هدد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، كل من شارك في الاحتجاجات التي اندلعت في تونس منذ أيام بالعقاب الشديد، ووصفهم بأنهم أقلية من المتطرفين والمحرضين المأجورين. وقال بن علي، في أول رد فعل له على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ عشرة أيام، في خطاب وجهه للشعب التونسي وبثته وكالات الأنباء مساء الثلاثاء، أن هناك أطرافا سياسية وإعلامية، لا تريد الخير بلدها، تقوم بتوظيف الاحتجاجات وتضخيم أبعادها، مشيرا إلى لجوء تلك الأطراف إلى بعض القنوات التلفزيونية الأجنبية التي تبث ما سماه ب"الأكاذيب والمغالطات" دون تحرّ بل باعتماد التهويل والتحريض والتجني الإعلامي العدائي لتونس. وأكد الرئيس التونسي رفضه لجوء من وصفهم "بالمتطرفين والمحرضين المأجورين" إلى العنف والشغب في الشارع التونسي، للتعبير عن آرائهم، بدعوى أن ذلك مظهر سلبي وغير حضاري يعطي صورة مشوهة عن تونس تعوق إقبال المستثمرين والسياح، ومشيرا إلى أن القانون سيطبق عليهم بكل حزم. وأعرب بن علي عن تقديره لشعور أي عاطل عن العمل، مؤكدا أن الدولة ستواصل سياستها وبرامجها من أجل التنمية, وستبذل جهودا إضافية لتوفير فرص التشغيل ومحاولة تحسين الأجور، حيث قال: "البطالة شغل شاغل لسائر بلدان العالم المتقدمة منها والنامية ونحن في تونس نبذل كل الجهود للحد منها.. وستبذل الدولة جهودا اضافية في هذا المجال خلال المدة القادمة". جاء ذلك، على خلفية احتجاجا كان قد اندلع في مدينة بو زيد التونسية قبل عدة أيام، إثر إقدام شاب على إحراق نفسه بعد منعه من ممارسة عمله، قبل أن تتسارع وتيرة الاحتجاجات وتنتشر في مختلف أنحاء تونس، مطالبة بالحق في توفير فرص عمل ووقف سياسات التهميش والإقصاء.