اختتم رئيس البورصة المصرية محمد عبد السلام المرحلة الثانية من جولته فى دول مجلس التعاون الخليجى والتى تستهدف الترويج للسوق المصرى وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية بالاضافة إلى تفعيل التعاون مع البورصات العربية، وقد انهت البورصة المصرية اليوم نشاطها فى دولة الكويت بعد سلسلة من اللقاءات مع عدد كبير من شركات الاستثمار ومسئولى الجهات الحكومية والهيئات المنظمة للسوق الكويتى بالإضافة إلى ممثلى الجالية المصرية بالكويت حيث تم استعراض فرص الاستثمار الواعدة فى السوق المصرى ومن جانبه صرح محمد عبد السلام رئيس مجلس إدارة البورصة المصرية خلال مؤتمره الصحفى الذى عقده في ختام زيارته لدولة الكويت بحضور لفيف من جميع اطياف المستثمرين العرب والكويتيين واعضاء الجالية المصرية بالكويت وشهد حضور قوي على أن خطة الترويج للسوق المصرى تسير بصورة جيدة للغاية وأنه لم يفاجأ بالاقبال الشديد الذى اظهره المستثمرون الكويتيون بفرص الاستثمار الواعدة فى السوق، مشيراً إلى أن المستثمرين الكويتيون أكدوا بشكل واضح أن استثماراتهم فى مصر لن تتاثر سلباً بالثورة خاصة مع التاكيدات التى اظهرها وفد البورصة المصرية لالتزام مصر الكامل بالحرية الاقتصادية واليات السوق الحر مؤكدين أن السوق المصرى يمثل مكانة خاصة لدى دولة الكويت وأن ثقتهم كاملة فى تخطى الاقتصاد المصرى لتلك الأزمة. وان توقيت الزيارة كان مناسباً تماماً خاصة مع توضيح الوفد المصرى لحقائق بعض المغالطات التى يتم تداولها حول تأثر بعض الشركات العربية العاملة فى مصر. وردا على سؤال حول مدى تاثر البورصة المصرية بإحداث الثورة، اشار عبد السلام إلى ان السوق المصرى فاجأ الجميع كالمعتاد بتماسكه بعد الثورة فبالرغم ان التوقعات كانت تشير إلى تعرض السوق المصرى لانهيار حاد بعد إعادة افتتاح البورصة، إلا ان التاثر كان محدوداً للغاية حيث لم يزد التراجع عن حوالى 4% منذ اعادة افتتاح السوق، وكان من الأمور اللافتة للنظر أن غالبية المستثمرين الأجانب اتجهوا الى الشراء لاستغلال فترة تدنى الاسعار مما يؤكد على استمرار جاذبية السوق المصرى نظرا للاساس القوى الذى تتمتع به الشركات المقيدة فى البورصة. كما اشار رئيس البورصة المصرية إلى تحول ملموس فى هيكل المستثمرين فى السوق حيث اصبحت المؤسسات تسيطر على ما يزيد عن 60% من تعاملات السوق اليومية فى المتوسط بعد ان كانت نسبتهم قبل الثورة لا تزيد عن 30%، وهو ما يفسره عبد السلام بإنه يرجع لانخفاض درجة المخاطر السياسية فى مصر بعد الثورة والقضاء على الفساد والتوريث، مشيرا إلى أن ارتفاع نسبة المؤسسات سيساهم بشكل كبير فى تقليل درجة التقلبات الحادة فى السوق المصرى. واوضح محمد عبد السلام إلى دخول ما يزيد عن 400 مؤسسة جديدة للسوق المصرى بعد الثورة لم يسبق لها الدخول إلى السوق المصرى، وهى مؤسسات غالبيتها مؤسسات كبرى ومن مختلف الجنسيات. وحول تخوف المستثمرين من تاثير المحاكمات التى تتم فى مصر على وضعية الشركات المقيدة فى البورصة وانعكاس ذلك على مساهميها، أكد عبد السلام على ضرورة توضيح الصورة جيدا نظراً لوجود العديد من الافكار الخاطئة حول هذه القضايا، حيث اوضح أن الأسهم التى تم التحفظ عليها حتى انتهاء القضايا هى اسهم لم تكن متاحة للتداول من قبل وبالتالى فإن التخفظ عليها لا يؤدى إلى لتاثيرات سلبية على السيولة فى البورصة. مشيرا فى الوقت ذاته إلى أن هذه القضايا لا تخص الشركات وإنما هى متعلقة بعدد من الافراد بصفتهم الشخصية وليس الوظيفية، مشيراً إلى أن الاحكام ستصدر على الاشخاص وليس الشركات، وحتى فى حالة وجود أى مخالفات لدى الشركات ففى الاغلب لن تؤثر على وضع الشركة المالى حيث ضرب المثل بحالة حكم المحكمة مثلا على احد الشركات بسداد فارق السعر لاحد الاراضى فإن هذا الفارق سيظهر فى بند الإهلاك والذى يقسم على عدد كبير من السنوات وبالتالى ستكون محدودة الاثر جدا على قوائم الشركات. واعلن محمد عبد السلام عن تدشين صندوق جديد للاستثمار فى البورصة المصرية تحت اسم "مصر المستقبل" تلبية للطلب المتزايد من المستثمرين المصريين والأجانب الذين برغبون فى استغلال فترة تدنى الاسعار فى السوق المصرى، موضحاً أن السوق وأشار إلى أن الصندوق أسسه صندوق حماية المستثمر كمبادرة منه لدعم السوق المصرى ومساعدة المستثمرين الراغبين فى دخول السوق المصرى مؤكدا على أن جميع الجهات التى تقوم بإدارة الصندوق متبرعة تماماً باجرها تماماً، وسوف يتم فتح باب الاكتتاب فى الصندوق قبل نهاية الشهر الحالى وذلك من خلال مجموعة من البنوك التى لديها فروع فى مصر والدول العربية وذلك لتوفير الفرصة للمصريين المغتربين والأجانب الراغبين فى الدخول الى السوق المصرى. كما اتفق السيد محمد عبد السلام مع ممثلى الجالية المصرية على عقد مجموعة من الندوات والدورات التدريبية للمصريين فى الكويت بهدف توعيتهم بسوق المال وفرص الاستثمار فيه. وعلى صعيد النتائج المتحققة من الزيارة فى اطار التعاون بين البورصة المصرية ونظيراتها العربية، اشار عبد السلام إلى أن الزيارة أيضاً ركزت على تفعيل وتعميق سبل التعاون فى القضايا ذات الاهتمام المشترك والإدراج المزدوج والتدريب وتبادل الخبرات، مؤكدا على أن هناك تعاون وثيق بين البورصة المصرية وشركة مصر للمقاصة وبورصة الكويت منذ التسعينات ومؤخراً تولت شركة مصرية مملوكة للبورصة المصرية مسئولية اختبار نظام التداول الجديد الذى تقوم بورصة الكويت بتركيبه فى الوقت الحالى. وسوف يتجه اليوم وفد البورصة المصرية إلى قطر لاستكمال الجولة الترويجية، على أن يعقبها بعد ذلك زيارة مماثلة لكل من الولاياتالمتحدة وأوروبا.