قنابل غاز مسيل للدموع ورصاصات مطاطية موجهة لصدور المتظاهرين، في الوقت الذي تجلس فيه المعارضة البحرينية في القاعات المكيفة لبدء حوار وطني يأملون في التوصل من خلاله لصيغة توافقية تحل الصراع المندلع منذ فبراير الماضي. "حواركم كذب كذب.. الشعب منكم قد سئم" بتلك الهتافات وجه مئات المشاركين في مسيرة احتجاجية بمنطقة السنابس غرب العاصمة المنامة انتقادهم لمشاركة جمعيتي الوفاق الوطني ووعد المعارضتين في الحوار الوطني. ولكن كالعادة كان الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي في انتظار المسيرة التي فرقها الأمن بالقوة؛ ما أدى لإصابة عدد منهم، وتكرر نفس الأمر في جنازة أحد قتلى الاحتجاجات في منطقة السهلة، ما أدى إلى تحولها لمسيرة حاشدة نحو دوار اللؤلؤة، الذي بات رمزاً لمحتجي البحرين. غازات الأمن التي قمعت المتظاهرين دفعت المعارضة للتلويح بإمكانية انسحابها من حوار الملك، بالإضافة إلى ما عبر عنه المعارضون من شعور بعدم تلبية هذا الحوار لتطلعاتهم السياسية، خاصة بعد اكتشافهم في الجلسة الافتتاحية للحوار أن القرارات التي ستتخذ خلاله ستكون بأغلبية الأصوات، بينما تمثل المعارضة نسبة 10% من المشاركين فيه؛ ما يعني أنهم لن يستطيعوا تمرير قرارات تصب في مصلحتهم، بحسب تصريحات عضوة اللجنة المركزية في جمعية وعد منيرة فخرو. أيضا وصف الأمين العام لجميعة الوفاق علي سلمان جلسات الحوار الوطني أنها مجرد احتفالية، تتضمن مجموعة من الخطابات الشكلية لا تعالج صلب المشاكل الحقيقية التي تعاني منها البلاد، فمن المفترض علي حد قول سلمان أن يصوغ هذا الحوار مخرجات يتوافق عليها المشاركون، ولكن إصرارهم على أن يكون القرار بأغلبية الأصوات فيه تهميش مقصود للمعارضة وهو أمر لا يبعث على التفاؤل. وفي الوقت الذي يبدو أن الحوار في طريقه للانهيار ستبدأ لجنة تقصي الحقائق المستقلة عملها للتحقيق في أعمال العنف التي اجتاحت البحرين. اللجنة تضم 6 محققين غير بحرينيين سيتم تقسيمهم إلى فريقين، أحدهما يطلع على الوثائق والمستندات الحكومية، والآخر سيجمع المعلومات من المعارضة والأهالي، بحسب تصريحات رئيس اللجنة المصري محمود شريف بسيوني.