هل تعود العصمة إلي يدي الكاتب والمخرج بعد أن انتزعها منهما عنوة نجوم الدراما؟! علي مدي بضعة أسابيع يجتمع «أسامة الشيخ» - رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون - مع عدد من الكبار أمثال «إسماعيل عبدالحافظ»، «محفوظ عبدالرحمن»، «يسري الجندي»، «إنعام محمد علي»، «أسامة أنور عكاشة»، «مجدي أبو عميرة» و«محمد جلال عبدالقوي» مؤكداً لهم أن ما ينتجه الاتحاد في رمضان القادم سوف يؤكد هذا التوجه وأنهم سيصبحون أصحاب اليد العليا في العمل الفني ولن يسمح بتحكم النجوم والنجمات وهي آفة الدراما التليفزيونية حالياً؟! كلام «الشيخ» كلام جميل ومعقول بل مطلوب لكن هل هو حقاً يملك القرار؟ قد يرضي هذا التصريح الكبار ويشعرون أن «الشيخ» يملك العصا السحرية لإعادة التوازن المفقود للدراما والذي تعيشه منذ أكثر من 10 سنوات، حيث شهدت تلك السنوات هجرة غير شرعية من عدد من نجوم ونجمات السينما الذين طبقوا قوانين السينما الجائرة علي الدراما التليفزيونية وصاروا هم المتحكمين في مفردات العمل الفني وتحول الكتاب والمخرجون إلي مجرد عبيد في مملكة النجوم.. والواقع أن عدداً ممن اجتمع بهم «أسامة» - لا أقول كلهم ولكن جزء منهم - خضعوا لرغبات النجوم وساهموا في ترسيخ هذا الاتجاه وذلك لأنه عندما ارتفع أجر النجوم إلي 7 ملايين أصبح الكتاب والمخرجون ينوبهم من الحب جانب وصلت أجورهم إلي حدود المليون أو الاثنين وهذا الرقم فقط يرصد لهم في الأعمال الفنية التي يلعب بطولتها كبار النجوم وأعني بهم «يحيي الفخراني»، «نور الشريف»، «يسرا» و«إلهام شاهين» لهذا صار المخرج والكاتب لا هم لهما سوي إرضاء النجم.. من الذي يفرض النجم؟ إنها وكالات الإعلان ومحطات التليفزيون وعندما ترصد الأموال للإنتاج لا يعنيها لا الكاتب ولا المخرج أو قيمة المسلسل.. وكالات الإعلان تحدد توقيت العرض وقت الذروة؛ لأنها لن تدفع إلا في ظل هذه الشروط.. إنها منظومة كاملة.. كيف يخترقها «الشيخ»؟ هل اجتمع بالكتاب والمخرجين بمبادرة منهم أم برغبة منه؟.. هو الذي طلب الاجتماع أي أن لديه خطة والحقيقة أن هؤلاء الكبار اجتمعوا من قبل مع «صفوت الشريف» - وزير الإعلام الأسبق - ثم «د. ممدوح البلتاجي» - وزير الإعلام السابق - ثم الوزير الحالي «أنس الفقي» ولم يسفر الأمر سوي عن وعود.. بينما «أسامة الشيخ» قال لهم احلموا وسوف أحقق أحلامكم، هذه هي مسئوليتي.. هل بالفعل نحن نعيش عصر الأحلام أم الاقتصاد يضع سقفاً لكل الأحلام؟ ماذا لو سيطر كابوس التسويق ووكالات الإعلان التي تبحث فقط عن أسماء النجوم.. هل تصمد أحلام «الشيخ أسامة»؟!