كيف نجد حلاً لهذا المأزق الذي يثير غضب كبار نجومنا وهي موقعهم في التترات وعلى الأفيش.. دائماً ما يشكو الكبار من تدخل المخرجين بحذف مشاهد لهم ولا ينتهي الأمر عند تلك الحدود ولكن أحياناً يتدخل أيضاً النجوم الجدد ويحذفون مشاهد من أدوار الكبار!! في مذاكرته روى "عماد حمدي" تلك الواقعة التي تعرض لها في فيلم "سونيا والمجنون" بطولة "محمود يسن" و "نجلاء فتحي" و "نور الشريف" اكتشف "عماد" أن لقطات رئيسية له قد تم حذفها مما يؤثر على تتابع أحداث الفيلم.. سأل "عماد" المخرج "حسام الدين مصطفى" لماذا تفقد فيلمك مصداقيته وتجعله غير مفهوم للجمهور بعد حذف كل هذه اللقطات التي صورتها لي؟ أجابه أفقد الفيلم مصداقيته ولا أفقد لقطة واحدة صورتها لنجلاء و "محمود يسن" و "نور الشريف".. الجمهور يدفع التذكرة لكي يراهم على الشاشة؟! واكتشف "عماد حمدي" نجم مصر في الأربعينيات والخمسينيات مدى قسوة الزمن عليه في السبعينيات ولو راجعت تترات الفيلم لاكتشفت أن اسم "عماد" لم يأت فقط تالياً لنجلاء ومحمود ونور ولكن سبقه "سعيد صالح" و "حياة قنديل" و "روحية خالد"!! ولم يكن "عماد" فقط الوحيد الذي يأتي اسمه تالياً لأحد نجوم مصر في ذلك الحين قبل أكثر من 35 عاماً.. "أحمد مظهر" ، "شكري سرحان" ، يحيى شاهين" ، "كمال الشناوي" ، "فريد شوقي" ، "مريم فخر الدين" ، "مديحة يسري" كل هؤلاء وغيرهم سبقهم نجوم ونجمات السبعينيات بل إن "فؤاد المهندس" أستاذ "عادل إمام" بشهادة "عادل" والذي قدمه في أول أدواره التي لفتت إليه الأنظار في مسرحية "أنا وهو وهي" عندما أشترك "فؤاد" في بطولة فيلم "خللي بالك من جيرانك" جاء اسمه بعد "عادل إمام" و "لبلبة" وكل اللقاءات التي جمعته بعد ذلك مع "عادل" جاء اسمه تالياً ل "عادل"!! كانت مثل هذه المواقف في الحياة الفنية تتم بدون أي حساسية من الطرفين وطبقاً لمجريات السوق.. "نور الشريف" مثلاً طالب قبل عامين أن يسبقه "أحمد عز" في فيلم مسجون ترانزيت" بينما "عز" قال لا يمكن ولن أقبل ذلك وأصر على أن يأتي اسمه تالياً لنور الشريف ثم وجدوا الحل على الأفيش ولم تكتب الأسماء.. في فيلم "إبراهيم الأبيض" حدثت مشكلة بين "محمود عبد العزيز" و "أحمد السقا" بعد أن تم حذف بعض مشاهد "محمود عبد العزيز" رغم أن "السقا" قبل أقل من عشر سنوات كان يشارك في فيلم "هارمونيكا" تحت المظلة الجماهيرية لمحمود عبد العزيز.. في فيلم "الجزيرة" مع "محمود يسن" احتل "السقا" المساحة الأكبر على الأفيش واسمه سبق "محمود يسن" و"محمود" لم يعترض واعتبر أن هذا هو قانون السينما!! لقد رفع "نور الشريف" في الثمانينيات شعار "اللي أجره أكبر مني يسبقني على الأفيش" وهي قاعدة تعبر بالأرقام عن مدى جاذبية النجوم في شباك التذاكر لأن الأجر الكبير يعني مردوداً واضحاً عند الجمهور دافع التذكرة.. الكل يحرص على أن يأتي اسمه في البداية وبدأ البعض في البحث عن حلول لإرضاء كل الأطراف.. حدث مثلاً في مسلسل "حرب الجواسيس" الذي عرض في رمضان قبل الماضي حيث كتبت أسماء كل الممثلين قبل "هشام سليم" ولكن المخرج "نادر جلال" وجد حلاً عبقرياً وهو أن يكتب هذه العبارة كل هؤلاء يلتقون مع "هشام سليم" وأرضى هذا الحل "هشام" وأرضى أيضاً "منة شلبي" التي كتب اسمها في بداية التترات!!