في مفاجأة سارة لكل عشاق ومحبي أدب الكاتب الكولومبي الكبير جابرييل جارثيا ماركيز، الحائز على نوبل للآداب 1982، وللمرة الأولى في اللغة العربية، تصدر الترجمة العربية الكاملة لكتابه الجديد «ما جئت لإلقاء خطبة»، عن دار "روافد" للنشر والتوزيع، وهو الكتاب الذي يضم كل الخطب التي ألقاها "ماركيز" طوال حياته، وقام بترجمة الكتاب المترجم والروائي الشاب أحمد عبد اللطيف. وليس محض صدفة أن تتساوى خطب "ماركيز" مع كتاباته الأدبية، وأن تحتوي ما احتوته هذه الكتابة من سحر وفتنة. لكن الخطبَ، مع ذلك، تسلط الضوء على جانب آخر ومهم في الكاتب الذي أسر العالم بلغته وعوالمه الغرائبية، وهو جانب ماركيز المثقف، المحتك بواقعه الاجتماعي والثقافي، والرائي الحقيقي لقضايا العالم الثالث والمقدّم لمقترحات ربما لو وضعت في الاعتبار.. لتغير شكل الحياة. هكذا يتناول ابن ساعي البريد قضية الفقر في مقابل الأسلحة النووية، التعليم في مقابل تجارة المخدرات؛ ولأنه أديب عاش ليروي، لم تخل خطبه من الحكايات المسلية والعميقة، والمواقف المضحكة والنصائح المستترة، لتكون مجمل خطبه رحلة شيقة داخل عقله المكتظ بالأفكار والذكريات والقصص. والاعترافات. من السابعة عشرة حتى الثمانين، ورغم محاولاته المستميتة لتجنب ذلك، ألقى كاتب نوبل الشهير 22 خطبة، من بينها خطبة تسلمه لجائزة نوبل للآداب عام1982، وعكستْ هذه الخطب المتفرقة على طول عمره همه العام، قضايا الكتابة، آماله في خلق عالم أفضل، بالإضافة لحكاية دخول عالم الكتابة بالصدفة، أو مجبراً على حد قوله. فليحمل كل منكم كتاباً في حقيبته، هي وصفة ماركيز السحرية للسلام والتقدم. يذكر أن أحمد عبد اللطيف روائي ومترجم شاب، ترجم عدداً كبيراً من عيون أدب أمريكا اللاتينية والأدب المكتوب بالإسبانية، واهتم بصفة خاصة بنقل عدد كبير من أعمال الكاتب البرتغالي جوزيه ساراماجو، من أشهرها (الذكريات الصغيرة)، (البصيرة)، (ثورة الأرض)، و(مسيرة الفيل)، بالإضافة إلى ترجمته أعمالا أخرى لكبار الكتاب من إسبانيا وأمريكا اللاتينية، وله رواية واحدة هي (صانع المفاتيح) صدرت العام الماضي.