قالت صحيفة ديلي تلغراف إن رئيس الوزراء المصري عصام شرف أثار غضب إسرائيل عندما أعلن أن معاهدة كامب ديفد ليست اتفاقا مقدسا. وأضافت الصحيفة أن شرف أعلن احتمال مراجعة المعاهدة التي مضى على توقيعها 32 عاما عندما قال للتلفزيون التركي إن "معاهدة كامب ديفد ليست مقدسة، وأنها مفتوحة للمراجعة بما يمكن أن يكون مفيدا للمنطقة ولقضية السلام، ويمكن أن نجري تعديلا إذا كان الأمر ضروريا". وقالت إن هذه التصريحات تأتي بعد أيام قليلة على اقتحام متظاهرين مصريين السفارة الإسرائيلية في القاهرة، وأضافت أن مسؤولين إسرائيليين استغربوا توقيت التصريحات أكثر من محتواها. وقال مسؤول إسرائيلي "قبل أقل من أسبوع واجهنا مشكلة السفارة، ولا أعتقد بأن رئيس وزراء مسؤولا يقول شيئا كهذا". وأوضحت الصحيفة أن المجلس العسكري في مصر يؤكد رغبته في الحفاظ على معاهدة كامب ديفد، كما قالت إن المجلس الذي يتولى السلطة بعد إطاحة مبارك يضع في حسابه مراعاة مشاعر المصريين العاديين الذين يظلون متشككين في إسرائيل. وهذا خلافا للرئيس المخلوع حسني مبارك الذي اجتهد في تنفيذ المعاهدة لدرجة المشاركة في الحصار الإسرائيلي على غزة. وقالت الصحيفة إن عددا من السياسيين الذين يحتمل ترشحهم للرئاسة في مرحلة ما بعد مبارك، قالوا إنهم يريدون مراجعة الجوانب "المهينة" لمصر في معاهدة كامب ديفد، وخاصة حق التحكم الكامل في شبه جزيرة سيناء. وأكدت أن مسؤولين إسرائيليين قالوا في لقاءات خاصة إن مثل هذه المطالب معقولة ويمكن أن تكون ذات فائدة في منطقة سيناء، لكن ما أزعجهم هو قول عصام شرف إن "معاهدة كامب ديفد ليست مقدسة". وقال مسؤولون آخرون إن تصريحات مثل هذه أصدرها مرشحون للرئاسة، لكن التصريحات الأخيرة جاءت من رئيس الوزراء الذي يجب أن يكون أكثر حذرا. وأكدت الصحيفة أن تصريحات شرف للتلفزيون التركي تبدو كأنه يحاول زيادة شعبيته، حيث تحدث بعد نهاية زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي يسعى لتقديم نفسه كبطل للقضية الفلسطينية، وهو ما أكسبه شعبية كبيرة في العالم العربي ودفعه لتشديد موقفه تجاه إسرائيل في الأيام الأخيرة.