أثار التعليق الذي قاله أحمد أبو الغيط وزير الخارجية عن صعوبة انتقال ما حدث في تونس إلى مصر الكثير من ردود الأفعال المضادة ،وقال عبد الحليم قنديل، القيادي بحركة كفاية "أحمد أبو الغيط يبدو أنه تخرج من مدارس أجنبية جعلته لا يدرك أن ظروف مصر أسوأ مما عليها في تونس بكثير، فالمصريين هم أفقر شعوب المنطقة رغم أن الطبقة التي تحيط بالعائلة الحاكمة هم أغنى طبقة في المنطقة بل أغنى من أمراء الخليج ذاتهم". وأشار قنديل، إلى أن أحدا لم يكن يتوقع حدوث انتفاضة شعبية في تونس تطيح بالنظام الحاكم قبلها بيوم واحد قائلا: "مصر فوق بركان من الغضب الشعبي ويمكن أن يثور في وجه النظام وحاشيته في أي لحظة". من جانبه، علق عبد الغفار شكر القيادي اليساري البارز على تصريحات أبو الغيط "بأنه كلام غير لائق" قائلا: "لا يليق برجل دبلوماسي من المفترض أن يزن تصريحاته بميزان الذهب أن يتحدث عن حدوث انتفاضة في الدول العربية على غرار ما حدث في تونس بأنه كلام فارغ". وتابع قائلا: "هذه التصريحات ما هي إلا تعبيرا عن حالة التوتر والقلق التي انتابت الحكومة المصرية ورجالاتها بعد أحداث الانتفاضة الشعبية في تونس"، مؤكدا تشابه الظروف السيئة بين مصر وتونس قائلا: "لا يشترط أن يكون المسار واحدا ولكن الظروف متشابه إلى حد كبير جدا". وأضاف شكر: "الحكومة ستسعى جاهدة خلال الأيام القادمة لامتصاص غضب المصريين بقدر الإمكان والدليل على ذلك تراجع وزير التربية والتعليم عن بعض قراراته"، مشيرا إلى أن هذه السياسة ستتكرر مع العديد من الوزراء لأن الحكومة الآن تسعى إلى ما وصفها بسياسة الملاءمة مع الشعب المصري الغاضب. وقال حسن نافعة، المنسق السابق للجمعية الوطنية للتغيير: "من الواضح وزير الخارجية فوجئ بالسؤال وقدم إجابة ليس لها أي معنى وتصريحاته خارج السياق تماما وتنم عن عدم وعي بالشأن المصري الداخلي". مشيرا إلى أن الوضع في تونس يتشابه كثيرا مع الأوضاع في العديد من بلدان الوطن العربي ومضيفا: "هناك ثلاث دول على وشك الانفجار وهم الأردن واليمن ومصر، فالأوضاع في هذه الدول غير مستقرة بالمرة وعلى رأسهم مصر، ومن المرجح حدوث ثورة في مصر قريبا". من جانبه، قال عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في مصر في غاية السوء مقارنة بالأوضاع في تونس، موضحا أن نسبة البطالة في مصر تتجاوز 20% في حين أنها لا تتجاوز 14% في تونس، ويوجد في مصر مليون ونصف يسكنون المقابر بالإضافة إلى طوق العشوائيات الذي يحيط بالمدن الكبيرة، كما أن الأرقام توضح أن 52% من الشعب المصري يعيشون بمعدل 2 دولار في اليوم، كما أن نسبة الأمية مرتفعة في مصر عن تونس بكثير، حيث تصل نسبة الأمية في مصر إلى 48%. وأكد وربيع أن الرهان على الصبر المطلق للشعب المصري يعد رهانا خاسرا، فالشعب التونسي خلال 28 يوما أطاح بنظام الرئيس زين العابدين بن علي كما أن الرهان على قوة الأمن رهان خاسر لأن قوات الأمن في النهاية هم أبناء هذا الشعب.