وكأنه مسلسل متعدد الأجزاء من مسلسلات رمضان ، بدأ الجزء الثاني من صراع عض الأصابع المتبادل بين أعضاء التدريس والإدارات الجامعية اليوم-الأربعاء- فور فض اجتماع "شرف"برؤساء الجامعات"، أمس –الثلاثاء-حيث انتشرت أكثر من دعوة بين أعضاء هيئات تدريس الجامعات للدخول فى إضراب مفتوح بالساحات الجامعية يوم 17سبتمبر المقبل ، احتجاجا على سحب مرسوم إعفاء القيادات الجامعية من مناصبها ، وترك خيار الاستمرار أو الاستقالة بيد رؤساء الجامعات وعمداء الكليات الذين لم تنته مددهم فى المناصب وفقا لقانون 49المنظم لشئون الجامعات والذى يطالب أعضاء التدريس بإلغائه منذ سنوات . انطلاق دعوة الإضراب المفتوح عن التدريس جاء فى البداية من أعضاء النقابة المستقلة لأعضاء التدريس وامتد إلى مجموعات جامعية أخرى خلال الساعات الماضية بينما قررت مجموعة 9مارس وحركة جامعيون من أجل الإصلاح أكبر الكيانات الجامعية المعارضة تأجيل البت فى قرار الإضراب لحين عقد اجتماع موسع بأعضاء المجموعتين مع تأكيدهما على رفض استمرار أية قيادة جامعية حالية فى منصبها مع بداية العام الجامعي الجديد ، وتأييدهما التام لإجراء انتخابات شاملة لجميع مناصب الجامعات القيادية بدأ من رؤساء الأقسام وحتى رؤساء الجامعات . لم ينجح لقاء الدكتور "علي السلمي"- نائب رئيس الوزراء- مساء أمس- الثلاثاء- بأثنين من كبار أساتذة الجامعات هما الدكتور "عبدالجليل مصطفى" والدكتور "عادل عبدالجواد" العضوين المؤثرين فى 9مارس وجامعيون من أجل الإصلاح فى احتواء غضب الأساتذة من تراجع حكومة شرف عن وعدها بتغيير جميع القيادات الجامعية نهاية شهريوليو الماضي ،ورغم محاولة السلمي إلقاء الكرة فى ملعب العسكري باعتباره المسئول عن رفض مرسوم تغيير القيادات إلا أن الأساتذة حملوا حكومة شرف مسئولية انعدام استقرار الجامعات فى بداية العام الجديد خاصة وأن الانتخابات الجزئية التى ستتم على المقاعد الخالية ستتم تحت إشراف رؤساء الجامعات الحاليين بعد تكليف الدكتور عصام شرف المجلس الأعلى للجامعات بالاجتماع صباح اليوم لوضع آليات الانتخابات تمهيدا لاعتمادها من مجلس الوزراء يوم- الأحد -المقبل. أدى تأثير اجتماع شرف لتراجع كثير من القيادات الجامعية الحالية عن فكرة الاستقالة الجماعية بعد إعلانها الرغبة فى الاستقالة ،وطلب البعض منهم مهلة للتفكير، بينما دفع ذلك التخبط بعض موظفي جامعة القاهرة من مؤيدي إدارة الدكتور حسام كامل إلى الدعوة لوقفة احتجاجية اليوم أمام قبة الجامعة لمطالبته بالتراجع عن الاستقالة . أما الأساتذة المطالبون بالتغيير فلا يخفون قلقهم من دخول الجامعات المصرية نفقا مظلما فى العام الجامعي الجديد بسبب الخلافات والصراعات المتوقعة فى ظل المجالس الجامعية التى يختلط فيها المنتخب بالمعين ، ويتساءل الأساتذة عما سيحدث فى حالة رفض رئيس جامعة معين اعتماد نتيجة انتخابات أحد العمداء،وكيف ستكون العلاقة بين رئيس الجامعة المنتخب من مجلس معظمه من العمداء المعينين .