بدأت حرب شرسة بين أنصار موقع ويكيليكس وأعدائه، ولكن في مضمار الإنترنت والقرصنة الإلكترونية، فقد أعلنت جماعة (أنونيموس)، المشهورة في عالم الاختراقات والقرصنة الإلكترونية، مسؤوليتها عن الهجوم على الموقع الإلكتروني الخاص بشركة (ماستركارد) الأمريكية وتعطيله، ردًّا على قيامها بسحب خدماتها من موقع (ويكيليكس) الشهير المتخصص في نشر تسريبات الوثائق السرية على الإنترنت. وقالت الجماعة عبر حسابها على شبكة (تويتر): إن هجوم حجب الخدمة (دي دوس) الذي شنته على موقع (ماستركارد) كان جزءًا من عملية (تسديد الدين). وكانت (ماستركارد) قد أوقفت خدمات التعاملات المالية مع موقع (ويكيليكس)، مدعية تورطه في نشاطات غير قانونية. وقالت شركة بطاقات الائتمان الأمريكية، "إنها اتخذت هذا الإجراء لضمان عدم استخدام موقع (ويكيليكس) لمنتجاتها". وفى وقت مبكر من هذا الأسبوع استهدفت جماعة (أنونيموس) كلا من الموقع الخاص بخدمة الدفع الإلكتروني الأمريكي (باي بال)، والذي أوقف حساب التبرعات لموقع (ويكيليكس)، والموقع الخاص بالبنك السويسري (بوست فاينانس) بعد تجميده لحساب جوليان أسانج مؤسس (ويكيليكس)، في هجمات مماثلة. كما أعلنت شركة "فلاتر" السويدية لأنظمة سداد المبالغ المالية الصغيرة، اليوم الخميس، أنها ستواصل تحويل التبرعات إلى موقع ويكيليكس. كانت شركتا "ماستركارد" و"فيزا" أوقفتا مؤخرا تحويل الأموال إلى الموقع، ما أدى إلى تعريض موقعيهما إلى هجمات قرصنة من قبل مؤيدي ويكيليكس. يتصدر الموقع العناوين منذ فترة بعشرات الآلاف من البرقيات السرية الأمريكية، وهو ما أثار انتقادات من قبل رجال سياسة وغيرهم. وصرح لينوس أولسون، رئيس فلاتر، بأن الشركة مستمرة في تحويل التبرعات "ما دام لم يصدر حكم قضائي يمنع ذلك". انطلقت أنظمة دفع المبالغ المالية الصغيرة في وقت سابق العام الجاري لتوفر للعملاء إمكانية دفع المبالغ الصغيرة مقابل المحتويات الإلكترونية. وعلى الجانب الآخر تتعرض صحيفة الأخبار اللبنانية القريبة من حزب الله، والتي نشرت وثائق دبلوماسية أميركية حصلت عليها من موقع "ويكيليكس"، إلى "اعتداء معلوماتي" منذ أيام، حسبما أفاد مسؤول في الصحيفة الخميس وكالة فرانس برس. وقال ايلي شلهوب، عضو مجلس التحرير في الصحيفة: "نتعرض منذ أيام لاعتداء معلوماتي يستهدف ضرب النظام الداخلي المعلوماتي للصحيفة". وأضاف أن "الاعتداء لا يقف عند حدود تخريب الموقع الإلكتروني، بل يتعدى ذلك إلى محاولة الولوج إلى البريد الداخلي للصحيفة ومراقبته". وتعذر، صباح اليوم الخميس، الدخول إلى الموقع الإلكتروني للصحيفة اليومية على الإنترنت. وتابع شلهوب: "لا نعلم بعد ما إذا كان شخص واحد يقف وراء هذا الاعتداء أو جهة منظمة"، مضيفا: "نحتاج إلى بعض الوقت لإعادة الوضع إلى ما كان عليه". ونشرت الصحيفة القريبة من حزب الله على موقعها الإلكتروني عددًا كبيرًا من الوثائق الدبلوماسية الإميركية، بعضها متعلق بلبنان، حصلت عليها من "ويكيليكس" الذي سبق أن أعلن نيته التعاون مع وسائل أعلام عربية. وتضمنت الوثائق اللبنانية الصادرة بمعظمها عن السفارة الأميركية في بيروت والموجهة إلى وزارة الخارجية الأميركية، معلومات حساسة عن التطورات في البلاد. وقال شلهوب: إن الصحيفة "تشتبه في أن السبب الرئيسي وراء الهجوم هو نشرنا للوثائق التي حصلنا عليها من موقع ويكيليكس". وأكد أن "الأخبار" تنسق حاليا مع "الصحف الكبرى في العالم من أجل القيام بحملة مضادة للدفاع عن حقنا في نشر المعلومات"، مشيرا إلى تعرض "عدد كبير من المواقع التي تنشر الوثائق إلى هجمات مشابهة". وأعلن موقع "ويكيليكس" الذي اعتقل مؤسسه جوليان أسانج صباح الثلاثاء في بريطانيا في إطار قضية اغتصاب، أنه تعرض إلى "قرصنة معلوماتية" لدى مباشرته عملية نشر أكثر من 250 ألف وثيقة دبلوماسية أميركية قبل حوالي أسبوعين. وتسلط تسريبات "ويكيليكس" المتعلقة بلبنان الضوء خصوصا على جوانب غير معلنة من عمل المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري. وياتي ذلك في وقت تعيش البلاد مرحلة سياسية هشة على وقع انتظار صدور قرار ظني عن المحكمة تشير تقارير صحافية إلى أنه سيتضمن اتهاما موجها إلى حزب الله بالوقوف وراء الاغتيال في شباط/ فبراير 2005.