ربما يكون مغزى الحدوتة بسيطاً للغاية، لكن الإبداع يكمن فى أسلوب رواية الحدوتة نفسها .. "صراع الخير والشر" هو المادة الخام الأصلية لأغلب الحواديت والقصص، من حكايات علاء الدين وصراعه مع الوزير جعفر فى ألف ليلة وليلة، إلى صراع الفأر الصغير جيري مع القط الشرير توم فى الكرتون الشهير، مروراً بصراع الساحر الصغير هاري بوتر مع لورد فولدمورت الساحر الشرير.. الخير ينتصر فى النهاية، هناك حالات قليلة تنتصر للشر، لكن الانتصار للشر خيانة لمفهوم الحدوتة، وإحباط للمتفرج الذى يجد فى البطل الخير نفسه، وقد أخذتنا حدوتة الفتى اليتيم هاري بوتر إلى عالم سحري ومقبض ملىء بالمعارك مع الشر بدأت على الشاشة منذ 10 سنوات، كان الشر ينتصر فى معاركه الصغيرة مع الساحر الصغير هارى بوتر، وأخيراً انتهى السحر وانتهت المعركة الكبرى والأخيرة مع الشر، وجائت نهاية القصة والفيلم تليق بحدوتة للصغار يجب أن تكون نهايتها سعيدة، بالطبع لم تكن رحلة هاري بوتر وأصدقائه هادئة ولطيفة، بل فى أغلب الأحيان كانت مؤلمة وحزينة، وحينما وصلت القصة إلى المخرج ديفيد ياتس لمس بعصاه السحرية موضة سينمائية معاصرة تحتفى بالأجواء الكئيبة والمقبضة والمرعبة فجعل مود الأفلام الثلاثة الأخيرة شديد القتامة على عكس الأجزاء الأولى من السلسلة التى كانت أكثر لطفاً ومرحاً خاصة فى البدايات المتعثرة للطفل الصغير هاري بوتر الذى يكتشف أن عليه تعلم السحر فى مدرسة خاصة تدعى هوجوارتس، وكما بدا بوتر رحلته مع السحر فى تلك المدرسة الغامضة ذات المعمار الفخم الذى يعود للعصور الوسطى، فإنه ينهى أيام دراسته بمعركة تحول المدرسة إلى ساحة حرب مدمرة، طرفيها هاري بوتر وأنصاره، ولورد فولدمورت وأنصاره، لم يبخل صناع الفيلم على آخر أفلام السلسلة بالمؤثرات البصرية المبهرة، أو بالحشد الكبير من النجوم، كل منهم يظهر فى مشهد فيسرق الأضواء حتى ولو بايماءة صامتة، الأصدقاء الثلاثة هارى وهرميونى ورون جسدا على الشاشة منذ 10 سنوات شخصيات تنمو من فيلم لأخر حتى أصبحوا شباباً، وسيقابلون تحدى الخروج من عباءة السحرة كممثلين بمشكلة: ماذا بعد هاري بوتر؟.