مازالت أصداء زلزال هاييتي المدمر موجودة في الأذهان لكون الكارثة مازالت آثارها ممتدة، ولا تخلو التحليلات وربما التخمينات من الدور الأمريكي الصهيوني في إعطاء أوامرهم للزلزال ليضرب بلد فقير بحجم هاييتي، وهو ما يبدو في ظاهره عملية استدعاء واضح لنظرية المؤامرة، وإعطاء الدولة الأمريكية وحليفتها العرجاء بني صهيون أكبر من حجمهما بكثير، ولكن لنبدأ الحديث في العشرين من يناير أكد الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز أن هناك تقريرًا سريًا للأسطول الشمالي الروسي يؤكد أن تجارب «الكيمتريل» أو الهندسة الزلزالية التي أجرتها مؤخرا القوات البحرية الأمريكية هي التي تسببت في وقوع كارثة هاييتي، وأضاف شافيز في تصريحات لصحيفة «آ بي سي» الإسبانية أن التقرير السري يشير إلي أن الأسطول البحري الشمالي الروسي يراقب تحركات ونشاط القوات الأمريكية في بحر الكاريبي منذ عام 2008 حين أعلن الأمريكيون نيتهم في استئناف عمل الأسطول البحري الرابع الذي تم حله عام 1950. قد لا يصدق البعض ما يجري من بحوث في مجال أسلحة الدمار الشامل وتطويرها لخدمة الإبادة الجماعية وتجربتها علي الشعوب الفقيرة ومن منظور عنصري لأبادة مليارات البشر من الملونين، وهو ما يؤكده أحد الخبراء في عام 1973 - أي قبل 37 سنة - بقوله: كنت أشارك في دورة عسكرية في موسكو وكما يعلم الجميع أننا نتبادل المعلومات حول تقدم الدول العظمي في مجال تطوير الأسلحة فأخبرني أحد الزملاء بأن الروس استخدموا سلاحًا جديدًا (للسيطرة علي الظواهر الطبيعية) وجربوه ضد إحدي الجزر في أحد المحيطات فأغرقوها بما فيها من سكان، حيث رفعت من الخريطة في اليوم الثاني دون أن يتطرق الإعلام لهذه الحادثة ولاسيما أن الدول المتقدمة تعمل علي تقليص سكان العالم إلي الثلث من خلال نشر الفيروسات أو قوي العقل الخارقة أو تسخير الظواهر الطبيعة لإبادة مليارات البشر أن كسر شوكة الصينيين أو الهنود لن تتم بأسلحة تقليدية، الأمر لم يتوقف عند هذا الحد والتطوير تواصل، بل يؤكد البعض أن علماء المناخ الصهاينة قاموا بتطوير هذا السلاح الذي تم الكشف عنه في عام 2003 بواسطة عالم كندي وأن إعصار «جونو» الذي ضرب سلطنة عمان مؤخرًا وأحدث خرابًا وتدميرًا كبيرًا ثم جنح إلي إيران بعد أن فقد نصف قوته، كان ناجمًا عن استخدام «الكيمتري» أو علم الهندسة الزلزالية، قائلاً: بكل تأكيد هو صناعة أمريكية وإسرائيلية ولكن ليست سلطنة عمان هي المقصودة بهذا الدمار وإنما كان الهدف إيران ولكن بسبب خطأ بعض الحسابات. الكلام قد يبدو غريبا ولكن محمد أفندي - مهندس أردني مختص بالهندسة الزلزالية - يؤكد أنه قبل الخوض في هذا الموضوع لا بد من استيفاء شروط معينة لحدوث الزلزال وتوضيحها: هناك عدة أنواع من الزلازل ولكن النوع الثالث وهو ما يهمنا هنا وهي الزلازل المرتبطة بالأنشطة الإنسانية أو ما نطلق عليه بالزلازل التأثيرية. هذا النوع من الزلازل يحدث عادة في محيط السدود المائية وناجمًا عن تراكم كتلة هائلة من المياه خلف جسم أي سد، حيث يلعب السد في العادة علي نقل هذه الحمولة من جسم السد نفسه إلي باطن الأرض متسببًا في إحداث ضغوطات باطنية أرضية تسمح بحركات أرضية علي طول الصدوع الأرضية المحيطة بجسم السد علي شكل زلازل، هذا النوع يمكن له أن يتسبب في زلازل تصل قوتها علي أبعد تقدير إلي 6 درجات وهو ما حدث في الفلبين وكذلك في محيط سد أسوان في مصر حيث وصلت قوة أقوي زلزال تأثيري في أسوان إلي 5.5 درجات. كما يمكن للتجارب النووية أن تحفز أنشطة زلزالية. فيما يتعلق بزلزال هاييتي، هذه الجزيرة الواقعة في البحر الكاريبي تقع مباشرة علي الحد التصادمي الفاصل بين صفيحة الكاريبي وصفيحة أمريكا الشمالية أقوي الزلازل تحدث في العادة علي حدود الصفائح التصادمية حيث يمكن أن نشهد أو نتوقع زلازل بما يزيد علي 9 درجات في هذه الأماكن التصادمية بين الصفائح. بعد الاطلاع علي جيولوجية الجزيرة تبين أن هناك ثلاثة صدوع أرضية عميقة تتقاطع في هاييتي باتجاه شرق- غرب تقريبًا وبشكل متوازي مع النطاق التصادمي بين صفيحتي الكاريبي وأمريكا الشمالية، أحد هذه الصدوع الأرضية يمر مباشرة أسفل عاصمة هذا البلد وهو المسئول عن حدوث هذا الزلزال الأخير في 12/1/2010 وبقوة 7.3 علي مقياس ريختر في ختام رأيي هذا لا أعتقد أن الإنسانية قد وصلت إلي الحد الذي يمكنها فيه من تحديد أماكن تراكم الضغوطات الناجمة عن حركة الصفائح الأرضية وحجم هذه الضغوطات ليتسني لأي جهة كانت إجراء تفجير نووي كبير يحفز علي حدوث الزلزال كما ويجب علينا ألا نعطي أي جهة كانت حجمًا أكبر من حجمها الطبيعي. الكلام لم ينته بعد فمعني ما حدث وإذا صح الجدل فيه فهل توصل الأمريكان والصهاينة إلي هذا السلاح الفتاك الذي يتم توجيهه من تحت الأرض ويقوموا بعمليات القتل والتدمير دون حروب؟، كما أن هناك تقارير أكدت أن الصهاينة أول من وصل هاييتي بعد الأمريكان ليواصلوا سياستهم القذرة في تجارة الأعضاء البشرية، لتتأكد نظرية المؤامرة أن الصهاينة والأمريكان هما صانعا ومروجا سلاح الهندسة الزلزالية، المعروف بالكيمتريل والله أعلم.