وما الذي يجعل الحزب الوطني يختار الدكتور يوسف بطرس غالي كمرسال غرام بينه وبين المزة أمريكا؟ صيغة السؤال ليست استفهامية ولا استنكارية، وإنما استعباطية. فأنا وأنت وأم عبده نعلم تماما سبب اختيار الحزب الوطني للدكتور يوسف بطرس غالي دون غيره. ذلك لأن يوسف بطرس غالي، كما أقر هو، يتوسط بين النظام المصري وبين أمريكا بصفته الدينية، والمالية، وقد استهللت بالسؤال الاستعباطي كمقدمة لسؤال حقيقي: ألهذه الدرجة ساءت العلاقات بين النظام المصري والولاياتالمتحدةالأمريكية؟ هل وصل اليأس بالنظام المصري مداه حتى فقد توازنه وأرسل مرسال غرام يثير حفيظة الحراس في الطرق؟ صدق اللي قال: من يركب البحر لا يخشى من الغرق. يا حرااااام.. والنبي شكلهم خدوا عين.. عيني. طااااب يا كباتن، لنا هنا وقفة: النظام المصري لا يقل طائفية عن "الملالي" الوهميين الذين ذكرهم الدكتور غالي. فالنظام اختار مرساله ممن يراهم الطائفة تعلق الولاياتالمتحدةالأمريكية، بل إن الدكتور غالي نفسه لا يقل طائفية ضد المسيحيين عن قناتي الناس والرحمة اللتين أغلقتا لطائفيتهما، حيث يتحدث الدكتور غالي بصفته "المسيحية" ليؤكد للباب العالي أنه وطائفته في أمان ما بقي الحزب الوطني في الحكم. آه.. طيب وما شأن الولاياتالمتحدة يا دكتور بصفتك المسيحية، وبأمنك، وب"التسامح الديني" معك في مجتمعك وبلدك ووسط أهلك وناسك؟ استخدام كلمة "التسامح الديني" هو قمة العنصرية بالمبتدأ، تسامح على أساس إيه بالضبط؟ ما الجريمة التي ارتكبها المسيحي المصري حتى ينشد "التسامح" في بلده؟ وهل يرى الدكتور غالي في مسيحيته خطيئة تستوجب التسامح؟ لم يستخدم الدكتور غالي كلمة "المواطنة" في خطابه الطويل العريض. ثم إن تقديم التطمينات للولايات المتحدة من قبل وزير مصري يتحدث بوصفه مسيحي ويقول لهم: الحزب الوطني مستتنا ومهنينا وميت فل وسبعتاشر، هو طعن ضمني للمسيحيين المصريين في وطنيتهم وانتمائهم، هي أمريكا دي والدة المسيحيين وبتسألها: المدعوق جوزك عامل معاك إيه يا بت؟ والنبي ياما مش مخليني عايزة حاجة.. عيب، عيييييييييييييب، أنا مجروحة كأعمق ما يكون الجرح. هل يتعامل الحزب الوطني ووزير ماليته "المسيحي" مع المسيحيين المصريين بوصفهم "الجالية" اختصاص السفارة الأمريكية؟ أتاريييييهم عينوه وزير مالية.. ناقص يفتحوا له صيدلية ومحل صاغة، ويكتب في مقاله: أنا لست طائفيا ومشغل واحد اسمه رمضان عندي. ثم يكتب بين قوسين: رمضان اسم يطلقه المسلمون على أبنائهم الذكور. انطلق الدكتور غالي ممتدحا البنك الدولي لتقاريره عن مصر، ودعمه لسياساتها الاقتصادية، ولم ينس أن يذكر الراعي الرسمي للنظام المصري بأن: "التحدي الحقيقي الذي نواجهه هو تدعيم الإصلاح الاقتصادي مع انفتاح مصر السياسي". ثم أضاف مؤكدا، (لبعدين يفهموا غلط): "إن العون الذي قدمته الولاياتالمتحدةالأمريكية لمصر طوال الثلاثين عاما الماضية لعب دورا حيويا في بناء اقتصاديات السوق". وهنيا لك يا فاعل الخير والثواب، وحسنة قليلة تمنع بلاوي كتيرة، ربنا يخبز لكم العيش ويكفيكم شر المرض ولا يرقد لكم جتة ويزيدكم من نعيمه قادر يا كريم، شجعني يا بيه.. يعيش بتاع الكبريت... لماذا لم ترفق الروشتة مع المقال يا دكتور؟ ثم اختتم مقاله قائلا: "تعد مصر نموذجا يحتذى به في المنطقة، فهي الدولة الأكبر بين الدول العربية، وتغيير المسار الاقتصادي لمصر سيخلق الرخاء والاستقرار في المنطقة ويكون بمثابة الحصن الواقي من التطرف. أخيرا، تطوير الاقتصاد المصري والحفاظ على استقرارها السياسي سيدعم الأمن الأمريكي ويساعد على وضع حجر الأساس لشرق أوسط ينعم بالرخاء والاستقرار." اللهم صلي على حضرة النبي.. وموسى نبي عيسى نبي محمد نبي وكل من له نبي يصلي عليه، وبحق من قال لموج البحر يهتدييييي لتقولوا يا عزيز. يعني مصر، "الدولة الأكبر بين الدول العربية" اقتصرت مهامها على الحفاظ على الأمن الأمريكي، وتجنيد الدول العربية في تنظيم جماعة المحافظين على الأمن الأمريكي؟ وبلغت الجرأة بوزير المالية أن يلفعنا، نحن وكل الشعوب العربية، على كتفه ويدق على نافذة سيارة الولاياتالمتحدة هكذا علنا وعلى صفحات الواشنطن بوست؟ طب احنا نستاهل عشان ساكتين لكم، الغلابة اللي حوالينا دول ذنبهم إيه؟ يادي الكسفة.. يادي الكسفة.. الله أكبر في اللا مؤاخذة.. الله أكبر في اللا مؤاخذة.. من سمح لوزير المالية المصري بأن يصم مصر العريقة بأنها تلعب دور المخبر أبو جلباب ومعطف وجريدة مثقوبة لتراقب كل المنطقة لصالح الأمن الأمريكي وتتقاضى أجرا على ذلك؟ لا وكمان بيقنعهم بقدرات هذا النظام، دون غيره، في النظر من ثقب الجريدة؟ قدامنا كده؟ بعضنا يتحدث الإنجليزية يا دكتور، سنفهم ما تقوله لهم، وبعض ممن يتحدثون الإنجليزية في هذه البلاد لم يخلعوا برقع الحياء بعد.. محسوبتك منهم. أكاد أذوب خجلا، وأستشيط غضبا، وأسير في البيت أضرب على الحوائط غيظا. طب كنت تقول الكلام ده في التليفون، مش معاك موبايل أوباما؟ لماذا لم يرسم الدكتور غالي في نهاية مقاله قلبين وسهم؟