكنني أتوقع أن يتحلى الجيش بأقصى وسائل ضبط النفس ولاسيما مع تزايد أعداد القتلى في صفوفه". واستطرد قائلا : "الوضع يؤكد أن الفاعل لتلك الأحداث هى أيادي خارجية ، وأكد أن المخابرات الإسرائيليه تعبث بالداخل المصري كما يحلوا لها". وطالب "قطري" الجيش بعمل تحقيقات سريعة في الأحداث ، وأضاف : "للأسف المجلس الأعلى أعلى من اللازم ، فلا يرى ما يحدث على الأرض والتلكؤ والتباطؤ في حل مشاكل دور العبادة ، أدى بنا لتلك الأحداث أي ما كان من هو خلفها" ، وتعجب قائلا : "أنا مش شايف مشكلة في بناء كنيسة للتعبد وسيكلوجية الإنسان القبطي المتسامح لا تؤدي به إلى هذا الصدام وأن حدث شىء فسيكون عابرا ولا يتسم بالاستمرارية". الدكتور "جمال زهران" ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس ، وصف أحداث ماسبيرو الأخيرة بأنها إعادة إنتاج لمؤامرات النظام السابق ، وأن سيناريو الخطة 100 التي اتبعتها الداخلية يوم 28 يناير تكرر في أحداث ماسبيرو وكان الغرض منه إجهاض الثورة. وأشار زهران أن أصحاب المصلحة الحقيقة وراء تلك الأحداث هم القوى المضادة للثورة ، لأنه ليس من مصلحة الثورة والثوار حدوث وقيعة مع القوات المسلحة وإسقاط هيبة الدولة ، ولذلك فالثوار ليست لهم علاقة بما حدث ، فما حدث بالأمس "فتنة طائفية" ، وأن الجوهر الأساسي لأحداث ماسبيرو تدل على أن هناك أشخاص مدربين على العنف وهم- أمن الدولة السابق- فهم لا زالوا في خدمة النظام السابق ورموزه ومتحالفين مع رجال الأعمال الذين سرقوا ونهبوا مصر تحت مظلة الحزب الوطني المنحل ، ومتحالفين أيضا أجهزة أمنية هناك ترابط مصالح بينهم يهدفون إلى إستمرار التوتر حتى تتحقق مصالحهم. كشف أستاذ العلوم السياسية عن أن القوى المستفيدة من وراء تلك الأحداث رموز الحزب الوطني المنحل ، نتيجة تراخي المجلس العسكري وحكومة شرف في إقصائهم من العمل السياسي وصدور قرار بالعزل السياسي فى حقهم مما أعطاهم فرصة للخروج والظهور مرة أخرى. انتقد زهران "أسامة هيكل" ، وزير الأعلام ، حينما عقب على أحداث ماسبيرو قائلا : "بأن هناك مؤامرة خارجية" ، ووصفه بأنه وزير "ضعيف" وغير محايد ، وشدد زهران على أنه لابد من تنظيم الأجندة فورا حتى تخرج مصر من عنق الزجاجة وضرورة إقصاء 120 ألف عضو في الحزب الوطني وتأجيل الانتخابات لمدة شهر وتغيير النظام الإنتخابي وإلغاء إنتخابات الشورى.