العاملون بالمركزى للمحاسبات: نريد رئيسا من داخل الجهاز جودت الملط غداّ تنتهى فترة ولاية المستشار جودت الملط رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات، وفقا لقانون الجهاز الذى ينص على أن فترة رئاسة الجهاز أربع سنوات ويجوز المد له بقرار يصدر من رئيس الجمهورية . حتى الآن لم يصدر أى قرار من المجلس العسكرى بشأن منصب رئيس الجهاز، لا باستمرار الملط رئيسا للجهاز ولا بتعيين رئيس جديد للجهاز بحسب ما قال محمد ونيس مستشار رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات، الذى أكد ل"الدستور الأصلي" على أنه حتى هذه اللحظة لم ترد أى تعليمات أو قرارات من المجلس العسكرى بشأن منصب رئيس الجهاز والذى من المفترض أن تنتهى ولاية رئاسة المستشار جودت الملط له غداً الأحد، وأكد ونيس أنه يوجد شىء من الصعوبة أن يترك المنصب شاغرا، حيث أنه لا يوجد نائب لرئيس الجهاز منذ عام 2007، بالتالى الآن لا يوجد رئيس ولا نائب، فمن الذى يدير الجهاز؟. وأضاف مستشار رئيس الجهاز، قانون الجهاز المركزى للمحاسبات لا يعطي الحق لأقدم وكيل أن يدير الجهاز، حيث أن السلطة للرئيس أو لنائبه فى حالة غيابه، وغداّ لا يوجد رئيس ولا نائب، وأشار ونيس إلى أنه من المؤكد أن يصدر غداً قرارا بهذا الشأن، أما مد الخدمة لرئيس الجهاز واستمراره فى منصبه أو تعيين رئيس جديد للجهاز . وكان المستشار جودت الملط رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات قد أرسل مذكرة للمجلس العسكرى فى الأول من سبتمبر الماضى يبلغه فيها بانتهاء ولايته كرئيس للجهاز فى 9 أكتوبر الجارى وفقا لقانون الجهاز، إلا أنه لم يتلق رد على هذه المذكرة حتى الآن ، بحسب قول محمد ونيس المستشار الخاص به. الأجواء داخل الجهاز وبين العاملين به ترجح بقوة استمرار الملط فى منصبه المحاسب إبراهيم جبل عضو الجهاز وأحد الأعضاء البارزين بحركة "رقابيون ضد الفساد" قال أن المجلس العسكرى يصر على إبقاء الملط رئيسا للجهاز المركزى للمحاسبات رغم مساندته للنظام السابق في كل جرائمه، واستبعد جبل أن يبادر المجلس العسكرى بتعيين رئيسا للجهاز يخلف الملط من أعضاؤه مشددا على أن النظام السابق لم يعين رئيسا للجهاز من أعضاؤه في تاريخه سوى مرتين فقط في الثمانينات حيث عين المهندس عادل حسن رئيسا للجهاز ومرة أخرى في عام 1992 عندما عين المحاسب فخرى عباس رئيسا للجهاز وبخلاف هاتين المرتين يتعامل النظام السابق مع رئيس الجهاز بوصفه يؤدى وظيفة سياسية أو خدمة للنظام ولا يختار لرئاسة الجهاز سوى من يريد مكافئته كما حدث مع الملط الذى أراد النظام أن يكافئه فعينه قبل إنتهاء فترة رئاسته لمجلس الدولة بمدة قصيرة رئيسا للجهاز ليستمر بعدها ما يزيد عن 13 سنة في منصبه. جبل شدد على أن عدد من العاملين بالجهاز المركزى للمحاسبات إلتقوا بأعضاء المجلس العسكرى مرتين في 22/ فبراير الماضي ومرة أخرى في 26 يونيو الماضي وطالبوه بضرورة إقالة المستشار جودت الملط من منصبه وإلزامه بتسليم التقارير التى في حوزته والتى تتعلق بفساد عدد كبير من رموز النظام السابق إضافة إلى التحقيق مع الملط في القواعد التى فرضها على المحاسبين بالجهاز والتى تمثلت في منع الرقابة المالية على رئاسة الوزراء ومجلس الوزراء إضافة إلى فرض رقابة شكلية على وزارة الداخلية والحزب الوطنى والصحف القومية ومكتبة الإسكندرية والمجلس القومى للمرأة إضافة إلى الرقابة الإدارية والجهاز المركزى نفسه والتى انصبت في مصلحة الرئيس المخلوع بالدرجة الأولى حسب جبل. المحاسب بالجهاز شدد على أن النظام السابق جعل تعيين رئيس الجهاز إختصاص أصيل لرئيس الجمهورية لا ينازعه فيه أحد وبالتالى المجلس العسكرى بصفته القائم بمهام الرئيس المخلوع عليه حسب جبل أن يبادر بتعيين شخصية مشهود لها بالكفاءة والنزاهة على رأس الجهاز حتى يؤدى الجهاز دوره في مكافحة الفساد أو أن يطبق قواعد الأقدمية المتعارف عليها ويعين أقدم أعضاء الجهاز الأمين العام المحاسب حسن يحيي صبرى رئيسا للجهاز خلفا للملط على أن يعين من داخل الجهاز أيضا نائبين له .