أطلقت جريدة الأخبار اللبنانية بدءا من الثلاثاء نسخة تجريبية لموقعها على الإنترنت، تمهيدا لإعادة إطلاق الموقع بكامل خدماته في أقرب وقت، وكان موقع الصحيفة اللبنانية المعروفة قد تعرض لعملية قرصنة إلكترونية فجر الخميس 9 ديسمبر، فعجز المستخدمون عن الوصول لصفحة الموقع التي أصبحت توجههم تلقائيا إلى أحد المنتديات الشبابية السعودية، ما أثار المخاوف عن مدى الضرر الذي لحق بأرشيف الصحيفة التي تحتل المركز الأول بين مواقع الصحف اللبنانية وفقا لترتيب ( أليكسا ) ، وموقعا متقدما في قائمة الصحف العربية. لكن "ليال حداد" الصحفية بالجريدة اللبنانية نفت للدستور الأصلي إلحاق أي ضرر بقاعدة بيانات الموقع أو أي من مقالاته ومواده، وعللت تأخر إعادة إطلاق الموقع بأنه " لتأمين نظام حماية أفضل وأكبر لأن محاولات القرصنة لن تتوقف" ، مشيرة إلى أن " عدد القراء بقي مرتفعاً رغم توقّف الموقع وتأمين مدونة بديلة بصفة مؤقتة، إذ وصل عدد القراء اليوميين للمدونة البديلة إلى 40 ألف قاريء"، وعن ما تردد عن الربط بين عملية القرصنة ونشر الصحيفة عددا كبيرا من وثائق ويكيليكس، بعضها حصلت عليه الجريدة بصفة حصرية، قالت حداد إن " موقع الأخبار يتعرّض منذ إنطلاق الصحيفة لمحاولة اختراقه ولكن هذه المرة وتزامناً مع نشر وثائق ويكيليكس، وتزامناً مع "الحملة العالمية" ضدّ كل وسائل الإعلام التي نشرت هذه الوثائق تمّ اختراق الموقع لذلك ربطت الصحيفة بين القرصنة والوثائق وهو التفسير الأقرب إلى المنطق". كانت الجريدة قد نشرت عددا كبيرا من الوثائق التي أثارت جدلا عالميا، مركزة على الوثائق المعنية بالدول العربية، فوضعت الوثائق بلغتها الأصلية وقسمتها تحت أعلام الدول العربية، كي يحصل مستخدم الموقع على الوثائق المتعلقة ببلده بمجرد الضغط على أيقونة علم بلاده، وبدأت الصحيفة بترجمة الوثائق المعنية بالشأن اللبناني إلى اللغة العربية، وأعلنت عن ترجمة بقية الوثائق تباعا، ومنها وثائق حصلت عليها حصريا قبل نشرها في بقية وسائل الإعلام، لكن القرصنة على موقع الجريدة تمت بعد أن ترجم الموقع وثائق كشفت عن دعوة سعودية للتدخل في لبنان من خلال " قوة عربية تحمي بيروت وتواجه حزب الله"، فضلا عن إلحاح المملكة على الولاياتالمتحدةالأمريكية لاستهداف طهران عسكريا، وهو ما حول الأنظار والاتهامات إلى المملكة أو حلفائها في الداخل اللبناني باستهداف موقع الأخبار المعروفة بالقرب من معسكر المعارضة اللبنانية. وأعلنت الجريدة في موقعها التجريبي المؤقت عن الوسيلتين اللتين استخدمهما القراصنة لتعطيل الموقع، وذكرت أن الطريقة الأولى هي : «اختراق نظام أسماء النطاقات» أو Domain hijacking. أما تفسيره البسيط فهو الآتي : كل موقع في العالم يملك ما يعرف ب«عنوان الآي. بي.» IP وهو عنوان رقمي. هكذا، كل مرة نطبع اسم موقع، يتحوّل هذا الاسم إلى العنوان الرقمي، فتفتح أمامنا الصفحة التي نريد مشاهدتها. عملية قرصنة «الأخبار» حوّلت عنوان الموقع www.al-akhbar.com إلى «آي. بي.» آخر، وبالتالي إلى موقع آخر. وفي حالة الاختراق الأخير، كان الموقع البديل هو «سعودي انحراف»، بينما بقيت صفحات الموقع سليمة ولم يتمكّن القراصنة من اختراقها وتعديل محتوياتها" . أما الطريقة الثانية فهي " ما يدعى DDOS أو «نظام هجمات الحرمان من الخدمة الموزّعة». هنا، يغرق ال«هاكرز» الموقع بسيل من البيانات الوهمية، ما يبطئ عمله. مثلاً إن كان الموقع مصمّماً لاستيعاب 1000 زائر في الثانية، يرسل القراصنة بيانات لمئة ألف زائر (ومن أماكن مختلفة في العالم)، وهو ما يفوق قدرة الموقع على الاحتمال فيبطئ عمله، أو يتوقّف نهائياً " . يذكر أن الطريقة الثانية هي التي استخدمتها عملية القرصنة التي استهدفت موقع "الدستور الأصلي" منذ انفصاله عن الجريدة بعد الأزمة المعروفة والمستمرة حتى الآن. جريدة الأخبار اللبنانية تصدر عن "شركة أخبار بيروت" التي تأسست سنة 1938، أما الجريدة نفسها فبدأ إصدراها مع نهاية الحرب الإٍرائيلية على لبنان منتصف أغسطس 2006، وترأس تحريرها الصحافي اللبناني الكبير جوزيف سماحة، الذي رحل عن عالمنا في فبراير 2007 بعد أشهر قليلة من إطلاق الصحيفة التي يديرها الآن مجلس تحرير مكون من رؤساء أقسامها، ويرأس إدارتها الصحافي إبراهيم الأمين.